( قصة حب )
الشاعر عبدالكريم الودودي الصبيحي
على جدران قلبي كتبت أحبها
من طرفها سهماً والحبر من دمي
فلا تسأءلوني عن لماذا أحببتها
وما أسر ورى حبي لها ومَغرمي
هذا المتعاضُ لا يليقُ بُوحِي لها
أسرار حبي تحتسيهُ ملاهمي
اسكر به خمراً في ليالي حضنها
ويدفئ شتائي وهجها المتنعمِ
أراها شبية البدر في طلاتها
وإذا أقبلت تقبل بوجهٍ باسمِ
تمشي بخطيً من دلال حُسنها
وكأنها القائد لجيش مسلمِ
تصهر قوائي عنفوان خطواتها
وتقهر حيائي منها معاظمي
ولما رأتني مستحياً منها
دنت إليَّ بثغر متبسمِ
أجلت حيائي منها اسنانها
حينما تلألاء بارق أسنان الفمِ
هذيتُ بقولي دون علمي لنطقها
قولٌ تحرر من سجون مكارمي
حدثتها بأني ذبتُ بعشقها
وإني أراها دنيتي ومعالمي
فلا حياةَ لي في دنيا بدونها
ليلى وما دونك تسجُ انغمي
وإن عزفت اوتاري تنطق إسمها
وتشرق شمسٌ في ليلي المظلمِ
لتخفي النجوم. و الكواكب كلها
وتستفيق من ضياها الاوادمي
اُغمي عليها من حديثي امامها
اِنهارت قواها من فصاحة تكلمي
ولما استفاقت اجهشت بدمعها
تبكي على حال العشيق المتيمِ
تبكي وتسأل عن مدى حبي لها
وكم سنينٍ عشتها محبٍ محرمِ
وكيف خبيت حبي وعشقي عنها
وما سر أُخفي في الحنايا مؤلمِ
وما كان مني أن أميل عن قولها
وإن كان لساني بالحياء متعلثمِ
تحدثتُ إليها والخجل يمتلينِ منها
وهيا تواسيني بقلبٍ مترحمِ
أخبرتها حبي من صُغرِ سنها
وعادها تلهو والأظافر نواعمِ
تبيتُ أطياف حبي تحوم من حلوها
وإن نعستُ شفتها في محالمي
وما يشرق الفجر على ديارها
إلا سبقته إلى الديار مقادمِ
وفوق كل شيئٍ أكتب إسمها
ليشهد العاشق في الهوى غارمِ
هنا قاطعت مني حديثي بقولها
يكفي حديثٌ قبل تنهار قوائمي
وإني لكَ رهينةً وروح أنتَ حبيبها
وما امتلك طوع` إليكَ مسلمِ
يمديك تأتي خاطباً لمن تحلم بها
وتناسب الأجواد أهلُ المكارمِ
وما كان لأهلي أن يصدوك عنها
أهلي كرامٍ لا يحبون المظالمِ
وافقتها القول' وحددت وعداً لها
والقلب يملأه السرورُ منعمي
اثماً افترقنا بعد أن ودعتها
وداع اللقاء في القريب المعلمِ
أمشي إلى داري وروح في رحلها
جسدٌ يسيرُ في طريقٍ ويحلمي
أتكلم مع نفسي كأني في رفقها
مجنون ليلى يا أيها الدنيا افهمي
ولما أتى الموعد ذهبتُ لدارها
استقبلتني بالحفاوةِ عن أهلها متقدمِ
أشارت اليهم إنني حبيبها
وما جئت إلا خاطباً متوسمِ
لعلي التمس منهم رضاً لخطبها
أطلب يداها في رضاهم متعشمِ
وما كان منهم غير أرضى في حينها
واكرم مثواي وجاد بالمكارمِ
ظفرتُ بها حلالاً عبر أهلها
وصارة شريكةً لحياتي ومعصمي