بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 يوليو 2016

بين احضانه / بقلم الشاعر / المهند حسن

فيما كانت بين أحضانِهِ
وهُمايَنظُران عبرَ النافذة
غَمرها بيديه من الخلف وَ ﻗﺎﻝ ﻟﮭﺎ بكل ﻏﺮﻭﺭ ..

ﺗﺠﺬﺑﻨﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻴﻦ
ﻑ ﻟﻤﺎ لا تجرﺑﻴﻦ ﺫلك يا ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ

فإبتعدت عنهُ يارِدَتين و إلتفتت نحوهُ وَنظرت لهُ نظرةً شذرة
وَ أجابتهُ مُمتَعِضة ..
ماذااااا ؟؟؟

فأكمل ﺑﺒﺮﻭﺩ ..

ﻟﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪخّناً ﻫﻞ ﺳﺘﻔﻌﻠﻴﻦ ﺫلك ﻣﺜﻠﻲ !؟

فأجابت بِغضب..
طبعاً لا
 ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖُ بأنكَ تُدخّن سأسحق رأسك كما يُسحقُ عُقبُ السيجارة بعد الإنتهاء منها

فتقهقه ضاحكاً وأجاب ..
هههههههه .. هوّني عليكِ حبيبتي
ولكنني لا أَدخّن

فأجابتهُ بِخوفِ وَحدسُ الأنثى وحواسُّها في حالة تأهُّب ..
لا أُصدِّقك .. أنتَ تكذب .. أنت تفتعل مقدماً من لوضعي تحت الأمر الواقع

وضعَ يديهِ على كتفيها وحدَّق في مُقلَتيها الغائِرتينِ دهشةً وحُزنا
وردَّ مُجيباً  ..
لقد كَشفتِني .. ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺎ ﺃﺩﺧﻦ
 ولكني أُدخّن ﺷﻴﺌﺎ لا يمكنني الاستغناء عنه أبداً .. وعليكي أن تعرفي ذلك  وأن تعتادي الأمر

تجمّدت الدماء في عُروقها وصمتت لوهلةٍ ممتنعةٌ عن ذرفِ الدموع المُكتظّةِ في أحداقِها
وقالت ..
ألهذا الشيئ الذي تدخّنه  تلكَ القدرة حتى يسيطر عليك لدرجة أنك لا تستطيع التخلي عنه لأجلي

فأرجعَ رأسهُ ضاحكاً
وقالَ لها

أني مُذ تُيّمتُ بِحُبّك وأنا أُدخِّنُ عِشقكِ وأملأ أنفي بشذاكِ
لابل أني أبتلِعُ دُخانَك وأستلقي لأخفف وطأة الشوق واللهفة لِلُقياكِ
وعليكِ أن تعلمي بأنه يتوجب  ﻋﻠﻲّ ﻳﻮمياً أخذ جرعاتٍ دوريّة منكِ
 ولا أكتفي حتى تمتلئ رئتاي بك
ﻭﺇلا أختنقتُ وَسقطتُ ﻣﻴﺘﺂ

ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑاكيةً والدهشةُ تكادُ تخنُق نبضاتِ حلقها
ﻭﻫﻤﺴﺖ له بإرتياحٍ وقد تنفستِ الصّعداء
ويحكَ .. أوَ تُدخّن بدوني
وأنا سأبدأ بتدخينك منذ اللحظة

المُهَنَّد محي الدين حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق