( صداقة المصلحة ) قال صديقي متسائلاً وهو ينظر إليّ من طرفٍ خفيّ : هل تدوم صداقة المصلحة الى الأبد بين اثنين يتوهم الناس ببقائها بينهما ؟! قلت له أنظر ماذا تقول فسؤالك كنظرتك فيه من عدم الوضوح ومن الإبهام ما يجعله موضع شك ! فكيف عرفت مثلاً أن الصداقة بين اثنين بعينهما أنها قائمة على المصلحة ؟ قال : ألا يوجد صداقات بهذه الصفة أم أن كل الصداقات قائمة حسب الأصول (وما شاء الله تمام التمام ) تبسمت أنا من طرف تتلألأ منه لمعة الرضى وكأنه أفحمني بسؤاله ثم قلت : صحيح أن بعض الصداقات بل أكثرها تقوم على المنافع المتبادلة وعلى المصالح المشتركة تنتهي بانتهائها لكن من المعلوم بالضرورة أن الحياة كلها مصالح يستفيد منها الناس من بعضهم وتتربى صداقات على هذا المنهاج ولا عيب فيه ! لكن حين ترتاح النفوس الى بعضها البعض تجد المتعة والراحة في بعض الصداقات ما يجعلها تدوم الى الأبد وتكون المصلحة ثانوية بين صديقين تعلقت روحيهما بقناديل الأمل وجمال الحب الصادق والاخلاص العميق حينها يجد الواحد منهما ان المصلحة تقتضي أن يبذل أحدهما روحه وماله فداء صديقه وهنا ترتسم علامات البقاء لمثل تلك الصداقة وتتسلسل المحبة بين أفراد العائلتين بالوراثة ! أما صداقة المصلحة يا صديقي أعاذنا الله منها فلها تاريخ انتهاء كأي علبة عصير تنتهي مدة صلاحيتها ! ( الأديب وصفي المشهراوي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق