*** هذا القلم *** شعر عبدالعال الشربينى
أوجع كثيراً من القلوب … هذا القلم :
لاسكنَ فى دفءِ الجيوبِ وما انهزم
أُغتِيل صاحبه …
غُيب فى سجون القهر …
أو حتى بِيعت أطرافه فى سوق النخاسة ،
وما ندم !
عاش عصور العُهر..
يقْطُر عطره فواحاً ..
فى يد عاشقه الجديد ،
يحيى نفوسا ،
يعطى دروسا ،
ويقص أُطرُوحات خضبها الألم .
يحكى عن البؤساء ،
عن الضعفاء …
كما يحكى عن العظماء …
وأصحاب القلم .
يحكى عن الأبطال …
سكان القمم .
سألوه يوماً أن يقص حكاية الأموات ،
قال : نسيتها !..
فقد استكانوا للدعه ،
لا صوت يعلو …
ولا يد بها عروق تنبض …
ولا عقول واسعه .
عاشوا الموآت ،
ورضوا يكونوا هم الرمّم …
فقد استكانوا للدعه .
سألوه :
لما لا تكْنْ وتكتفى ؟!
قد مات من مات فى جوارك وانقضى ،
والبعضُ قد صار شهيداً بعدما …
جعلك رصاصاً وبك ارتضى .
قال القلم :
هى الأمانة حُملتّها
فى قوله : ” والقلمِ وما يسْطرون ”
هذا قسم ، وأنا القلم !
هذا القَلمْ ؛
من عظمِ زندٍ قد نُحتْ
بدماءِ قلبٍ قد مُلئْ
وعصيرِ أفكارٍ بها شُحنْ
آلت إليه بعرّقِ عُمْرٍ بلا وَسِـنْ
فكيف ترجوهُ يكتمُ مَا عَلَمْ
هذا القلم ؟ !
عبدالعال الشربينى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق