بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 يونيو 2016

عصيتَ عادة الطواف / بقلم الشاعرة / وردة آسر الفولي ر

لا أنكر أنّك عصيتَ عادة الطٌواف في مَجَرّةِ عيَنيّ وأنّك مللتَ السّعيَ بين عين يترقرق منها ماء الحنين إليك وعين منها ينسكب ماء الخوف عليك...
  أدري أنّك قاطعتَ نداء صباحاتي وغيّرتَ رقم الشّوق كي لا تفترش سجّاد صوتي وأباركَ حلولي المزمنَ في غرفة صَحوِ محبّتك وقاعةِ قِيام لهفتك وخلف شرفة لا تُطلّ منها إلا عليّ، أنا المتأرجحة على حبال النّشوة كأوّل أنثى ذرفت عاشقها ولم يمسسها سِرّ الماء ولم تكن أبدا بَغِيّا!!!
  أدري أنك كسرتَ أفق انتظاري لكَ واختصرتَ عُمر الغيم في قطرة ونسيتَ وأنت تعبر ليل الذّكريات مُرتويا كم طارحتَني أحاديث العطش وكم احتكرتَ مياهي الجوفيّة بحجّة أن البئر لا تسخو إلا على من أخلص لحزب السّقاء وأتقن طقوس الاستسقاء وهو يُنازل احتضار القلب في صحراء الوحدة...
  ها أنت ذا تخلع تواضع الزّنبق، تقطع عادة الانحناء على بئري وبِصَلَفِ صَبّار بلغ سنّ اليأس تحتفي بالانتصاب تحت شمس الغياب وتنسى أنّك يوما ما كنت في ضيافة المطر!!!
  لا أنكر أنّك حرّضتَ شغف الحزن عليّ إلى حدّ أّنّه عَلّق نعليْه على بابي وأقام في باحة صوتي مُدوزِنا حفيف أثوابِ أسئلةٍ في مُنتهى الشّجن...

  وإنّي أغفر لك...أمرُقُ عن شريعة عشتار سيّدةِ العشق وهي تصعد سُلّم جراحها، تَجمع قبضة النّقمة ومن شُرفة اللّعنة تُطارح حبيبها جلجامش أحاديث كراهية تناسلت من أحشاء عشق أسطوريّ أهدته إيّاه على متن مركبة من اللاّزورد والذّهب وأنكره بحجّة أن مذهبها في الحب هوائيّ على متنه انكسرت أشرعة تموز...
  وإنّي أغفر لك... أنتظر قدومك مع أولى قطرات الشّوق... مَن قال إن الطفل لا يحنّ مهما أغرته المسافات الشّاسعة إلى رَحِم الحُبّ الأوّل!!!

  ابنُ حُبّي وصِلَة معناي أنت، على مدارج جسدي نطقتَ أولى كلمات العشق وفي غرفة سعادتي تعلّمتَ كيف تكون فارس أحلام ورديّة على صهوة حياة تُتقن تحويل وجهة الألوان الصّاخبة إلى منافي الصّمت... 
  وإنّي أنتظرك مساءَ كُلِّ حنين، أغفر تقاعُسَك العاطفيَّ المبكِّر، أهاتفك على نفسِ رقمِ شوقٍ خارجٍ عن الخدمة وأحلم بصوتك يستجيب لنداء صَباحاتي ويبارك حُلولي المزمنَ في غرفة صَحْوِ مَحَبّتِك وقاعةِ قِيام لهفتك وخلف شرفة لا تُطِلّ منها إلّا عَليَّ...
#وردة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق