بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 أبريل 2017

لم نعد نستغرب يا وطني /بقلم الشاعره/ يسرا حسين

لم نعد نستغرب يا وطني

 (بمناسبة يوم الآرض الفلسطيني 30 أذار )

آه يا وطني يا عرضي يا أرضي
كل أرجاءك باتت مضرجة بالدماء
كل ذراتك تصرخ من قسوتهم
ليتهم يسمعون نعيق الغربان
من هول جرائمهم وهمجيتهم
يا وطني لم نعد نستغرب
 لماذا زحفوا صوبك كالجرذان
كالجراد أتوا على كل شيء في ثوان
لم يسلم من أذاهم أخضر ولا يابس في أرجاء الوطن
لم نعد نستغرب تسلقهم لجبالك وهضابك
 لم نعد نستغرب كيف سطوا على حدائقك وسهولك
وكيف أغتصبوا الورود في بساتينك
لم نعد نستغرب يا وطني
لآنك الزيتون الأخضر
والبسمة على كل ثغر
و النسمة العليلة في كل فجر
لآنك الخير والبركة ومسرى الآنبياء
لآنك التراث والحضارة ومنبع الأصالة
لآنك مصنع الفخر والرجولة
لآنك أجمل الأوطان
يا لوحشيتهم وقسوة تلك العربان
حين تعاونوا معهم على أجتثات الزيتون
 وتجفيف شقائق النعمان
المخضبة بدماء الشهداء في غزة وجنين
يا لقسوتهم وجفاء قلوبهم
حين قتلوا البراءةفي أطفال الحجارة
وحاولواكسرشيوخك الركع منذ أزمان
ياه ياوطن بات سفك الدماء في أرجاءك
 بلا عدد ولا حسبان
ولكن خسئوا جميعا فأنت الآعلى والأبهى والآبقى
 ستبقى عصي على بني صهيون
وكل منافق ومتآمر من هؤلاء العربان
 ياه يا وطني لم نستغرب حين أعلنوا
بكل وحشية عصيانهم
لكل فصيح وبيان
وأعلنوا أنهم الآعلون
يتقولون أنهم يريدون تحرير أقصاك ودحر الأعداء
وهم من يتآمر معهم على كتم صوت الأقصى
 وأغتصاب زهرة المدائن
 ويصيحون نحن نعمل بشريعة الله والقرآن
خسئت قلوبهم وباءت تعاليمهم
 التي يستمدونها من بني صهيون
زهرة المدائن باتت تذرف الدمع كالأرامل والثكالى
 لتغسل دنس نفاقهم ووحشيتهم وتأمرهم
لم نعد نستغرب يا وطني
حين تقف العصافيرمغردة على أغصان الزيتون
والورود تبتسم حين يلثمها الندى
والقمح يتمايل في زهو كالعروس في الجليل
 والجميع يقول لبني صهيون
 لن تمروا في الحقول ولن تمكثوا في أرضي
 ولن تتعطروا بشذى عطري
فنحن الأرض و أذار وشقائق النعمان
 نحن التين والصبر وظل الزيتون
 نحن القوم الأصليون
 ياه يا وطني من عشقهم لأعداء الآمة والوطن
حين فتحوا المعابر في وجه بني صهيون
وأغلقوها بقسوة في وجه أطفال الحجارة
تركوهم يصارعون الويل ويموتون
ياه يا وطني كم من الآنبطاحيين
يتقولون ويتفوهون
أنهم للحرية والديموقراطية عاشقون
وهم من ساعدوهم على هدم أسوارك الشاهقة
 وقلاعك والميادين و تلك الحصون
 وأطاحوا بزعماء قلوبهم للقضية عاشقون
ياه يا وطني
كم من المجازر ارتكبوا على ثراك الطاهر
وهم يسيرون على أرصفة الريحان
 يستظلون بالزيتون
وبالياسمين يتعطرون
والآن يا وطني أعادوا ارتكاب جرائمهم بوحشية
  على ثرى الآوطان العربية بأيدي عربية فارسية
لم تسلم من أذاهم وشرهم
 ذرة تراب ولا تراث
ولا أنساب ولا أعراض إلا هتكوها
 وزيفوهاوخلطوهاكما تخلط الآجبان
بكل شيء باتوا يعبثون
وعرباننا صم بكم يعمهون
يتفرجون بفم فاغر وقلوب
لاهية في خمر ومجون
  ياه يا وطني ماذا أقول لك عن أفعالهم المخزية
كل شيء بات بأسماء يهودية حتى مدنك وقراك
وأسماء أطفالك وشوارعك وأزقتك القديمة
يا وطني أبكيك في الليل والنهار والقلب حزين
أخبرني بربك ماذا حل بعروبتنا وتلك الآوطان  ؟!
من أجل الصلاة في أقصاك
 بتنا نأخذ تصريحا من بني صهيون
لم يبقى لنا عروبة ولا هوية ولا إنتماء
 عرباننا ينشدون إلى القدس والأقصى نحن عاشقون
نفديها بالروح والدم  واليها نحن ذاهبون
وعظامنا من أجلها نشعلها وقود ونفجر أعماقنا بركان
وهم من سلمها لبني صهيون
  ياه يا وطني لقد هودوا كل شيء
عبثوا بتراثك وغيروا تاريخك نهبوا كل شيء
وغيروا معالم حضارتك وآثار الكنعانيين
 وما زال العربان يصدحون لعيون الأقصى نحن قادمون
ياه يا وطني لا تصدقهم أنهم يتشدقون
بات حال الآوطان أفظع من حال فلسطين
شعوبهم في كل البلدان مشردين
مزقتهم أيدي الصهاينة و المتاجرين بالوطن والدين
قطعوا جميع الأواصر والتألف وما زالوا يقطعون
فتحوا كل الدروب ومهدوها من أجل عيون بني صهيون
ساعدوهم متعمدين على بناء دولتهم
وحققوا لهم أحلامهم وهم يعلمون
أن الثمن فادح وكبيردماء أطفال فلسطين
 وسوريا والعراق والسودان والصومال واليمن
ولكن خسئتم جميعا فكل شيء زائل
 ولن يستمر مهما  فعلتم  من أجل أن يكون 
فلن يكون إلا ما قدر الله وشاء سيكون


شعر / يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق