ذابتْ حشاشةُ خافقي فجعلتُهـا
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
ذابتْ حشاشةُ خافقي فجعلتُهـــا
بين الضُّلوع تنوءُ بـــــــالأوزارِ
تمضي وقلبي لا يطيقُ غيابَهُــا
يوما فذابتْ بالنَّوى أشعــــــاري
تبكي عيوني حين يخفق بالهوى
قلبي فتبكي بالهوى أوتــــــاري
والدمع بلل وجنتي وعوارضي
ووسادتي ثمَّ استباحَ دِثـــــــاري
ما جاز أحداقي وأجفانـــي ولا
همِّي وأحزاني وطولُ إسَـــاري
هل تعلمي أنَّ الفؤادَ مُمــــزقٌ
إرباً فهل يجدي إليهِ حُـــــواري
هذا فؤادي فاسكنيه وحــاذري
لهباً يباغتُنا بحرِّ جمــــــــــاري
محروسةٌ يا أنت بينِ جوانحي
في عمق روحي ياهوى فاختاري
مع حرِّ أنفاسي تعاليْ واسكني
ما شئتِ أنتِ بعهدتي وذِمـاري
ما بين بؤسي أو هياجِ مشاعري
يَحميك من وهجِ الضِّرامِ إزاري
إني بلومِكِ قد يقولُ لي النـوى
ما ذنبُ قلبكِ فالهوان خيـــاري
ما عدتُ أبصرُهُ وليلي حالــكٌ
فالعتمُ أوغلَ بالظلام مـــــداري
يا ليلُ دعني في سوادكَ ساهـرا
أرنو لفجري أو طُلوعِ نهـــاري
إني دعوتكَ صادقا فمشاعــري
تروي حكايةَ غربتي ومــراري
يا حبُّ مثلي لا يزالُ على الأسى
تحتارُ فيه تناغمُ الأوتـــــــــــارِ
فامض على أملٍ فقلبي موجــعٌ
واسرِ بأشواقٍ كفوحِ النَّــــــــارِ
يا ليل أرجهْ لا تغادرْ ساحتــي
كي لا يغادرَ مجلســـي زوَّاري
فإذا مضيتُ يظلُّ جفني مُثْقَــلا
بالبؤسِ حتى ينتهي مشـــواري
راحت طيورَ الغابِ تشكو همَّهـا
تتلُو الأسى في وعرها وتداري
ذاعتْ حكايةُ حبنا وهيامنـــــــا
حتى تبدتْ للملا أســـــــراري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق