بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 19 أكتوبر 2017

أحلام السلام /بقلم الشاعر/ كمال مسرت

همسات مراكشية
========= 
قصيدة بقلم
====== 
كمال مسرت
====== 
أحلام السلام ..
=======
تعال .. تعال ..
أيها المغترب .. 
في صمت قصيدتي ..
هيا تعال .. 
إلى حضن صرختي ..
فالقدس يناديك ..
و يناديني ..
كل حصاد .. كل عيد ..
أيّه الغريب ..
 فتعال ..
قبل أن يدمروا فيَّ عشقه ..
تعال .. تعال ..
أيها المنفي ..
في آيات الصبح الليلي ..
و صب عليَّ رحيق حبك ..
المحرم ..
لأختار اسما جديدا لقصيدتي ..
لأرمم بالدمع .. بالدم و بالحجارة ..
أطلال حارتي ..
الصغيرة ..
صب عليَّ حميم هجرك ..
أيها العربي ..
المُسْتَعْجِم ..
لأرسم على خريطة المشرق العربي ..
 قبرا لأشلاء قوميتي ..
فقد نثر الظل الظلال في طريقي ..
إلى السفارة ..
و أنا عنيد ..
 و الفجر من شرفة الحلم ..
بعيد ..
سأكسر القفص الوردي ، و أحرر أجنحتي ..
من سكون مدن السلام ..
فالنار تدثر حبات الرمل ..
 الحطب جثتي ..
و الرماد السوري يكفي الموتى ..
شرف القتال ..
سأسابق المصير على حدودي ..
بين الجثث و الكراسي ..
و لن أنوح كسيدة الأرض ..
على اغتراب التراب ..
في التراب ..
آه .. 
من هوان عروبتي ..
و من ذل الزعماء ..
أَسقُط أحيانا في السماء ..
أو من السماء ..
و لا يحس جرحي ..
بأعداد الوجوه التي تعبرني ..
لترتاح بعيدا عن فرحتي ..
في بهو الفراغ ..
أشق طريقي بين الحشود ..
و تزاحم الأسماء ..
و لا أتذكر بداية الوجوه و لا نهايتي  ..
بين الخليل و الجليل نقطة .. تفتيش ..
 عساكر من قماش و قصب خيزران ..
يفتشون في حقائب الريح .. 
عن هَيول دمعتي .. عن صدى قصيدتي ..
فلا يعبر ظلي حدود خطوتي ..
أترنح بين أرجوحة المفاوضات ..
و فكرة الإستيطان  ..
في جرحي القديم ..
و لا أكسر غضب السديم ..
من الحشر و الدخان ..
 على سراب الفردوس .. المفقودة ..
قبل يراعي ..
أنثر ما تبقى من عبق دمي ..
بين الصرح و الخندق ..
و حدائق الليمون و الرمان ..
و في كل مكان و زمان ..
 لأعانق غضب الريح ..
تعال .. تعال ..
أيها العاشق الولهان ..
أحلام السلام تشد قلبي ..
 و لا أنام ..
ككل العبيد ..
حروف السلام على كل لسان ..
أعدموا الحمام على شفتي ..
سجنوا الأحلام  في الربيع ..
و لن تتوقف صلاتي ..
مال على كتفي الريحان ..
أنفاسي مشدودة ..
القمر على غرته صريع ..
العصافير حولي تحمل أوزار المكان ..
و أنا مسافر ..
و أنا وحيد ..
لأضيء مصباحا فوق ضريح الفجر ..
و كل قطعة من سكوني تحترق ..
ربما تمطر ..
 فأنا مسافر ..
إلى حيث الموت يزهر ..
قلبي ينادي بالسلام ..
أنفاسي مشدودة ..
سيكبر طل السلام على هشيم الياسمين ..
و خناجر الزعتر ..
فلا تبحثوا عميقا في صمتي ..
لا تبحثوا عميقا في غضبي ..
عن أحلام السلام ..
و لا في عيون الفجر ..
تعال .. تعال ..
احمل لنا ما تخفي الغيوم من ألوان ..
ستعود و نعود لديارنا ذات يوم في تموز ..
سنلتقي .. أو لا نلتقي على الطريق ..
إنها إشاعة .. أسطورة .. بهتان ..
فهل سمعتم الإشاعة المتداولة ..
على صحف الموز ..
لم يخبروني أن الكون شاسع ..
خلف دمعة اليتيم ..
في رحلتي إلى الماضي .. الآن ..
و قال لي عمي هناك من ينتظرني ..
في نهاية  سمفونية الشتات ..
فررت من قدري إلى المنفى ..
في أغنية ترددها النساء ذات يوم في تموز ..
وجوه ترقص برشاقة و انكسار في ذاكرتي ..
تهويدة كانت تنشدها مريم ما .. لذاك الطفل ..
على كمنجة المعتقل  ..
 و يردد قصيدة أحلام السلام ..
ككل الموتى ..
أيها الموتى ..

كمال مسرت 
المغرب الاقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق