سبـع حفريّـات / بقلم الشاعر/ الأسعد الجميعي

* قصيدة "سبـع حفريّـات شعريّـة" (قصيدة تفعيلة)/ الأسعد الجميعي- تونس..

احفر هنا أعمق ممّن أبدعوا

آلهة على مقاس خوفهم من خوفهم..

للحجريّ ما شكت ريح الصّبا

عواصف البدء مزامير الصّدى

أبكار دندنات أوتار الهوى..

ما الشّعر إلاّ نبرات الذّبذبـة

احفر هناك بعد نهري دمعها

بسبع أقراط الأميرات اللّواتي خنّها

لأنّ قلب شاعر أعمى رأى 

سرّ الشّذا في عطرها شرق الملك..

"يَا لَوْعَتِي زهرة روحي عُلِّّقَتْ

ما بين ' بابل' وسماء متعبـة"..

احفر بأعلى الحلم غرب الملحمة

إلياذة اللذّات والذّات استوت..

لعلّ ' هوميروسها' لم يرتو

من خمرة 'الأولمب' ليبكي الآلهة 

وهم 'أخيل' خارج النصّ بلا قيثارة

والأغنيات دون شعر مجدبـة..

احفر بعيدا عن مسلّة المديح المخملي..

ها هم فحول الشّعر خلف الشّرفة

ها هم يضيئون كهوف الغربة

ها هم يعضّون على الجمر الشّهي..

من أخطأوا درب البلاط اللّولبي

من سلكوا طوعا صراط المسغبـة

احفر وراء هوس تيه ' الجرهمي'..

منابع الشّعر صحاري المنهل

حيث القصيدة التي لا تنسب

إلاّ لجنّي أو لمجنون صحا..

حيث يعيد الشّعر ما رمل محا

ليلثم النّحل رحيق التّجربـة

احفر قريبا من نبيذ المشنقة

لم يترنّح ساحر المعنى سدى..

لم يتبرّأ من قصيد التّهمة

"إفراط عشق للإله أو لأنثى أو وطن"

ها هو شاعر الأعالي في الذّرى

ها هو يعلو فوق دود الأتربـة..

احفر جنوب الرّوح صوب القافية 

احفر شمال القلب في ضلع الرّوي..

احفر لتبني سلّم البوح القوي

واصعد سماوات المجاز العالية..

لن يمنح الشّعر مفاتيح النّدى

إلاّ لمن صيغ  بنار الموهبـة ..