تأملات قرأنية ..في سورة المسد...قال المفسرون أن عم الرسول صلى الله عليه وسلم عبد العزى تكلم عنه القرأن بكنيته أبي لهب وذلك لأن وجهه كان مشرقا .وهذا لايتماشى مع جو السورة ..لأن الله تعالى يذكره هنا في مقام الذم لا المدح .فلايتحدث عنه الا بأسوء الصفات.والمتأمل يجد أن الله تعالى فعلا قد تحدث عنه بأخبث وأبشع الكنى .اذن أبو لهب معناه هو الذي ينفخ في النار ليتصاعد منها اللهب .والمعنى المقصود ليس هو النفخ المادي في النار المادية انما المولى عز وجل يتحدث عن الذي يمشي بين الناس ليشعل نار الحرب ويأجج الخلافات ..اذن فليس المعني هو عم الرسول فحسب .انما الآية تحمل معنى العموم لكل من يوجد الخلافات ويشعلها بكلامه وأفعاله. فمامعنى وامرأته حمالة الحطب .وفق لهذا المنحى فالمعنى وامرأته هي من توقد النار وتأتي بمادة الاشعال فلا تخمد النار أبدا .اذن هي مثله بل أزيد منه لأنها هي التي تأتي بمادة الاشعال ...وقد أشار الى هذا المعنى او قريبا منه الباحث بسام جرار..اذن فالآية تشير الى تلك المرأة والى غيرها من النساء اللاتي هن على شاكلتها في ايقاد نار الخلافات والتسبب في قيام التنازع والتناحر بين الناس اذن تلك الآيات تتكلم عن ايقاد واشعال للنار المعنوية لا الحسية من بث الفتن واشاعة الكذب بين الناس فتنشأ الخلافات والمشاكل كالطلاق والحروب وغيرها...وحيث أنه في يوم القيامة ستنقلب الموازين فيصبح المتحرك ساكنا والساكن متحركا ..يقول تعالى - وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب - والمعنى ( على خلاف ماهو معروف ) أنه في يوم القيامة ستتحول الجبال من حالتها الموجودة عليها في الدنيا وهي الحالة الصلبة الى الحالة الغازية .مصداقا لقوله تعالى - وتكون الجبال كالعهن المنفوش ..اذن فانه يوم القيامة ستتحول تلك النار المعنوية والتي أوقدتها تلك المرأة ومن هن على شاكلتها ستتحول الى نار مادية حقيقية تصلاها رغما عنها وهي مقيدة بالسلاسل والحبال في حين أنها كانت توقد تلك النار في الدنيا بكامل ارادتها وهي حرة طليقة ....والمتتبع لأحولنا وواقعنا المعاصر يجد أن أبا لهب وامرأته كثر..ولكن هنا يثار سؤال ..فالمتتبع لكلمات القرأن يجد أن الله تعالى يتكلم عن المرأة باسم الزوجة عندما يكون هناك توافق بين الرجل وزوجه .ويتكلم عنها باسم المرأة لما يكون هناك تنافر بينهما .فيقول تعالى في حال عدم التوافق - وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامراة لوط ..أما في التوافق يقول - ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة - ..وغيرها..فلم عبر الله تعالى هنا بلفظة وامرأته مع أنه هناك توافق بين أبي لهب وامرأته في الصفات والكفر والكراهية للاسلام ورسوله .والاجابة والله تعالى أعلم أن هذا يشير الى أن كل رجل وامرأته خارج نطاق الايمان وخارج دائرة الاسلام انما هم يعيشون في شقاق دائم وتنازع وصراع ..ومن هنا نشأت تلك النظريات التي مصدرها الغرب العلماني الملحد .من أمثال نظريات التمركز حول الذات والتمركز حول الأنثى .ونظريات الأحادية والثنائية الصلبة ..ومصطلح الجندرية ..والدعوات المنادية بتأنيث اللغات بل وتأنيث الذات الالهية .فان تلك النظريات ماهي الا تعبير عن واقع يعيشه أصحابها .فتجد أن العلاقة بين الزوج وزوجه في تلك البلدان بعيدة كل البعد عن العلاقات الأسرية والزوجية التي أساسها الرحمة والمودة والسكن واللباس .فكل منهما يريد أن يسيطر على الآخر بل يريد ان يقضي عليه تماما...هذا والله تعالى أعلى وأعلم....محمود عبد الخالق عطيه المحامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق