سيمفونية الطبيعة و الحياة
وســــوسنــــةٍ أقبلت في الصباح
تسائـــــــلني ، فيــــمَ هذا الحــذرْ
كأني بها كــــنت في مــــــــوعد
و قــــد لاح منها شعـــــور بــطر
تـــكاد الملاحــة في وجـــــــهها
تــراهن قــــــلبيَ ، أن يـســـتعر
ففي اللحـظ تقرأ سفر الهــــوى
فيوحــى لعينيك حــــبَّ االسفــر
تسائلني عــن معاني الــــهوى
وفي صوتها مجمـــلٌ من صـور
وتســأل في الحب معنى الهوى
وهل تــرك الحــب بي من أثـــر
و تسأل فيمـــا اذا كان لـــــــي
بفتنتها ، وجهــــــــة من نــظر
فـــأدركت أنيَ فـي مشــــــــــهد
تتـوه الحجى في ازدحام الصور
و أيــقنت أن الهــوى جــــــامح
و قــد يرتقـــي بــي إلى منحــدر
فــــعدت إلى العقــل دون الهوى
و ألجمتــــه قــــبل أن ينتصـــر
أجبت ، و في القلـب منـي سعير
و طيـــف الملاحــة ملء النظــر
ليـــعجب سمعي هـديل الحمام
على أيـــكة ، و حفيفُ الشــجر
و صفصافة ، بعض أغصانهـــا
تداعب في الليـل ، وجــه القمـر
و صرصار ليل تحدى السكـون
فرد له أخــر ، حــين صــــــــر
و ناعورة أخرجت في الحقــول
ميــــــاه الحيـاة لقمـــح ، و بـــر
و سمـارة حـــــول كانــــــونــة
بليـــــلة قــــر ، فيــــقهر قــــر
و أطلال كـوخ على ضفـــــــــة
كأن بـه من سقــــــــوط حـــــذر
وعصفورةٌ زقزقت في الصباح
فـــرد لها ، عنـــدليب عبـــــر
و موجٌ يربِّت كتف الرمــــــــال
يداعـــــــب حباتها في السحـــر
و صوت الجــداول بين الحـقو
ل ينساب بيـن الرؤى و الفـكـر
و بـــوحُ خرير يجوب المسامـــ
ــع أصغي لهـا في هــوىً مستمـر
و بسمة ثغر ، ونفحة عطــــر
و برعم زهر ، و حـــلم نـــضر
وصيحة ذئب عـوى في التلال
بليـلة عصف ، و جــو مطـِــــر
و لألاء بــدر بصفحة نهـــــر
فتــــرتاح في ضــفتيه الصور
و شمس تثاءب وقت المغيـــب
تراقب ، قبـــــل تنـــام القمـــــر
و يعجبني فـــوق هـــــذا وذاك
حيـاة الفـلا ، و ركــوب الخطر
وليلة فكر ، على كاس شـــاي
بــــليلة أنس ، و ضـوء القمـــر
و ضمة طفل إلى صـــدر أم
أبى نهدها أن يبيـــــح النـــــظر
و طفــل يقــــود ، على صغره
إلى بيتــه ، فاقــــدًا للبصـــــر
وفلاحـــةٌ ، دون أطفـــــالها ،
تصـارع في الحقل كف القــدر
وطالب علم ،على ضـوء شمع
يــــعِـدُّ النصــوص إلى مختصر
و بحَّاثــــة دون كشف مفيـــــد
يديـــر المعـــــارك في المختبـر
و رعشة قــلبِ محـــبٍ كـــواه
فأضنى الفــؤاد هــوىً مستعـــر
و رائحــــة الأرض قد نالهـــا
على شحــه ، صيب من مطــر
فتــلك رؤى تستـــحق الحيــاة
و حـــق لــذي اللـب أن يعتبـر
.......
خالد خبازة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق