تأملات قرأنية..نتابع كيف وضع الإسلام المرأة في مكانها اللائق ..وما يراد لها من الغرب العلماني فيما يسمى بتحريرالمرأة كمصطلح خداع للانطلاق إلى نظريات هدامة للمرأة وللمجتمع من أمثال نظرية التمركز حول الأنثى والثنائية والأحادية الصلبة والجندرية للوصول إلى الأحادية السائلة لنذوب في الكون لنصبح كالجمادات ..ملكة سبأ ( بلقيس ) فكما نعلم فإنها كانت الملكة على قومها الذين كانوا في غيهم يعمهون بعبادتهم النار.يكشف القرأن الستارعن رجاحة عقل تلك المرأة وأنها كانت جديرة بتلك الإمارة. نجد هذا في قوله تعالى - قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون - 32 - النمل .نجدها هنا تأخذ بمبدأ الشورى .فما انفردت بالرأي .ولايصدرهذا إلا من لدن حكيم خبيرعالم بمجريات الأمور .فلما كان رأيهم وردهم بأنهم قوم أولو بأس شديد وأنهم على أتم الإستعداد لخوض المعارك والحروب .لم تخدعها تلك الأقوال العنترية .بل قالت - إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون -34 - النمل - ومقولتها هذه تدل على أنها ذات حنكة سياسية وحربية وذكاء ودهاء .فقد تأكد تخمينها هذا لما عاد الرسول من عند سليمان وألقى على سمعها قوله - أرجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون -37 - النمل - ثم نجد أنها تضع الأمور في نصابها ويظهر هذا في قولها - قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم - 29 النمل - فدل قولها كتاب كريم على تبصرها بحقائق الأمور وهدوءها النفسي والعصبي وتعقلها فلا تأخذها العزة بالإثم .فلما جمعت الملأ للتشاور فكان ردهم كما عرفنا .ولكنها كان لها رأي آخر يدل على حنكتها وذكائها ورجحان عقلها .فقررت إرسال هدية كطعم واختبار لسليمان.بحيث أنه لو قبل الهدية فتعلم أنه كذاب في دعواه وأنه طالب دنيا فتتخلص منه عن هذا الطريق باغرائه بالمال .وإذا لم يقبلها فيدل على صدقه في دعواه .يتجلى هذا في قولها - وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون - 35 - النمل - .ثم أننا نجد نباهتها عندما تم نقل عرشها إلى مقرسليمان وسؤالها عنه فكانت الإجابة المناسبة تماما ولاتصدر إلا من أريب حكيم فقالت - كأنه هو - إذن هي لم تثبت ولم تنفي لأن العرش هو عرشها شكله ورسمه وحجمه ومساحته وحتى جوه ورائحته .ولكن كيف يكون هو وهي الآن في بلد غير بلدها يبعد عنه أميال وأميال .فكانت تلك هي الإجابة المناسبة تماما ويدل على ترويها وعدم تسرعها في إصدار الأحكام..ثم نجد أخيرا وثوقها في نفسها وكياستها لما أسلمت فقالت أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ..فلم تقل أسلمت ل .بل قالت أسلمت مع .أي أنها ساوت نفسها بسليمان في مقام العبودية لله الواحد القهار .وهذا يدل أيضا أنها قد آمنت بكل كيانها وأن سليمان نبي الله حقا . فلما ساوت نفسها بسليمان فإنه يدل على أنها أمنت جانبه وأيقنت أنه رسول كريم ليس بجبار ولا ظالم ولا معتدي .ويدل على ايمانها باقتناع دون أي ضغط .فيالها من امرأة عظيمة حقا فإنها قد حمت شعبها من الدمار والموت في خضم خوض الحروب .كما أنها كانت السبب في هداية شعبها إلى الدين الحق وترك عبادة النار- فنفعنهم في دنياهم بأن عاشوا عيشة كريمة أعزة ونفعتهم في أخراهم بأن أدخلتهم جنة ربهم بايمانهم هذا..والله أعلى وأعلم .محمود عبد الخالق عطيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق