بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 يونيو 2016

يومياً... بقلم ، محمد حمودة



يومياً
بقلم ، محمد حمودة
**
بَادِئ النهار
أتوجه لنفسي قبل صوت 
العصافير المزعومِ بالأمل
أمشط شعري الطازج
وأحلق لحيتي المليئة خيبات،
تصطدم عيوني بآلة القهوة السخيفة،
وأنا بقرارة نفسي أصعد للفكر
بأن البُنِ نكهة برازيلية الصنع،
فكيف لسذاجة شخص مثلي
أن يقتني كوباً منه بملامح "فلسطينية"
أو يعتلي رئته الهيل مَحليُ الصنع
ويجعلها نبيذا أسود الوجه، هذه أمور صغيرة فقط
تدعوني للفجور والكُفرِ والموت الطويل في الصباح
كي أطاردَ حبيبة
لعنتني أثناء سرقة قبلة سخيفة
مغمسة بالبُن البرازيلي
أنا لا ألومها، أيضاً لقامتي
يد فهيَ طويلة وسمة الكسل
والخضوع لا تتجزأ
هكذا الصباح وها القهوة وها العصافير الشامتة.
**
في غائِرَةُ النهار وقت الذروة
أفقد حبيبتي
كان النوم والاستغراق الطويل
في غربلة القش أصعب مهمة عدائية
للبحث عنها، ألملم باقي الرحيل،
ألملم الملابس الداخلية وقطع البقاء
على حافة السرير الذي صار مُدْقعاً
أطعمه للأسماك، وأصطاد بدلاً من ذلك
قنديلاً ساماً حاقداً يعبث بالأجواء
وذاكرتي الحمقاء، تقذفني بعيداً بعيداً عن حبيبتي
تقذفني للبيت المهجور والكأس المكسور
والسرر والأرائك والموكيت والملابس الإباحية
علها فقط
علها فقط تأتي لي بقبلة ساخنة
وقت البحث وترويج الذاكرة بالسُم.
**
وقتُ انسلاخ النهار، وحضور الليل
أنقع نفسي بكأس الخمر
أحتسي بضع سجائر الماريجوانا من أنفي
وأتحسس العتمة بيد باهتة
على أن أجد خُفاشا تائها، أهديه
عيني وأفرحه ببعضٍ من النظر
وألهو والهو في توزيع أعضائي
على الكائنات الضالة
وأنجب من حرمانها رحيل حبيبتي
وأترجل صوب الكلاب المتشردة
أجعل لها منزلاً في رأسي
لربما تقسو عليها الليل،
وأنا خائفٌ على نفسي وعليهم
كما وقسى علي الرحيل
وتركني بلا قُبل
بلا أنفاس مزدوجة
بلا حنين، بلا ساحة حُب أفرشُ عليها صبري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق