حكاية جدار
هربت مع عشيق لها ..
واستندت جدار
قالت :تعال حبيبي
هنا تكتم الاخبار..
فمد اليد إليها
واحتضن الخصر كسوار...
وجدارنا يتأوه بعينان ناظرتان ..
لايشعر به أحد ..
وكيف يشعر الأسفلت والحديد..
فلا مشاعر أو ثرثرات نهار ...
وجداري قلب حاضن ..
إن تسلقه لص لم ينجو
تتعربش عليه ياسمينه وحيده
وعند قدميه تنمو أزهار ..
وانا جدار صامت
وإن قالوا :قلبه كجدار
فما ذنبي إن خلقت أبكما
ولا أنطق ..أو افضح الاسرار؟
جدار ..جدار ..
شيدوني قسرا بفلسطين ..
وهدموني في برلين ..
وصادروا الخبز من أعين الصغار
وأنا شاهد ثابت ..
أصدق من قضاة العدل
والمحاكم ..والاسفار ..
كشاهدة قبر كتب عليها ..
شيد في عام الاحتضار ..
فمن يشعر بآلام الحجارة
وقلوبنا أقسى من صوان ..
واشتعال نار ..
من يفهم الحروف
وقد طمسنا لغة الحوار ..
في حرب بسوس جديده
أبطالها أخوة يوسف ..
ستبقى ﻷلف عام ..
ولن تزهر الا عوسج وصبار
جدار ...جدار..
تسمرت أصابعي ..
وأنا عين ترى انسكاب الامطار ..
شيدتني أمم زالت ..
ولم يبقى مني
إلا آثار الديار ..
سلاما لحدودكم ...
وقطع الموده فيما بينكم ...
وسوء الفهم ..
وشكرا لحسن الجوار ..
أنتم أمم لاتعرف الحب ..
أو السلام ..
وتستحقون فعلا حدودا
لان قلوبكم أقسى من جدار
بقلمي ..خالديه معيجل
الفايروس الجميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق