بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 أكتوبر 2017

مأساة إمرأة(١٦) بقلم الشاعره/ أمال مصطفي الشامي

الحلقة ال ١٦ 
ظللت طوال الليل ألوم نفسى على حبى القاتل الذى يدفعنى أن أحن لأحضان حبيبى دون إرادة بل وجعلنى أضع رأسى على صدره بكل عفوية وأمان دون أن أفكر ماذا يقول عنى !  ومن جهة أخرى كنت أتألم من غيابه الذى سيستمر أسبوعين دون أن تراه عينى كنت أبكى بحرقة وأنا أشعر بصراع رهيب بين هاذان الشعورين الذىن كان كلا من هما يؤلمنى أكتر من الأخر .. نعم كنت أبكى بانهيار وأنا  أقوم من سريرى لأذهب إلى الشرفة وأنظر للسماء السوداء فى ظلام الليل و أسألها : كم صباح سوف يأتى وكم ليلة سوف تمر .. إنها ١٤ ليلة لم أراه فيها كنت أمسح دموعى وفجأة لقيت شرف بيتصل . رديت عليه بلهفة ولكنه عندما سمع صوت بكائى أصابته الدهشه وقال : في إيه ؟ رديت عليه بكل حزن و قلت : مش قادرة أصدق إنى مش هشوفك أسبوعين بحالهم . قالى : كل العياط ده عشان هبعد عنك أسبوعين . رديت قائلة : من يوم معرفتك مابعدتش عنى يوم . إزاي هستحمل غيابك ١٤ يوم  ..رد شرف وقال : هبقى أكلمك فى التليفون كل يوم .. كان يطمئنى وهو لم يعرف إننى لم أستطيع أن أحرم عينى من رؤيته . مر اليوم وفى الصباح صحيت على صوت رنت شرف رديت بلهفة فوجدته يقول : أنا هفوت عليكى دلوقتى قبل  ما أروح الشغل .. طرت من الفرحة وقمت بسرعة لبست وجهزت نفسى لمقابلته وكأن أمس لم يكن .. وبعد نصف ساعة حضر شرف دخل وجلس فى الصالون وبعد دقائق دخلت أنا وسلمت عليه ثم جلست فى الكرسى المجاور له .. وعند جلوسى لقيته بيبصلى وبيضحك وبيقولى : ادينى جيت أهو إيه لزمته اللى إنتى عملتيه إمبارح ده كله هو أنا هموت  .. ساعتها حسيت إن شرف مش حاسس بعذابى فى غيابه ولا حاسس بصراع الخوف من إنه يكون خد عنى فكرة وحشة  . لقيت نفسى بقوله : بصراحة أنا كنت بعيط إمبارح علشان حاجتين . قالى : إيه هما ؟ قلتله : أول حاجة علشان هتوحشنى ومش هقدر أبعد عنك الأسبوعين لقيته بيقاطعنى وبيقولى : بالنسبة للأسبوعين أنا هبقى أجي لك كل يومين كدا  قبل ما أروح الشغل افوت عليكى وأقعد معاكى ساعتين و أمشى .. ابتسمت وقلتله بجد ؟ قالى : آه والله  وإيه بقا الحاجة التانية ؟ قلتله : مضايقة من اللى حصل فى العربية إمبارح . أستغرب وقالى إيه اللى حصل فى العربية ؟ قلتله علشان نمت على صدرك بكل عفوية ومكنش ينفع أعمل كدا . ضحك وقالى : بس كدا ؟ قلتله أيوه مش عارفة إزاي عملت كدا .. أستمر شرف فى ضحكاته قائلا : هو ده بس ياستى اللى مضايقك ؟ قلتله وكمان اللى مضايقنى أكتر إننا لما نزلنا من العربية وركبنا غيرها لقيتك قعدت جنب السواق وسيبتنى أقعد ورا لوحدى ساعتها حسيت إنك خدت عنى فكرة وحشة علشان حطيت رأسى على صدرك . لقيته بيقاطعنى وبيقولى أنا عمرى ماخد عنك فكرة وحشة كل الحكاية إنى قعدت جنب السواق علشان أبقى فايق وأعرف الشارع اللى هننزل عنده لكن لو كنت قعدت ورا كنت هنام لأنى كنت تعبان جدا من المشوار.. قلتله مانا اضايقت وفضلت طول الليل أعيط و ألوم نفسى إنى نمت على صدرك قالى : ليه ده كله إنتى مكبرة الموضوع ليه كدا .. قلتله علشان مكنش ينفع أعمل كدا من ساعتها مكسوفة من نفسى مكسوفة منك وحاسه إنى كدا عملت حاجة غلط . قالى : بصى يا حبيبتى إنتى معملتيش حاجة غلط وأنا عمرى ما خدت عنك فكرة وحشة ولا هاخد عنك فكرة وحشة إنتى هتبقى مراتى يعنى أنا و إنتى هنبقى زوج وزوجة يعنى مافيش بينا أى كسوف من أى نوع ومجرد ما تحطى رأسك على صدرى ده مش عيب . ده شيئ طبيعى بيحصل بين أى أتنين بيحبو بعض ودى حاجة تدل على إنك بتحبينى وحسه نحيتى بالأمان  .. كنت بسمعه وأنا مبسوطة لأنى حسيت إنه فاهمنى وحاسس بيا من غير متكلم ولا أشرح ولا أعبر.. حاسس باللى جوايا  من غير مقول قصدى ولا نيتى كنت مرتاحة وأنا قاعدة قدامه مبتسمة  وكأنه قاعد جوايا بيقرأ كل اللى قلبى وكل اللى عايزة أقوله .. وفجأة لقيته بيقولى بس إنتى ليه مقلتليش على سبب عياطك إمبارح ؟ ممكن بعد كدا متخبيش عنى حاجة تانى المفروض أبقى أنا سرك وأمانك وكتابك المفتوح أنا صفحتك البيضة اللى بتكتبى فيها كل اللى جواكى .. ارتحت لكلامه وضاع الخوف من قلبى فى لحظات ..انتهت تلك الصراعات التى لم يكن لها أى مبرر ولا داعى ..الصراع الذى سببه الوحيد فقط هو أن مشاعرى تتحرك لأول مرة وتتلاقى بواقع لم تعيشه من قبل.. فضلنا نتكلم ونهزر ونضحك حتى حان موعد شغله .. قام شرف متجها إلى باب الشقة وكنت أنا خلفه أقوم بتوصيله وأنا أنظر إليه النظرات الأخيرة التى أشبع بها عينى من رؤياه وعند نزوله قبلنى قبلة الوداع ثم ضمنى إلى حضنه قائلا أشوفك على خير .وجدتنى أشعر بنفس شعور الحنين إلى أحضانه للمرة الثانية قد يكون هذا نوع من أنواع الرومانسية التى أراها فى قصص الحب إنها الأحضان والقبلات التى تحدث بين كل إثنين حبيبه . اتجرعها الآن ولأول مرة فى حياتى ولكننى اتجرعها بطعم الخوف كطفلة لا تتشبع من الحياة إلا البراءة والعفوية .. وبرغم خوفى من تلك المشاعر ولكن كان حضنه هو المأوى الذى يحتوينى .. وقبلاته هى النسمات التى تخطفنى إلى عالم أخر .. ولمسات يده هى الأمان الذى يطمئن قلبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق