بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 يونيو 2016

خاطرة / بقلمي / منذر قدسي / مخاضُ عامٍ وَمَضى

مخاضُ عامٍ وَمَضى
*** منذر قدسي***
***خاطرة***
وَها هِيَّ
تَمضي عاريَّة
تلوحُ مِنْ بعيدٍ
تُحصِي بَقايا
السِنين
وَيَنقصُ العَدَدُ
تَبحثُ بينَ بَقايا
الرَمادِ
عَنْ حُلُمٍ جَديدٍ
قَدْ خَبَئتُهُ لفصلِ
الشتاءِ
وتَصبغُ يَدَيْها
بالحناءِ
تَنظرُ العِرِّيسَ
تدورُ حولَ
بَقايا حلمٍ
تُرافِقُها جَفاءُ
العيونِ
وَتصرَخُ
تُحاولُ التَخلُّصَ
مِنْ مَشِيمةٍ
لُفَّتْ عَلى
جيدِ الوَليدِ
تَطردُ أشباحَ
الزَمنِ
تُحاوِلُ أَنْ تَخْفِي
في صَدرِها
شَوكاً
زهرٌ يُسْقِيهِ
الوَريدُ
وتنامُ عَلى
أعتابِ
شَفَتَيْها
آلافُ الحَكايّا
وآلافُ قَصَصِ
الأَلَمِ
و زَورقُ الحَقيقَةِ
يُحاوِلُ أَنْ يَرسُوَ
عَلى شَطِّ المَنايا
ويَتَمَسَكُ الحزنُ
بِبَعَضِ بَقايا
صورٍ
لا تَستَطيعُ أَنْ
تَنظرَ للوراءِ
خوفاً مِنْ أنْ
يُعيدَ الزمنُ
مخالبَ غُرِسَتْ
في عُنِقِ الوُجُودِ
تُحاولُ أنْ تَشُّقَّ
الرِمالَ بعنفٍ
وتَطبَعَ عَليهِ
وهيَّ تَخْطُو
للأمام ِ معالمَ
القَدَمِ
يَصرعُها السُكونُ
ويسقطَ دُلُوَ
الصَمتِ
في بِئرِ النَدَمِ
وتواصلَُ الريحُ
عَويْلَها
وتُغَطي شَعرَها
الأشعثِ
بمنديلِ القدرِ
تَنْتابُها آلافَ
من الأصواتِ
تُحاكِي داخِلَها
عواءٌ ومواءٌ
صهيلٌ ونباحٌ
ويحاولُ أَنْ
يخرجُ الماردُ
مِنْ اناءِ الجَسدِ
تَخافُ أنْ
يَنضَحَ الغَيمُ
من بعضِ الجرحِ
التي نَقَشَتْ
على مَلامِحِها
من آلافِ البَشرِ
تَتَرقَبُ عُمراً
قَدْ ناداهُ الزَمنَ
أو بعضَ
أشلاءِ عمرٍ
رُميَّ عَلى
قارِعَة الزَمنِ
وتَتَسمَّرُ الضَحيَّةُ
قُربَ جرفٍ
وتَتَعَرقُ الأصابعُ
وتَرتَجِفُ الأوصالُ
تَنتَظِرُ بِرحمَةٍ
بُوقَ القَدَرِ
وتَتَشابَهُ الأشياءَ
وتَتَفكَكُ ألوانُ
قوسَ قُزَحٍ
ويَسْوَدُّ لونُ الشُعاعِ
وتهطلُ من العينِ
بَقايا مَطرٍ
ويحاولُ الصباحُ
أَنْ يَخرجَ من الرَحمِ
يُحاولُ أنْ يَخرجَ
ليُمْعِنَ النَظرَ
يَنتظِرُ معجزةً
ليَرَ شَفقَ الحَياةِ
اَو يَنْشَقَ القمرُ
ويُحاولُ الرَحَمُ
أنْ يُخفيَهِ 
أو يَنفِيَهِ منَ
الوُجودِ
وتَنتَظُرُ النجومُ على
أبوابِ الرَحمِ قَدْ
مَلَّتْ مِنَ الظلامِ
وتَنتظرُ أيّامَ 
الوِلادةِ
لتفارقَ السماءَ
فَقَدْ اشْتاقَتْ
للضِياءِ
وتَنتظرُ الصُراخَ
لِيُولِدَ الأمل ُ
........................
 
مُنذر قُدسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق