عودة حواء .....................بقلم. نادية صبح
لم تمهلها الحياة فرصة لتعيش كأى فتاة فى عمرها ، فقد فقدت ابيها فجاة وهى فى اول سنوات دراستها بالجامعة وترك لها اعباء جسام باعتبارها الأخت الكبرى لأخويها التوام اللذان مازالا صبيَّان.....
واصبحت مُطالبة بإدارة معرض الموبيليا الذى ورثوه عن ابيها ، وشئون الأسرة خاصة وان امها سيدة بسيطة لم تعرك الحياة .....
فما كان منها بعد صدمة حزنها على رحيل ابيها إلا ان تركت دراستها فى كليتها العملية لتنتسب لكلية نظرية لا تتطلب حضور وتواجد بالجامعة ، ثم بدات تلتفت لإدارة أعمال ابيها ،وقد ساعدها كثيراً إهتمام ابيها فى حياته بإطلاعها على خبايا وتفاصيل تجارته حيث كانت تعاونه فيها اثناء أجازاتها الدراسية .......
كثيراً مانسى المتعاملون معها فى عملها وحتى فى الجامعةانهم يتعاملون مع فتاة !!!!!!!
فلقد ودعت انوثتها واحتياجاتها يوم ودعت ابيها.......
واختارت العيش فى ثوب الأب والرجل المسئول عن اسرة وولدين مراهقين وعمل يتطلب الكثير من الجهد والسهر والسفر والمعاناة .....
إختفت نبرة صوت الفتاة الناعمة المترفة من كثرة صياحها وجدالها سواء مع عُمالها او عملائها ....
واختفت اثواب الفتاة التى كانت تواكب احدث الصيحات ،لتُستبدل بملابس ابعد ماتكون عما إعتادته من قبل ....
وتعمدت تغيير نظرة الناس لها من نظرة لفتاة حسناء تُلوى لمقْدِمها الأعناق ، إلى نظرة لسيدة اعمال جادة حادة لا سبيل لملاطفتها او التقرب لها .....
هكذا اختارت ان تعيش ، لتحمى نفسها وأمها واخويها الصغار ومال ابيها الذى ائتُمنت عليه .......
واصبحت غرفتها ملاذاً بعد عناء يوم طويل مجهد لا يستبقى لها وقتاً تتذكر فيه انها امراة وان من هم فى عمرها أصبحن زوجات وامهات منذ سنوات ......
وهاهما اخويها انهيا دراستهما الجامعية وبدأ كل منهما يتولى جزء من اعبائها بعد ان ضحت عمرها وشبابها لتحافظ على إرثهما كأفضل مايكون الوصى ، ليجدا انها قد ضاعفت ماتركه لهم أباهم ، فآن الأوان لها ان تستريح من هذه الدوامة خاصة وانها قد تخطت الأربعين ......
لكن ماهى فرصتى فى الحياة والسعادةوانا فى هذه السن ؟
هذا السؤال اصبح يُلح عليها خاصة بعد ان اصبح متاح لديها الوقت الكافى للتفكير فى امور لم يكن لديها ترف التفكير فيها من قبل خاصة عندما اغلقت كل الأبواب امام خاطبيها برغم كثرتهم عندما كانت زهرة يانعة فى بستان الشباب ......
اصبح الملل يعصف بيومها بعد ان توفر لها الوقت للا شيء.....
جلست فى شرفة منزلها الذى خلا من امها الراحلة منذ سنوات واخويها المنشغلان فى عملهما ولا يوجد معها سوى خادمتها التى قدمت لها القهوة وانصرفت لعملها بالمطبخ ....،
لفت إنتباها سرعة العمل فى المبنى الضخم الذى يُقام امام منزلها وهذا المهندس الذى يحرك مجموعات العمل بجدية وخبرة تجعل العمل يسابق الزمن ......
جلست تُسرى عن نفسها بمشاهدة فيلم رومانسى حرك داخلها مشاعر كانت اوشكت على نسيانها لتخبرها الخادمة بضيف جاء لمقابلتها بشان الشقة التى عرضتها للإيجار ......
فوجئت بان القادم هو المهندس الذى يشرف على إنشاء هذا المبنى المقابل لبيتها ، وقد بدا حديثه بالإعتذار عن هيئته المجهدة المهملة من مشقة العمل وعرفت منه انه فى حاجة لإستئجار سكن قريب من موقع العمل حتى الإنتهاء منه تماما ، لأن سكنه الأصلى فى منطقة بعيدة مما يستهلك وقته ويجعله فى قلق دائم على طفلتيه خاصة بعد رحيل امهم بعد صراع قصير مع المرض ......
لم تتردد فى تاجير الشقة المفروشة المجاورة لها ، له ولبناته وحرصت على إستكمال ما ينقصها بنفسها وكلفت خادمتها بتنظيفها لتليق باستقبال الصغيرتين اليتيمتين اللتين احبتهما قبل ان تراهما .....
ولم يستطع ان يخفى دهشته بحفاوتها ببناته لدرجة عجز عندها ان يوفيها حقها فى الإمتنان والشكر ......
حرصت منذ اول يوم على إستقطاب الطفلتين اللتين اعتبرتهما هدية السماء لتملآن حياتها بهجة وقيمة ، حتى الطفلة الكبرى التى كانت تعانى من صدمة أفقدتها الكثير من تفاعلها الإجتماعى على أثر فقدها لأمها ، اصبحت اكثر تجاوباً وتآلفاً مع مالمسته من حنان واهتمام كاد ان ينسيها احزانها ، والصغرى التى تعلقت بها كأنها امها قد بُعِثت من جديد .......
أما هو ...... ما اروعه ......كان قلبها يخفق بشدة تكاد نبضاته تفضح امرها كلما جمعتها به اللحظات التى كان يطرق فيها بابها ليسال عن طفلتيه اللتين تقضيان معظم يومهما عندها بين لعب وزينة ورعاية ودلال ،حتى تبدل حالهما وكانهما ترتعان فى احضان امهما.....
عندما كانت تسمع صوته .....عندما كانت تشم عطره ......عندما كانت تدعوه ليشاركها قهوة الصباح ......عندما كان يعود مجهداً من عمله مُزين الجبين بحبات العرق .....عندما كانت ترى فى مُحياه حزن الوحدة والفقد .....عندما كانت تُصر على ان ياكل من صنع يديها ليشكرها بنظرة اروع من كل الكلمات .... كانت تذوب ولهاً به.....
كلما كانت تخلو بنفسها كان يشاركها احلامها ...كل حركاته وسكناته كانت تسكن وجدانها ..
لقد كانت فيما سبق وما زالت فتاة احلام الكثيرين ولكن قلبها ماعرف يوماً روعة الإشتياق لرجل مثلما هى الآن ولا عرفت ان الكلمات لا تُنطَق فقط باللسان ولكن العيون تتكلم والأيدى المرتعشة تتكلم ......وتورد وجنتيها يتكلم .......فقط عندما تراه !!!!!
لم تكن تعلم ان المراة إذا احبت .......تسكنها الروعة وتصبح كائن نورانى يشيع البهجة و الألق والسحر أينما حل !!!!!
وهاهى ماعادت تستحسن إلا اجمل الأثواب التى ردتها إلى انوثة حواء ......
وما عاد صوتها وكلماتها إلا ترانيم عاشقة تذوب رقة وعذوبة ......
ليأتى صباح ما اشرقت الدنيا بصباح فى روعته ......صباح أطلق لسانه باعذب كلمات ..... كلمات ماحلمت باجمل منها حتى كاد قلبها يتوقف عندما سالها هل تقبل ان تكون ام لثلاثة ، هو وبناته !!!!!!
وبرر ذلك بانه شعر بامومتها حتى عليه هو شخصياً بعدما لمس منها حناناً يكفى الكون كله ...
فما كان منها إلا ان احتضنت الطفلتين بكل ما اوتيت من إنسانية وامومة قائلة ، لقد كنت أماً وأباً لأخوتى منذ ان كنت فى الثامنة عشر ، ولكنى ساكون لبناتنا الأم ولك الزوجة والحبيبة ...
كلانا سيكون عِوض السماء للآخر عما فقدناه .....
معك علمت أن قلبى مازال قادراً ان يخفق بالحب والشوق......
معك ذاب صقيع حياتى ، لتنساب انهار الأمل والرجاء ......
عندما اشرقت شمسك بايامى علمت ان هناك دنيا لم اعشها لانى كنت فى إنتظارك لنحياها سوياً نحتضن فيها ملاكين اهدتنا بهم الأقدار ليُقربا ماكان بعيدا.ً
لقد إدخرت الأيام كلانا للآخر ، لأنه ماكان ممكناً ان يرضى كلانا إلا بحب عظيم يمحو آلامنا ويجبر كسرنا ، وكم هى كريمة اقدارنا .......
لم تمهلها الحياة فرصة لتعيش كأى فتاة فى عمرها ، فقد فقدت ابيها فجاة وهى فى اول سنوات دراستها بالجامعة وترك لها اعباء جسام باعتبارها الأخت الكبرى لأخويها التوام اللذان مازالا صبيَّان.....
واصبحت مُطالبة بإدارة معرض الموبيليا الذى ورثوه عن ابيها ، وشئون الأسرة خاصة وان امها سيدة بسيطة لم تعرك الحياة .....
فما كان منها بعد صدمة حزنها على رحيل ابيها إلا ان تركت دراستها فى كليتها العملية لتنتسب لكلية نظرية لا تتطلب حضور وتواجد بالجامعة ، ثم بدات تلتفت لإدارة أعمال ابيها ،وقد ساعدها كثيراً إهتمام ابيها فى حياته بإطلاعها على خبايا وتفاصيل تجارته حيث كانت تعاونه فيها اثناء أجازاتها الدراسية .......
كثيراً مانسى المتعاملون معها فى عملها وحتى فى الجامعةانهم يتعاملون مع فتاة !!!!!!!
فلقد ودعت انوثتها واحتياجاتها يوم ودعت ابيها.......
واختارت العيش فى ثوب الأب والرجل المسئول عن اسرة وولدين مراهقين وعمل يتطلب الكثير من الجهد والسهر والسفر والمعاناة .....
إختفت نبرة صوت الفتاة الناعمة المترفة من كثرة صياحها وجدالها سواء مع عُمالها او عملائها ....
واختفت اثواب الفتاة التى كانت تواكب احدث الصيحات ،لتُستبدل بملابس ابعد ماتكون عما إعتادته من قبل ....
وتعمدت تغيير نظرة الناس لها من نظرة لفتاة حسناء تُلوى لمقْدِمها الأعناق ، إلى نظرة لسيدة اعمال جادة حادة لا سبيل لملاطفتها او التقرب لها .....
هكذا اختارت ان تعيش ، لتحمى نفسها وأمها واخويها الصغار ومال ابيها الذى ائتُمنت عليه .......
واصبحت غرفتها ملاذاً بعد عناء يوم طويل مجهد لا يستبقى لها وقتاً تتذكر فيه انها امراة وان من هم فى عمرها أصبحن زوجات وامهات منذ سنوات ......
وهاهما اخويها انهيا دراستهما الجامعية وبدأ كل منهما يتولى جزء من اعبائها بعد ان ضحت عمرها وشبابها لتحافظ على إرثهما كأفضل مايكون الوصى ، ليجدا انها قد ضاعفت ماتركه لهم أباهم ، فآن الأوان لها ان تستريح من هذه الدوامة خاصة وانها قد تخطت الأربعين ......
لكن ماهى فرصتى فى الحياة والسعادةوانا فى هذه السن ؟
هذا السؤال اصبح يُلح عليها خاصة بعد ان اصبح متاح لديها الوقت الكافى للتفكير فى امور لم يكن لديها ترف التفكير فيها من قبل خاصة عندما اغلقت كل الأبواب امام خاطبيها برغم كثرتهم عندما كانت زهرة يانعة فى بستان الشباب ......
اصبح الملل يعصف بيومها بعد ان توفر لها الوقت للا شيء.....
جلست فى شرفة منزلها الذى خلا من امها الراحلة منذ سنوات واخويها المنشغلان فى عملهما ولا يوجد معها سوى خادمتها التى قدمت لها القهوة وانصرفت لعملها بالمطبخ ....،
لفت إنتباها سرعة العمل فى المبنى الضخم الذى يُقام امام منزلها وهذا المهندس الذى يحرك مجموعات العمل بجدية وخبرة تجعل العمل يسابق الزمن ......
جلست تُسرى عن نفسها بمشاهدة فيلم رومانسى حرك داخلها مشاعر كانت اوشكت على نسيانها لتخبرها الخادمة بضيف جاء لمقابلتها بشان الشقة التى عرضتها للإيجار ......
فوجئت بان القادم هو المهندس الذى يشرف على إنشاء هذا المبنى المقابل لبيتها ، وقد بدا حديثه بالإعتذار عن هيئته المجهدة المهملة من مشقة العمل وعرفت منه انه فى حاجة لإستئجار سكن قريب من موقع العمل حتى الإنتهاء منه تماما ، لأن سكنه الأصلى فى منطقة بعيدة مما يستهلك وقته ويجعله فى قلق دائم على طفلتيه خاصة بعد رحيل امهم بعد صراع قصير مع المرض ......
لم تتردد فى تاجير الشقة المفروشة المجاورة لها ، له ولبناته وحرصت على إستكمال ما ينقصها بنفسها وكلفت خادمتها بتنظيفها لتليق باستقبال الصغيرتين اليتيمتين اللتين احبتهما قبل ان تراهما .....
ولم يستطع ان يخفى دهشته بحفاوتها ببناته لدرجة عجز عندها ان يوفيها حقها فى الإمتنان والشكر ......
حرصت منذ اول يوم على إستقطاب الطفلتين اللتين اعتبرتهما هدية السماء لتملآن حياتها بهجة وقيمة ، حتى الطفلة الكبرى التى كانت تعانى من صدمة أفقدتها الكثير من تفاعلها الإجتماعى على أثر فقدها لأمها ، اصبحت اكثر تجاوباً وتآلفاً مع مالمسته من حنان واهتمام كاد ان ينسيها احزانها ، والصغرى التى تعلقت بها كأنها امها قد بُعِثت من جديد .......
أما هو ...... ما اروعه ......كان قلبها يخفق بشدة تكاد نبضاته تفضح امرها كلما جمعتها به اللحظات التى كان يطرق فيها بابها ليسال عن طفلتيه اللتين تقضيان معظم يومهما عندها بين لعب وزينة ورعاية ودلال ،حتى تبدل حالهما وكانهما ترتعان فى احضان امهما.....
عندما كانت تسمع صوته .....عندما كانت تشم عطره ......عندما كانت تدعوه ليشاركها قهوة الصباح ......عندما كان يعود مجهداً من عمله مُزين الجبين بحبات العرق .....عندما كانت ترى فى مُحياه حزن الوحدة والفقد .....عندما كانت تُصر على ان ياكل من صنع يديها ليشكرها بنظرة اروع من كل الكلمات .... كانت تذوب ولهاً به.....
كلما كانت تخلو بنفسها كان يشاركها احلامها ...كل حركاته وسكناته كانت تسكن وجدانها ..
لقد كانت فيما سبق وما زالت فتاة احلام الكثيرين ولكن قلبها ماعرف يوماً روعة الإشتياق لرجل مثلما هى الآن ولا عرفت ان الكلمات لا تُنطَق فقط باللسان ولكن العيون تتكلم والأيدى المرتعشة تتكلم ......وتورد وجنتيها يتكلم .......فقط عندما تراه !!!!!
لم تكن تعلم ان المراة إذا احبت .......تسكنها الروعة وتصبح كائن نورانى يشيع البهجة و الألق والسحر أينما حل !!!!!
وهاهى ماعادت تستحسن إلا اجمل الأثواب التى ردتها إلى انوثة حواء ......
وما عاد صوتها وكلماتها إلا ترانيم عاشقة تذوب رقة وعذوبة ......
ليأتى صباح ما اشرقت الدنيا بصباح فى روعته ......صباح أطلق لسانه باعذب كلمات ..... كلمات ماحلمت باجمل منها حتى كاد قلبها يتوقف عندما سالها هل تقبل ان تكون ام لثلاثة ، هو وبناته !!!!!!
وبرر ذلك بانه شعر بامومتها حتى عليه هو شخصياً بعدما لمس منها حناناً يكفى الكون كله ...
فما كان منها إلا ان احتضنت الطفلتين بكل ما اوتيت من إنسانية وامومة قائلة ، لقد كنت أماً وأباً لأخوتى منذ ان كنت فى الثامنة عشر ، ولكنى ساكون لبناتنا الأم ولك الزوجة والحبيبة ...
كلانا سيكون عِوض السماء للآخر عما فقدناه .....
معك علمت أن قلبى مازال قادراً ان يخفق بالحب والشوق......
معك ذاب صقيع حياتى ، لتنساب انهار الأمل والرجاء ......
عندما اشرقت شمسك بايامى علمت ان هناك دنيا لم اعشها لانى كنت فى إنتظارك لنحياها سوياً نحتضن فيها ملاكين اهدتنا بهم الأقدار ليُقربا ماكان بعيدا.ً
لقد إدخرت الأيام كلانا للآخر ، لأنه ماكان ممكناً ان يرضى كلانا إلا بحب عظيم يمحو آلامنا ويجبر كسرنا ، وكم هى كريمة اقدارنا .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق