بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 سبتمبر 2016

سيمفونية الطبيعة و الحياة / بقلم الشاعر / خالد خبازة

سيمفونية الطبيعة و الحياة

وســــوسنــــةٍ أقبلت في الصباح 
تسائـــــــلني ، فيــــمَ هذا الحــذرْ

كأني بها كــــنت في مــــــــوعد 
و قــــد لاح منها شعـــــور بــطر

تـــكاد الملاحــة في وجـــــــهها 
تــراهن قــــــلبيَ ، أن يـســـتعر

ففي اللحـظ  تقرأ سفر الهــــوى 
فيوحــى لعينيك حــــبَّ االسفــر

تسائلني عــن معاني الــــهوى 
وفي صوتها مجمـــلٌ من صـور

وتســأل في الحب معنى الهوى 
وهل تــرك الحــب بي من أثـــر

و تسأل فيمـــا اذا كان لـــــــي 
بفتنتها ، وجهــــــــة من نــظر

فـــأدركت أنيَ فـي مشــــــــــهد 
تتـوه الحجى في ازدحام الصور

و أيــقنت أن الهــوى جــــــامح 
و قــد يرتقـــي بــي إلى منحــدر

فــــعدت إلى العقــل دون الهوى 
و ألجمتــــه قــــبل أن ينتصـــر

أجبت ، و في القلـب منـي سعير 
و طيـــف الملاحــة ملء النظــر

ليـــعجب سمعي هـديل الحمام 
على أيـــكة ، و حفيفُ الشــجر

و صفصافة ، بعض أغصانهـــا 
تداعب في الليـل ، وجــه القمـر

و صرصار ليل تحدى السكـون 
فرد له أخــر ، حــين صــــــــر

و ناعورة أخرجت في الحقــول 
ميــــــاه الحيـاة لقمـــح ، و بـــر

و سمـارة حـــــول كانــــــونــة 
بليـــــلة قــــر ، فيــــقهر قــــر

و أطلال كـوخ على ضفـــــــــة 
كأن بـه من سقــــــــوط حـــــذر

وعصفورةٌ زقزقت في الصباح 
فـــرد لها ، عنـــدليب عبـــــر

و موجٌ يربِّت كتف الرمــــــــال 
يداعـــــــب حباتها في السحـــر

و صوت الجــداول بين الحـقو 
ل ينساب بيـن الرؤى و الفـكـر

و بـــوحُ خرير يجوب المسامـــ
ــع أصغي لهـا في هــوىً مستمـر

و بسمة ثغر ، ونفحة عطــــر 
و برعم زهر ، و حـــلم نـــضر

وصيحة ذئب عـوى في التلال 
بليـلة عصف ، و جــو مطـِــــر

و لألاء بــدر بصفحة نهـــــر 
فتــــرتاح في ضــفتيه الصور

و شمس تثاءب وقت المغيـــب 
تراقب ، قبـــــل تنـــام القمـــــر

و يعجبني فـــوق هـــــذا وذاك
حيـاة الفـلا ، و ركــوب الخطر

وليلة فكر ، على كاس شـــاي 
بــــليلة أنس ، و ضـوء القمـــر

و ضمة طفل إلى صـــدر أم 
أبى نهدها أن يبيـــــح النـــــظر

و طفــل يقــــود ، على صغره 
إلى بيتــه ، فاقــــدًا للبصـــــر

وفلاحـــةٌ ، دون أطفـــــالها ، 
تصـارع في الحقل كف القــدر

وطالب علم ،على ضـوء شمع 
يــــعِـدُّ النصــوص إلى مختصر

و بحَّاثــــة دون كشف مفيـــــد 
يديـــر المعـــــارك في المختبـر

و رعشة قــلبِ محـــبٍ كـــواه 
فأضنى الفــؤاد هــوىً مستعـــر

و رائحــــة الأرض قد نالهـــا 
على شحــه ، صيب من مطــر

فتــلك رؤى تستـــحق الحيــاة 
و حـــق لــذي اللـب أن يعتبـر
.......
خالد خبازة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق