خدعة ورد
الوردة وحواء توأمان
إذا أُغرمتَ بحُسنٍ
وتجرّعت زقوما
ترفَّعْ
قد تكون وردتك
أينعت في مقبرة الأشواك الضارية
أو سُقيت بماء أرضه مالحة
أو أهملها الساقي
حتى وهبها الظمأ بريقا
فتغريك وتركع
قد تسفدك أشواكها السّامة
حرباء بمساحيق وألوان منمقة
لا ألوان الله السامية
وتتوجّع
هو الجمال في الشباب
على العرش يتربع
ترى خطواته ممشوقة
وعيونه براقة
يزغرد.. يهتف.. يغني ويلمع
لكنه كالبدر تزول لياليه
وما نوره إلاّ من شمس
يرضعها خلسة
من قرن تشعّ
قد تكون أصباغ وردتك قناعا
وتويجاتها تفوح
لكنّ أريج ساعة لا ينفع
الورد ليس كلُّه عطرا يتوسَّع
وكم من طير نفق من سمه
وكم من فَراشٍ يبس من عبقه
وكم من هامة هامت ولم ترجع
يا عارضة الورد
اِرحمي الأفئدة الوالهة
وما الجمال إلّا نقاء الروح
اِسمعْ
فالرشوف عندما تزفر
تستشف منها عنبرا
فيطيب حوضك
وتقنع
كم من ورد رمى شباكه
بعبقه كصيد
لكن الطير امتص الرحيق
وحلق عاليا
وكم من ورد أذبلته العوالق
فتفسخ حتى صار عانسا
وكم من ورد نقلت فسائله
إلى غير تربته وبقي يابسا
وكم من ورد انكسر شوكه
وباتت الخفافيش ترشف لحسا
وكم من ورد ظل محميا .. نقيا.. صافيا
لا يماشي عصر العُري
أهمل في كفنه
وبهت نوره
وظل منسيا
فبعد التلقيح ينقرض ريحك
ويبقى الجمال في نسلك
محمد خالد / المغرب
الصورة من الويب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق