بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يوليو 2016

لهَشَيمِ الذِّكْرياتِ ألوذُ / بقلمي/ عبدالناصر الجوهرى


لهَشَيمِ الذِّكْرياتِ ألوذُ 

شعر: عبدالناصر الجوهرى

..........................

من خلف نافذة السُّهاد المُسْتكين..

تراقصتْ صفْصافةٌ

لثمتْ غديرًا مُنْهكًا

ألْقتْ له من حُلْمها عُقْدًا فريدْ

تكسو جدائلها البراحُ..

وما البراحُ سوى مُحبٍّ،

أو مُريدْ

ويذوبُ فى جفْناتها عشْقٌ تلألأ..

من بعيدْ

والشمسُ تضحكُ لا تدارى مُقْلتيها

حين استمالت للهَوَى

طيرًا،

لحونًا،

روضةً،

خجْلى،

مرايا هُشِّمتْ فيها الوجوهُ،

وما اشتكى قلبى الوحيدْ

والشوقُ يرتع فى حنايا أضلعى

حتى الوريدْ

والذِّكْرياتُ بحُلْوها وبمُرِّها

تطْوى فؤادًا

حنَّ للحُبِّ الشَّهيدْ

سُهْدٌ سيرْفلُ والهًا

وعلى ضفافِ النهر مُتَّخذًا

من التَّحْنان..

جسرًا،

قاربًا

ليمرَّ للشطِّ البعيدْ

حتى العيونُ الدامعاتُ قد استعانتْ بالملاحم..

هدَّها

قمرُ الغرام ،

بداوةٌ

عند اللجوء إلى القصيدْ

فاستمرأتْ

كيف انبرى للحُسْن يومًا مُرْسلاتٌ ؟

والذِّكرياتُ نبوءةٌ

تنأى على جسر التلاقى

إذْ تعاود من جديدْ

والعمرُ مفتونٌ بها

والأُمْنياتُ الوارفاتُ،

العاصفاتُ

تيمَّمتْ

ما سرَّها شوكًا تربَّص من بعيدْ

من نبع شريان البراءة ترتقى

بالحُبِّ دومًا تستزيدْ

داعبْتها

حين اعتصرتُ على الخمائل

مُهْجتى

والوجد ينزف خلفنا

قد لفَّه سمْتٌ سعيدْ

يا نبضها المنثور مشتاقًا

تفاعيل الشجا

مازال يشعل مهجتى

طيفٌ

وليدْ

هل كان ينبوعٌ تجلَّى للهوى

يستعذب الآلام كالجذبِ العنيدْ؟

أمْ أنَّ خدْركِ رائعٌ

ترتدُّ منه حمائمى؛

فاخضوضرت عيناكِ 

بالسُّهد المُعذَّبِ،

والشريدْ

أم فاض صمتى بالرؤى

وكأننى فى العشق (عنترةُ) الذى وجد النياقَ الحُمْرَ

فى أرض الجزيرة

واشتكى قيد الجوارى ،

والعبيدْ

عن كلِّ عشقٍ فى رحالى

أستشف بصبوتى

شوقًا،

وأعراسًا،

وعيدْ

ينسابُ عشقى للبنات الكاعباتِ

وغالبًا

أسقى المدامة من عيون الملهمات

وأستريح من الخباء

لتنتظر البريدْ

كم أشتهى ثغرَ المليحةِ

فالعذارى بالمرابع تستردُّ هيامها

لو اننى يا خافقى

لا أرتضى غزلاً تجمَّد كالجليدْ

يا خافقى 

لا تعطنى إلا المزيدْ

من ألف عهدٍ 

أستظل بلهفةٍ

أخشى حكايات الفرام

وحاملات العطر

أخشى (شهر زاد)،

وحور (هارون الرشيدْ)

الآن يا جنيَّة النيل المخضَّب بالحياةِ،

تزيَّنى للنيل فالقلبُ استقرَّ، 

ولن يحيدْ

مَنْ غيره طيفُ الهُيام..

سيرسل الأشواقَ حتمًا من جديدْ؟

لهشيم تلك الذِّكْرياتِ ألوذُ

من شبَّاكها الوردىِّ أسترق الوعيدْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق