أهواءٌ وأنواء
لا أحملُ الهمَّ من رزقٍ إذا ارتحلا
ولا العناء لشيءٍ ليس مكتملا
ولن أعيش مع الأحلام في زمنٍ
إن كلُّ من فيهِ قد لا يرتجي أملا
ولن أُعلِّقُ نفسي بعد ما برأت
مِمَّن يبيتُ مع الأهواءِ مرتحلا
كَبُرتِ يا نفسُ لا يعلوكِ مُندحرٌ
بكلِّ نائبةٍ أراه منتعلا
كبُرتِ حتَّى علوتِ السُّحْبَ في ثقةٍ
إنَّ الَّذي قدَّرَالرّحمنُ قد حصلا
قدأُغلقُ البابَ عن ماضٍ فقد رحلا
ولا أُفتّحُ أبواباً لمن شُغِلا
في عزلةٍ صرفت منِّي الهمومَ وذا
أمرٌيؤرِّقُ أوطاناً بها اشتعلا
شمسٌ قد انطفأت بالشَّرِّ من أُممٍ
حربٌ لظاها يدكُّ الدِّيَن والمِلَلا
في كُلِّ شبرٍ دمٌ يغلي ومنعتقٌ
والهُدمُ يصرعُ من أهوالِهِ جبلا
والرِّيحُ تعصفُ في قلبِ الجنونِ كمن
يحبو بمنزلقٍ من طلقٍةٍ جَفَلا
من قلبِ شاهقةٍ تعلو بها لغةٌ
فوق السُّطوحِ رأت ما كان مُنْدَمِلا
واللَّيلُ يغفوعلى أعتابِ مَظلمةٍ
قد كان فجرٌلها لم يدرِ من قتلا
تسبيحُ أوردةٍ من جوفِها بصقت
على الأنامِ بضعفٍ يُتْبِعُ المللا
سالت دماءُ النوى بالقربِ من جبلٍ
تُفتِّتُ الصَّخر يا أعرابُ من سألا
قد مالت الرِّيحُ عنكم يومَ أن سمعت
أنَّاتِ جرحى وما حفلت بمن قُتِلا
الكلُّ في الهمِّ شركٌ لاأبالك يا
من تعلم الحقَّ هل ناشدتَ مُبتَهَلا
يا ربِّ سلِّم وأحقِن مِنْ دمٍ ولظىً
فأنت تقدِرُ أن تحيي لتا الأملا
هذا سلامٌ بعيدٌ عن عشيرتنا
والثَّأرُ باقٍ كما كان الجوى عَقَلا
في الصَّدر داءٌ ولا يشفي لنا عللاً
كلُّ الدَّواءِ بعيدٌ ليس من أكلا
أردتُ أنصحُ من لم يمتلك أُذناً
فغابَ نصحيَ في جوفٍ وزادَ بَلا
أُخادِعُ القلبَ لا تسمع لمن عبرت
كان الطريقُ على جُرفٍ دحا بللا
والصِّدقُ غابَ فلا ندري لهُ أثراً
حرِّيةٌ جَهِلت والكُلُّ قد غزلا
أعودُ للنَّفسِ حيرى لا أكادُ أرى
إلا الإلهَ وصبري يقصمُ الجملا
قد نأكل الصَّبرَمع جذرٍولا أملٌ
يلوحُ في أُفقٍ أن نترك العملا
"أعِدُّوا لهم ما استطعتم" ما بكم خورٌ
والبخلُ في عملٍ لاعاشَ من بخلا
عودوا لأمجادكم يا أهل مكرمةٍ
والخلعُ حقٌ لأُنثى لا ترى بطلا
صلّى الإلهُ على المبعوثِ في أُممٍ
للحقِّ ينصحُ لا ضعفاً ولا ذُلّأً
أعدادَ من نصروا ديناً ومعتقداً
أوكان حالُهمُ ضعفاً ومنخذلا
الجمعة 17 شوال 1437ه
22 يوليو 2016 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق