الخوف
أولادنا أكبادُنا تتنقَّلُ
إذ بالعيون رعايةٌ تتأمَّلُ
توجيههم بالحبِّ يأتي تارةً
وبكلِّ عُنفٍ إذ ذنوبٌ تَرْمُلُ
نستغفر الله العظيمَ لزلَّةٍ
ودعاؤنا في كلِّ وقتٍ مأمَلُ
نحيا على جُرفِ الحياة تجرُّنا
للهاوياتِ مقالبٌ ومعاولُ
والحربُ تطحنُ ما بدامن فكرنا
حتَّى نُسَبِّحَ خالقاً لا نجهلُ
تقفُ الكريهةُ فوقَ بيتٍ برهةً
كي لا يضيع لما أرادت تقتُلُ
زنانةٌ رصدت كريماً عائداً
بعد المشقةِ للسكينةِ يُحمَلُ
أمضى سويعاتٍ يُنَفِّذُ خِطةٌ
في ضربِ أهدافٍ لمن يتفتَّلُ
في أرضنا يمضي العدوُّ بنعمةٍ
حرَمَ الأُولى من أهلنا لا يُسألُ
هذي لنا أرضٌ بوعد إلهنا
من عهد موسى لانزالُ نُؤمِّلُ
لا حقَّ للأهلِ الَّذينَ توطَّنوا
وترعرعوا فيها ولا من يشغلُ
بالطردِ نأخُذُ أرضهم وديارهم
ونصونُ حقّاً للأُولى لم يدخلوا
بالقتل والحرقِ الَّذي لا ينتهي
هربت عوائلُ والأمانُ يُسَهِّلُ
ها نحنُ نقتُلُ كُلَّ يومٍ من يرى
أنَّ الحقوقَ لأهلها لو يحلمُ
سنطارد الأطفال حتَّى ينتهوا
ونفجِّرُ الأركانَ لن يتحمَّلوا
في كُلِّ قُطرٍ إن تسامى زرعُهُم
نأتي عليهِ إبادةً أو يُمْحِلُ
هذي دويلتُنا على أنقاضِهِم
لا ترتضي عوداً لهم يتهلَّلُ
إنَّ الحروبَ ستستمرُّ لقمعِهِم
والهدمُ فوقَ رؤوسِهِم يتحلَّلُ
إذ باغتيالٍ قنصُ قوَّأدٍ وما
للطائراتِ بضربِها مُتَحَوَّلُ
ماذا فعلنا كي نصُدَّ عدوَّنا
والشَّعبُ محرومٌ وحُرٌّ أعزّلُ
لا بدّ للإعدادِ من مالٍ وقد
بذلَ الغَنيُّ وبالفضائلِ يجمُلُ
قد كانَ إصرارٌ مضى بتمهُّلٍ
سِرّاً يُعِدُّ وذا صديقٌ يُمْهِِلُ
هذي المقاومةُ الَّتي لن تنتهي
قصدَ الزَّمانُ بها ليومٍ أطوَلُ
لا لن ينامَ الشَّعبُ عن حقٍّ لهُ
أجيالنا من نكبةٍ لا تَسعُلُ
تمضي على دربِ الشِّهامَةِ والتُّقى
والخيرُمن ربِّ البريَّةِ ينزِلُ
يشتدُّ عودٌ كُلَّما أرويتهُ
وأزلتَ أعشاباً تضُرُّ وتَسفُلُ
لا للمخادِعِ فالنِفاقُ طريقُهُ
للصَّدِّ عن أهدافِهِ وتُبَلْبِِلُ
تنظيفُ دربٍ ..فالجهادُ مُطالِبٌ
تسليحَ عزمٍ .. للرِجالِ تَرَجُّلُ
من كان يعملُ للمناصِبِ ساقطٌ
يمضي لمن شرعَ الجهادَ وَيَحْلُلُ
لا ينثني عن عزمِهِ فشهادةٌ
في الدًّربِ تحلو والجهادُ يوصِّلُ
ها قد عرفنا دربنا ومصيرَهم
هذا الرِّباطُ وبالشَّهادةِ مَنْ عَلوا
لكنَّ خوفاً قد يضيقُ بِصَدْرِنا
همٌ كبيرٌ والهَنا مُتَطَفِّل
إنَّ المناهِجَ للصِّغارِ كثيرةٌ
وكبيرةٌ والعقلُ لا يتحمّلُ
ماذا تقولُ لمن يريدُ جهالةً
للشَّعبِ والحقَّ المبينَ يُضَلِّلُ
واليأسُ من تحصيلِ عيشٍ بعدما
يُنهي دراسَتَهُ فلا يتأَهَّلُ
ويزيدُ من وقعِ الحصارِ تَاَلُّمٌ
أنضى قلوبَ العارفينَ ليرحلوا
خوفٌ يُجافي ما بقلبٍ مؤمنٍ
تغييرُ أحوالٍ بعونٍ يُؤمَلُ
قد ضاقت الأحوالُ لا فرجٌ بها
إلاَّ بربِّ الكونِ ماذا نفعَلُ
إنْ بالدُّعاءِ نُريدُ عوناً عاجِلاً
والأخذُ بالأسبابِ فيهِ توكُّلُ
إن كان قدوتنا رسولٌ ما لنا
لا نَتْبَعُ السُّنَنَ الَّتي نَتَقبَّلُ
صلَّى عليه اللّهُ هاديَ أُمَّةٍ
ما باتَ خوفٌ في القلوبِ يُزلزِلُ
عددَ الَّذينَ تشَرَّدوا من أرضهم
والعائذينَ بربِّهم لم يفشلوا
صلَّى عليك اللهُ يا خيرالورى
ما ينقضي منَّا الدُّعاءُ ونسألُ
الأربعاء 28 ذو القعدة 1437 ه
31 أُغسطس 2016 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق