بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

حبيبتي سامحيني / بقلم الشاعر / ماهر قرموط

حبيبتي سامحيني

حبيبتي مالي أرى الحزن لا يُفارقك
كأنه استعمرك و سكن كل دروبك
تأنين بصمت و تهربين نحو الأفق
لعل ذلك البعيد تحمر وجنتيه يوماً
و ينام بين ذراعيك بلا لومٍ و لا خجل
و أنت تتأملين و لا تأملين
يتفقد ما فيه من ميل و نحوك 
يعود إلى ذاكرته الأولى وقت لهوه
وقت ما كان غضاً تغزل بوجنتيكِ
عرف بابك أكثر من باب مدرسته
تراقص مع الفراشات البيضاء
و تغنَّى مع الطير عند ممرك الوردي
و أنت تتأملين و لا تأملين
غضبتُ منك وقتها أتعلمين
قلت في نفسي أنك لا تشعرين
قلت أشياء و أشياء فسامحيني
كنت أنظر للبشر أنهم ملائكة 
سامحيني حبيبتي لبرآءتي
ليتني لم أتعلم دروس القراءة
لما عرفت لي حدود ملئ المعمورة
غير حدود حضنك يا حبيبتي
و أنت تتأمليني و تتبسمين
اليوم أخجل أن أرتمي بحضنك
أخجل أن تري دمعي و عجزي
لكني على العهد يا أمي
سأبقى مع خيلي المبتورة
شوكة تذود و لا تنكسر
و شمعة تضيئ و لا تنصهر
الآن ابتسمي و لا تتألمي
مهما سرق منا الدروب
ذلك الميت البعيد
فليبيعنا في المزاد كما شاء
ليحاصرنا و يسرق قوتنا
لا تبتأسي فالله فعّال لما يشاء
لك من بعد خيلي خيول
عشقت عُشبك و سنا الحقول
فإذا يوماً بكينا بحجرك يا أمي
فسبلينا بزغرودة و تبسمي
اشتقنا لحكاياتك و أغانينا
و لمتنا حول الكنون تدفئينا
افردي علينا رحيقك غطينا
   
   شاعر المخيم : ماهر قرموط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق