للقمر منازل
قمرٌ أطلَّ وليس لي أملٌ___في شهرصومٍ جُبَّ شيطاني
ضربَ الحنينُ بِكُلِّ أوردةٍ___فأسال دمعاً بين أجفاني
ما بالُ ماضٍ هزَّ من وجدٍ___قد كان يرقد بين ألحاني
هذا سرابٌ لاحَ في أُفقٍ___لا يرتوي العطشانُ من فانِ
إن عاد من هجرٍ فلا عجبٌ___والقلبُ يحلمُ إن دنا حانِ
لم ينسَ عهداً كان في ثقةٍ___من حفظِهِ لم يخشَ فقداني
قد كنت أرقبُ طلعةً فدنا___في قُربِهِ عُرفٌ لأشجاني
والنُور كان على مُحيَّاهُ___فأضاءَ أزماناً بكتماني
من لي بأعذبِ موطنٍ صبراً___كُلُّ الَّذي أعياهُ أعياني
وتمرُّ أيامُ الضَّنى سُهداً ___والنَّومُ في أحلامِهِ جانِ
كات كوابيسي مؤرِّقةً ___طالعَ النَّهارُ فبانَ حرماني
في الشَّامِ كان عراقُنا مطراً___من في الجنوبِ لهمِّهم رانِ
والقلبُ يطفَحُ بالأسى زمناً___في الفُدسِ كان عدوُّ إنسانِ
والحصرُللأحرارِ طالَ وما___من جابرٍ كسراً لأعياني
حولي الثَّكالى والأرامِلِ يا___قلبي الحزينَ عرفتَ إخواني
والعيدُ لملمَ جُرحنا عبثاً ___أفراحُنا حمراءُ من قانِ
يا عِلَّةً في الجوفِ نكتمها___يشقى بها القاصي كما الدَّاني
ما حيلةُ الغُرباءِ عن وطنٍ___قد أظلمت في القلبِ أجفاني
من فرَّ من قدرٍ سيلقاهُ___ أعددتُ لأوجاعِ أكفاني
لا أرتجي من عالِمٍ خبراً___والكُلُّ في دهرٍ لهُ هانِ
غسلت دموعُ القلبِ أوردةً____قصَّت لهُ ثوباً بأردانِ
جرَّ الحزينُ ثيابَهُ فرقاً___ والطينُ ملتصقٌ يأدرانِ
تلهوعلى جُرحِ الزَّمانِ بنا___آمالُ من يئست وتخشاني
ويقرُ فوقَ العِزِّ قاتلنا ___ إنَ الجنايةَ فوقَها جانِ
ضحكت جراحاتٌ هانَ نوىً___إذ كُلُّ من فوقَ الثَّرى فانِ
واليأسُ من رحماننا كفرٌ___قد باتَ أسعدُنا كما العان
إن غيَّرَالأحوالَ قد نرضى___منهُ القضاءَ وليس من ثانِ
وحياتنا سفرٌ بلا كللٍ___ نرتاحُ في ظلٍ لأبدانِ
أجيالُنا بتتابُعٍ هرمت ___ حلمت بتحرير لأوطانِ
ثوراتنا صُرِعت بأقوالٍ___ والسُّمُّ في أنيابِ ثعبانِ
إن عاشَ رأسٌ كان في ثقةٍ___لا ضيرَمن تقطيعِ أركانِ
لن ينتهي أملٌ لأعداءٍ ___ ما قامَ فينا عرشُ أعوانِ
لا بدَّ من عودٍ لتصحيحٍ___إنَّ المسارَ لشرعِنا دانِ
واللهُ يكلأُني ويبعدني ___ عن كُلِّ سوءٍ كان أضناني
صلى الإلهُ على موحدِنا ___فالحربُ ما شُرِعَت لسلطانِ
والعدلُ للسُّلطانِ منهجُهُ ___ سيعيدُهُ يوماً لسكانِ
والصَّبرُ خيرٌ كُلُّهُ أبداً ___ إنَّ التَّأنِّي هديُ ديَانِ
الخميس 2 شوال 1437 ه
7 يوليو 2016 م
زكية أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق