بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 17 يونيو 2016

ماري / بقلم الشاعر / أبو مهدي صالح

ماري
((فتاة بعمر الورد تعمل خادمة بيوت ، عندما رأيت صورتها ، جاءت اليها القصيدة مسرعة ، حين تخيلتها ابنتي ))
ابومهدي صالح

في الليـل ناجـتْ بعـينٍ نجمـها عتـباً
            ياأيّــها النّـجـم عِــشْ مثلي كإنسانِ

كـلا، أجابـت نجوم الجرْمِ ســـاخطةً
           كم من شـقاءٍ يرى في حُـسنك اثنانِ

صغـيرةٌ أَنــتِ يا مـــاري كـلــؤلـــــؤةٍ
           لــولا شــقاء أبــيكِ صــــــرتِ إيـمــانِ

ريطــاء ما اجمــل الوجــه الذي نضر
           بيضــاء كالــدّرّة الخــضــراء أفـــنانِ

في بــيـتك الضّــائع أتلــو علــى أدبٍ
          ياليــتَ عيْـشــَـكِ يا بِنْـتي كبســـتانِي

أسْــقيه من عــرْق جبهـتي على تــرفٍ
          وأضلعي دائـــرٌ  يحمــيــكِ حـصـنـانِ

آهٍ فمــاعــمــــرك عـمــــرٌ لـخـــادمـــةٍ
          أقــرانــك اليـوم في خـــدرٍ وريحــــانِ

يَانـــوْمةَ العاشـقِ الغافي على رحــلٍ
          من القــوافــي علـيـها الـمـوت جـذلانِ

مســتكبرٌ في أخـــيهِ غـــير راحـــمــه
           والرحـــم في ظـلـْــمــه فــلكٌ وقـــرنانِ

ما حــرّر النـاس مــن عــــبادةٍ ابــداً
           مادام فــي الخلــق خـــادمٌ وعبـــدانِ

لله مـا الناس إلّا قشْــــرَ ناســــكة
           والبطــن رجــسٍ علـى أثـــمٍ وبطــلانِ

مــاري وثلـث الخليــقةِ التـي صــنعت
          مـــاري صـناعــة ثلـــثٍ منـــه ثلـــثانِ  

 والكفــرُ كفــرٌ وليــس في الـمتين اذا
          جحــدته اليـوم في حــروف كـفــــرانِ

فســرّحِي من فُؤادٍ  ســـــرّح الشَّــعَرَ
          إســكبْ بها ما لها في الهــــرِّ أوطانِ

يا بنــتَ دولتها والحســنُ في رهـــــقٍ
         ماالدينُ راضٍ ولا الإنســانُ إنســـاني

هــٰــذا عُبـيْـدٌ وتــلْــك عــبـــدةٌ خــــــدمُ
          إلاّ تــوحّــــشَ فـي ديّـــــان ِ ديّـــانـي

صــارت خلــيـقــة رَبِّــي غـير مهـــتـمةٍ
         بالخَـــلْق أو خُلْـــقــها والــرُّوح خَــلقانِ

تـبّـاً لـديـنـار حُـــرٌّ صــــار عــابـــــدهُ
         تــبّــاً عـلــى تـــرفٍ يُـبْـنى علــى فـاني

إِنّــي تنفّـسْـتُ قهـــراً فـيـك ياوطــنـي
          والقــهـرُ أَنْـفاســنا غَـنَّــتْ  بأحســـانِ

سِــلْ يا أخي عن هواك يا هوى كمدي
          مسـتعطفٌ فـي رجــاءٍ أو بعـــــرفانِي

تفّـــاحُ يسـْــرقُ مــن تـفّــاحِ خـادمــةً
           أغــصـانُ تســرقُ من فــلّاحِ أغصانِ

ماهــذه الــروح مـن هـــذا على خلفٍ
           لا تـلـك مــن تـلـكَ أو هـــذا بخـــــلّانِ

دنــيا علـــى ركْبــِـها حـــسٌّ ولا خـبرُ
            مات الــذي قال فـي مــاري عزيزانِ

بنـيّـتـي أوّل العــزيـــز قـــد فُـــقِـــــدَ
          والعــــزُّ في بعـضهم قد صار خـذلانِ

أوطـــانُ تســـرقُ من أوطــانِ عــزّتها
           ذلٌّ بهــا هــكــذا يــبـنى بحــيــــطانِ

إِمســحْ علـى الارض طـفـلاً في اناملكِ
           يا خـيـبـة الطـفــلِ فـي الآبـاء عِـبْدانِ

وكــــــلّ خـــادمـةٍ مــاري علـى ظــرفٍ
         مـــاري لخـــادمــةٍ بوجــهـها الثّـانـــي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق