مرثية الزمن الآتي ....
............................................... .... .................
بكوا على ذمن الذي مضى بدم
وخمرة شربت جهرا على ندم
قالوا قصائد من نسج الخيال لها
في النفس وقع الحسام على حمى الشيم
وعلقوا بجدار كعبة ما لهم
حتى سرى شعرهم أسطورة القلم
وحكمة نسجت كأنها ثورة
غدت لهم ثروة تعدو على حكم
فقائل : إن غدوت أخير أزمنة
آتي بما ليس في صحائف الأمم
هذا على ملكه قضى الخطى باحثا
عنه سنين من الأزمان في ظلم
بيد بها يبتغي أنشودة تمتطي
قرطاسه رغبة في ثرى القمم
ذاك الذي أشعلته بالهوى ألما
حبيبة القلب قد مضى إلى العدم
ليلى بنار الهوى قد أثخنت قلبه
وحاله أسفا تحكى على ندم
إذ يبتغي حضنها من همه أدمع
تجري على الخد في سهد وفي ألم
وذاك شاعر قد رمته في السهى لحظة
في حزنه سيد الأشواق و التهم
تسري به خمرة في سره نشوة
لها من الشعر أوصاف فيبتسم
ونحن مذ سار بالقوم الغنا لهفة
ما عاد للشعر فينا نغمة العلم
تبكي المدائن ما ضاع الآن في أسف
تجري المدامع تحكي صبوة الحمم
أماه ما في الفؤاد غير عاصفة
يهوي بها أمل تعوي على القمم
ماذا لنا في القصيد غير ذاكرة
تسير بين الأنام بسطوة القيم
ونحن في ظلمة الجهل ارتمى عقلنا
إذ جاء من لومهم ملامة الهمم
ماذا تبقى لناظم دمعة يشتكي
به الفؤاد من لظى الأحزان مرتطم
فما تبقى سوى ذكر الذي قد مضى
من سالف البوح من لغاتها ألمي
غير احتراق وذكر للذي قد مضى
والنفس في صمتها حزن به تهم
صوامع الذكر قد هما بها حزنها
إذ دمرت ما لها في الأمر من عظم
كل المدائن يرثيها الورى أسفا
كأنها بجحافل الأقوام في ندم
لله حال زمان يعترييه الضنى
لوجوه صبيته أسى الحلم
أبكي على طفلة بين الدمار نمت
وحلمها دمية تحكي لذي سقم
هذا الكلام به أرثي جراحا لنا
في القلب قارعة من سها الجرم
ما لي سوى دمعة من مقلتي وجعا
غدت على الخد تجري من كثرة النقم
إلى متى الصبر يا صبري على كمدي
والحزن أضحى جليس القوم من قدم
هل لي بفرحته القلب ارتمى لحظة
حتى يرى القوم بالبشر ذا نغم .. ؟؟
................. ............... ...................
علي الزاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق