بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 7 أكتوبر 2017

همسات مراكشية /بقلم الشاعر/ كمال مسرت

همسات مراكشية
========= 
قصيدة بقلم
====== 
كمال مسرت
======= 

لأدافع عن الضفة المعزولة  من جسدي..
======================
تعال أيها الربيع العابر خلف أصوات ..
السماء ..
حين يكون الوقت ليلا ..
و احمل معك كل صلوات النايات ..
و البكاء ..
لا أبواب للريح يفتحها خصر ليلى ..
على البحر ..
اليوم ..
فكل مدن السلام بين البحر و الرايات ..
غناء ..
يا ليلى ..
لينة عذراء على هاوية كأس نبيذي تظلل الليل ..
و غربة القبر ..
قبل النوم ..
مصلوب أنت يا وطني تحت نجمة عابرة ..
زرقاء ..
احملْ حقائب خيبتي معك و بعض أخبار ..
اليوم ..
أيها المار بين الآهات و انتفاضة الأشلاء ..
و لا تخبر أبي و جدي الشهيد بعودة الموت ..
إلى حينا القديم ..
ارسم لي بيتا فقد دمر الصمت حلمي ..
و بيت الجيران ..
أيها الساكن امتداد الأطلال ..
على الدماء ..
و عودي للأرض التي أرضعتكِ الأحزان ..
أيتها الغيمة الرمادية ..
اصرخي و انفجري تحت تابوت قلبي ..
امنحيني يوما جديدا لأحرر شبرا منه ..
و أحتل بحيرة البتراء ..
أو أغتال سيقان الكرمل بقصيدة الوداع ..
أيها الزعماء ..
قف أيها الحمار العجوز بالوصيد ..
و اصدع بما تؤمر قبل ختم المؤتمر .. 
بالتصفيق .. 
و بالنعيق ..
كما قادتنا  الأعزاء ..
و احمل معك رصاصة و بندقية ..
و بعض الأسفار العبرية ..
و ذاك الجحش الأشقر ..
فالطريق إلى حيفا طويل ..
و ضع رماد الأطفال كحلا في عين الحمار ..
لكي يبقى حمارا ..
أيها الحمار العربي العجوز ..
أرواح زاهية تلمع في هذا الظلام ..
الدموع في ابتسامتي تَريمُ حدود الألم ..
على خريطة السلام ..
حنين الماضي اشتياق للبكاء ..
ذوق الكفاح ..
جهاد النكاح ..
تطهير الأرواح ..
تكبير و نباح ..
صياح و نواح ..
حتى انتهاء الحرب تُشَق الأبواب ..
يهبط الرذاذ ..
و ينمو الشجر في حَيّنا المدمر ..
من ينتظرني قرب قبري ..
ليدافع عن الضفة المعزولة ..
من جسدي ..
سمعت أنكَ لازلت هناك ..
تدافع عن الغد ..
في تمايل الشهباء ..
على أرصفة بغداد ..
أيّهَ الصمت العربي ..
ينزف الصمت من جرح الورد ..
و يكبر فيّ الكفاح ..
حين أنام تحت سماء أحواض النعناع ..
أرتشف قهوة الوداع ..
أرتب غضبي ..
و بحر الشمال و الماضي ..
و أزهار الجبال و رميم عظامي ..
لأدافع عن الضفة المعزولة ..
من جسدي ..
فهي التي أحب ..
أجل ..
سأكْشِط عشق الموت من عطر الياسمين ..
و أرحل ..
زيتونة ..
أو صرخة طفولة ..
من وراء برد المدن الضباب ..
إلى أعمق المعتقلات ..
إلى غار القديسة ..
سنغادرها قبل انسلاخ الليل ..
من حزن الصليب ..
لنبحث عن ..
 سماء .. هواء .. ماء ..
عن أرض لنا ..
عن وطن لنا ..
لم يبق لي شيء أتمسك به سوى الكلمات ..
سرب الشهداء ..
رحل بدون مراسيم الوداع ..
منذ ولادة الأغاني الأولى ..
لألاقيكِ بين حيفا و الظلام ..
قبل صيحة القدس الثالثة ..
فدعينا نرتب دقات قلبينا بأيادي الموت ..
و لنتهاد في وقتنا الحر ..
و لا نغتر ..
بالأنساب ..
كنت أظن أني أعرف نفسي ..
فنسيت ذكراكِ ..
يا سيدتي ..
لأبتعد عن لحظة القسم العظيم ..
و أمزق الخريطة القديمة ..
تحت قدميكِ ..
كان لي الرجاء ..
فتحولت تجاعيد وجهك ذكريات العصافير ..
و لم أنساكِ ..
أسير أسيرا يوما بعد يوم ..
خطايا سراب ،و عشقكِ لعنة القمر ..
سأرافقكِ ..
حتى نهاية حروف الانتفاضة و المطر ..
و أعود مطرا أو دموعا ..
بين مقلتيكِ ..
و أزهار الزعتر ..
لأقبر سادة العرب ..
عُوَاء الريح ..
تنحني الحشائش أمام سلطان الريح ..
فضية اللسان ..
و كان مديح الموت بلا صوت ..
كأني أخطو داخل خيالي لأستريح ..
و الرصيف رنين  أبجديتي ..
يمتص الظل و الغيم الأزرق أفكاري ..
فتعالوا أيها الأعداء فليس في مسدسي سر ..
أخفيه ..
أو أي طلقات ..
تعالوا أيها الجبناء فحروفي من نار ..
و إن عشقتُ تمطر السماء رصاصا ..
فاختبئْ أيها القمر الحزين في حضن الفجر ..
و اختبئوا يا زعماء الظلال في خوفكم ..
في منتصف قصر الأبدية ..
في أرواح تناجي همس البحر ..
تحلق بين رموش الخيال و ضفائر  الشهباء ..
تشق لي اسما على صفحات الإنجيل ..
و الليل ..
زعماء الصحراء يحصدون ترانيم الرحيل ..
يقبلون شفاه الغروب ..
في حضرت الموت كنت أغازل لذة الحياة ..
و أتحرش بكفني الأحمر ..
تاهت عيناها في ذكريات الطفولة ..
سيدتي ..
تمشي بخطوات ثقيلة ثابتة ..
سيدتي ..
و الحزن يحمل أفراحها البعيدة ..
و يرحل ..
مثلما هاجر عصفور الصبار جرحي ..
يموت آخر البيوت ..
حيث كان سيد الأرض يحكم الريح ..
و البحر ..
فتلألأت الجراح على جبينها الربيعي ..
المبتسم للموت ..
كانت وحدها في معزل ، و السادة ساهون ..
يلعبون .. يهربون .. يضحكون ..
على خيبتهم ..
الأحلام .. الآلام .. السلام ..
و الأشواق تحملني ..
أيه الكاهن أريد تأدية طقوس موتي ..
قبل أن أعترف بعشقي للسراب ..
للأغراب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق