بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 أكتوبر 2017

دائرة جهنمية من الضياع /بقلم الشاعره/ ماجي صلاح

دائرة جهنمية من الضياع
--------------
كانت تغمض عينيها مستأنسه بوحدتها تحلم ان  تظل هكذا مغلفه بالصمت ..
افاقت منتفضه  على صدى صوت يزجرها .. 
هل ستعودين للنوم  الساعه قاربت على التاسعه؟
 بصوت خفيض اجابت ..استريح حتى  تستيقظ فلم انم جيدا أمس
تحركى ..ارتدت عباءتها على عجل ..راحت تسير بخطوات متثاقلة ..ووجه قد عبثت به الحياة القاسية ورسمت عليه خطوطا بعدد سنوات عمرها ..وعيون مثقلة ببقايا نوم لم  يكتمل  وقد عجزت عن فتحهما .. ارهقها السهر واضناها الارهاق ..تعثرت بلا سبب ..سقطت  ولامس جبينها الثرى  ..اسندتها مستسلمة واجتمع حولها من يرفعها ..ومن يسألها فقد ظن الجمع انها  اصيبت بسوء..
ظلت ساكنه ..سجدت في تضرع أن يرحمها الله ويلهمها القوة ..ورفعت وجهها فلم ترى الا اقدام تحيط بها ..لم تجفل فقد اعتادت من زمن الا تنظر الا للاقدام فالوجوه اصبحت تدميها  تربكها ونهضت متثاقلة تنفض ما اصاب جسدها وملابسها وراحت تهرول فقد تاخرت .. اشترت  الافطار  ..عادت.. فاستقبلها بصوت كالرعد.. متكاسلة متخاذلة الا تعرفين ان لدى موعد..وتسألت بصمت أى موعدا هذا ؟ فهى تعرف انه سيحالس أصحاب  السوء  على قارعة الطريق يدخنون ..يتهامسون ..ينظرون للغادى والرائح ولا يحترمون احد.. 
اكل طعامه بتأفف وخرج .
 وبالتاكيد لم يهتم ان كانت تملك مال او تحتاج الى شىء ..
وقفت تراقبه من نافذتها  اين الزوج الذى تزوجته 
اين من ظلت تجمع معه المال حتى اشترى تلك الشقه الصغيره وهى كل مايملكانه من الحياة ..
سبع سنوات عجاف كانت تقطر على نفسها الى حد التقشف.. حتى تزوجا وكان نجارا بارعا..
اعاد تجهير عفش شقتها المشترى من سوق المستعل وكانت تفتخر بعملة ..
رزقه الله بالمال مع المال رزقه باصدقاء علموه كل الرذائل
ظننت بعد الزواج ستستريح 
ولم يمر الا عاما  تدهور الحال  وعادت للعمل ..
 سمعت الساعه تدق الحاديه عشر
 لم يتبقى الا ساعه ونصف على ميعاد مدرسة طفلها  ..
واعدت على عجل طعامها وخرجت تاتى بصغيرها من مدرستة هو فى الصف الاول الابتدائى ..أنه دعامتها التى تمنع عقلها من الجنون .. اخذته على عجل كانما يطاردها الف عفريت نظرت الى واجهة احد المحال بالصدفه .. فرأت صورتها ..عبست  من تلك العجوز لا اعرفها وكيف تحمل طفلى ..وانتفضت على صوت طفلها  أمى أمى ..مابالك ؟ .. 
انتن هذا الى انعكاس لصورتها ... ماذا اصابنى ؟ وجه قد ناهز الستين وعمر لا يتعدى الاربعين ..  وعادت للمنزل ..وقفت امام المرآة تراقب الوجه الكالح والجسد المكون من عظام وجلد وتنهدت باسى  واستفاقت على صوت طفلها ..  جائع ياامى ... عادت سريعا للواقع وقدمت له الغذاء وتركته مع جارتها لتذهب لتلك العجوز المريضه لتجالسها حتى العاشره مساء ... تعود منهكه تعطى لجارتها الخمس جنيهات نظير  رعايتها لابنها وتحمله وقد غفا على الاريكه .. 
ايقظته بهدوء واطعمته ما احضرت معها من بقايا طعام ..
 وتنام منهكة بلا احلام بلا حركه  ..
 تستيقظ على صوت الباب ويد تدفعها لتستيقظ .. ونظرت للساعة انها الواحدة والنصف .. وبلا مقدمات ينتهك حرمة جسدها الهزيل ..ويغتال  مشاعرها بلا رحمة ..وينام فى دقائق ويتردد صدى صوته  فى ارجاء الغرفة ..وتعود للنوم  ..ولا تسمح لنفسها بالتفكير او الندم او الرثاء للذات فتلك رفاهيه لا تملكها ..
مع شروق الشمس تعود لدائرة لا تنتهى تتحرك كبندول الساعه فى ايقاع ثابت
توقظ صغيرها.. تعد  افطاره تصطحبه لمدرستة ..ووقفت تراقب من هم على شاكلتها متهالكي الابدان  منهكي العيون والنفوس مضعضعي الارواح لم تجد ما يبعث على الامل .. و لم تحلم ان تكسر الدائرة كيف وقد اصبحت عالقه فيها بلا ارادة او روح..

ما
ماجى صلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق