حكاية الأسد والثعلب والفأر
حكايَةُ راشدٍ فَلْتسمعوها
أصابَ بها عقولَ العارفينا
***
ففي زمنٍ قديمٍ قَدْ رَوَوْهَا
فكانَ النَّقْلُ موثوقَاً أمِيْنَا
***
وللأقدارِ فيها كلُّ حَظٍ
وَحُسْنُ الحظِّ نطلبُهُ سِنِيْنَا
***
فذاكَ اللَّيْثُ أوقعهُ خداعٌ
وفي قّيْدٍ غدا عَبْداً رَهيِنَا
***
فساءَ الثعلبُ المَكَّارُ عَهْدَاً
ولا عَهْدٌ لمن خانَ ألامِيْنَا
***
فأبقى الليثَ في قَيْدٍ يُعَانِي
وما وَجَدَ الخلاصَ له ضَمِيْنَا
***
فجاءَ الفأرُ يَسْعى في اختيالٍ
سلامُ الله يا ملكاً حزينا
***
رأيْتُكَ في قُيودِكَ أنتَ تبكى
فما أبكاكَ أمرٌ لا هَوِينَا
***
تَرَكْتَ الغابَ قد أضحى حَزينا
تُراودُهُ الشكوكُ يَتُوْهُ حِيْنَا
***
فهذا الحالُ مختلفٌ واني
لِفَكِّ قيودِ حاكُمُنَا فَطِيْنَا
***
أَجابَ الليثُ يا فأرٌ اعِنِّي
أنا في الغابِ احكمها سِنِيْنَا
***
فما لي في الخلاصِ فأنتَ خِلٌّ
وأنتَ العارفُ المرجُوُّ فينا
***
فقالَ الفأرُ عندي كلُّ حَلٍّ
أقومُ به وَجُهْدِي لن يَلينَا
***
نَفُكُّ وِثاقَ مالِكنَا بأمرٍ
أخذنا عَهْدَنَا والسِّرُّ فينا
***
وبعدَ الجُهْدِ تتركنا طليقاً
وَتَرْحَلَ عن بلادِ التائِبِنْا
***
وَتَتْرُكَ أرضَنَا وَتعيشَ حُرَّاً
فَهَذا مَطلبٌ الأشرافِ فينا
***
وَمُنْذُ اليومِ لا أمرٌ مُجابٌ
أنا في الغابِ أحكمُها أمِيْنَا
***
وإلا قَدْ بَقِيْتَ اليومَ عَبْدَاً
قُيُودُكَ لا تَكِلُّ ولن تَليْنَا
***
وَتُعطيني من الآياتِ عَهْدَاً
وّعَهْدُ الله نكتبهُ يَقِيَنا
***
أجابَ اللَّيْثُ هَلْ في الأمرِ قَطْعٌ
وَهَلْ أضحى الزمان ُلماكِرِيْنَا
***
فان كانَ الكلامُ وَقُلْتَ حقا
فَعِنْديْ القولُ أُطْلِقُهُ رَزِيْنَا
***
سأهْجُرُ غَابَة الأَنْذَالِ سُحْقَاً
وَاتْرُكُهَا لِسوءِ العارِفِيْنَا
***
وامْشي في البلادِِِ بلا عَناءٍٍ
لعلَّ الحّظَّ يُدْركني ظَعيْنَا
***
إذا كانَتْ بِلادُ الغابِ يَوْماً
تُسَلِّم في القضاءٍ لماكِرِيْنَا
***
وكانَ الفأرُ يَقْضي كلَّ يَوْمٍ
فَبِئْسَ القومُ يَحْكُمُهُمْ قَريْنَا
***
سَأَمْضي تارِكَاً للظُلْمِ حُكْمَاً
وأرْحَلُ عن بلادِ الجاهِلِيْنَا
***
الشاعر : محمد العصافرة / فلسطين - بيت كاحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق