بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 يوليو 2016

بقلمي / المُهَنَّد مُحي الدّين حَسَن / شَهرَزاديَّةٌ على أعتابِ الزواج


شَهرَزاديَّةٌ على أعتابِ الزواج
سَأَلتهُ مُتَردِّدَةً
هل سَتَتَقبّلني عائِلَتُك مليكَةَ على قلبَك
فأجابَها
وهل يَعتَقِد أهلُكِ بأنّي أليقُ بِكِ كَمَليكَةٍ لِقلبي
فَصَمَتت لِوَهلةٍ وَقبلَ أن تنطق ببنتِ شِفة
قام بدعوتها للعشاء في منزِلِ العائلة
تلكأت و إبتسمت ثم وافقت
طلبت منه أن يأتي ليقلّها 
وحين وصلَ إلى عتبة الدار ونقرَ بأصابعه على الباب
نادت عليها أمّها لتفتح لهُ وترافقه
بَدَت كالملكة وهي تنزل عن درج الطابق العلوي 
بعد أن إرتدت فستانها المخملي حالك السواد
و كانت قد تزينت بما يأسِرُ الروح وَيؤثِرُ الأنفاس 
فَشَعرَت بروحها تتراقص مع عدة أرواح
وعندما وطأت أقداهُها الدرجة الأخيرة
رنّ جرسُ البابِ الخارِجي
فقد ملّ الوقوف خارِجاً بإنتظارها
وفي تلك اللحظة
وحدهُ حرُّ الموقِد الذي جلسَت عائلتُها حولهُ
من شعرَ بلوعَةِ ما جرى بعروقها
نظرت يساراً بإتجاهِ والدَها وكأنّ عيناها تُسائِلُهُ ما انا فاعِلة
فَأومئ لها بِعَينيهِ أنِ إفتحي لهُ وأتبعي قَلبَك
كانَ ظِلُّهُ يلُامِسُ ناصيةَ الرَّصيف عِندما دنَت منهُ وَ فتَحت 
و بسرعة أشاحت بنظرها إلى عينيه العسليتان
أرادت أن تنطبع لمحات أعجابه بذاكرتها
فكانت نظراته كافية لتحمر وجنتاها و يتمايل جسدها بمكانه 
أمسك بيدها وأنحنى مُقبِّلاً أطرافَ الأصابِع
وتواريا سويةً عن أعتابِ الباب
وحينَ وصلا لمنزل العائلة
كانَ الجميعُ يختَلِسونَ النَظَر من خلفِ الستائِر
أدخلها المنزل وأشارَ للجميع أن هذه حبيبتي
فَرفَعت بعينيها لأعلى اليسارِ مبتسِمَةَ الجُفونِ مُحمرَّةَ الوجنتين
وما أن أعادَتٍ النظرَ لِعائلةٍ حبيبها وقبل ان يبدأوا بالتعرّف عليها
شَعَرت لِلحظاتٍ بأنها شهرَزادُ المُتربِّعَةُ على منصّةٍ وتحتُها الحاشية ُ عليها مُحدّقون
و قبلَ إشرافِ الليلةِ الخياليةِ بسحرِها على انتِهاء 
جَلَسا في زاويةِ الغُرفة المُظلِمة
فسألها 
مالَكِ تكتُمينَ نفسَكِ بينَ حينٍ و آخَر ؟
فابتسَمَت .. وَ أخذَت نَفساً مُريحاً و همَسَت بأذنِه 
حاوَلتُ أن أُخبِّئ نبَضاتِ قلبيَ المُتَسارِعة 
مَخافَةَ أن تنفَضِح رَعَشاتيَ المُتيَّمةِ بِهَواك
فلامسَ بِأطرافِ أصابعهِ يدَها 
ثمَّ أمسكَ بيديها واضعاً إحداها على صدره
والأُخرى على شَفَتيه .. فقبّل الأولى وقالَ لها
هل شعرتِ بقلبي كيف أومضَ حينَ قبّلتُ يدكِ
وَأكمَلَ مُسهِباً وَ مُتمتِماً في أُذُنيها
إن كُنتِ مُتيّمةً وتخافينَ فَضيحةً تُسببها رعشاتُك
فما حالُ مُتَعبِّدٍ كلّما لامَست أصابِعهُ مساماتُ جلدُكِ
ترنّحَ مخموراً وماكانَ بِشاربٍ للخمرِ

المُهَنَّد مُحي الدّين حَسَن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق