بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 25 أغسطس 2017

هِــيَ الــدُّنْــيـا /بقلم الشاعر/ حسن منصور

هِــيَ الــدُّنْــيـا
الشاعر حسن منصور
*****
لا تَظُـــنّـوا بأن قَــلــبـي تَلاشى
أوْ أضـاعَ الإِحْـساسَ، كلاّ وَحاشا

كـلَّما مَـرَّ طــيْفُــكـمْ في خــيالي
طــارَ شـوْقـاً معَ الحَنـينِ وَجـاشـا

يذْكُرُ العُــمْرَ والسِّنينَ الخَــوالي
كيفَ عشْـتُمْ على الكَـفافِ وَعاشا

كيفَ كانَ العــذابُ مُــرّاً ألـيمــاً
وَصَــمَـدْنا ومـا أَرَيْـنـا ارْتِعــاشـا

كمْ ظَــمِـئْـنا وكمْ أوَيْـنا خِـماصاً
وَنـرى الـكَـرْمَ حَــوْلَـنـا أعْــراشا

كيفَ ذُقْنا الحِرْمانَ والصَّبْرُ قد 
أزْهَــــقَ أرْواحَـــنـا وأبْقـى حُـشـاشا

قَـطَـراتٍ مِـنَ الحَـيـاةِ اسْتَمَـرَّتْ
وَشَـلاً لم يَكُـنْ لِـيُـرْوي عِـطـاشا

وسَـحــابـاً نـراهُ بُـشْرى وَلـكــنْ
لمْ يَجُــدْ بِالغُـــيـوثِ إلا طَـشاشـا
********
آهِ يا عُـمْـراً كالسَّـرابِ تلاشــى
وَفُــؤاداً إنْ شَــفَّـهُ الوَجْــدُ طاشـا

عاشَ حِـرْمانَـهُ وَما ضَـلَّ يَـوْماً
بلْ مَـعَ الفَــألِ والـرَّجـاءِ تَمـاشى

طـابَ سَـيْـراً بِـصَـبْـرِهِ والتَّـأنّي
رُغـــمَ أنَّ القــتـادَ كانَ الفِــراشـا

ويُـداوي جِــراحَـــــهُ بـِيَـــدَيْـــهِ
إِذْ تَـنِـزُّ الـدِّمــاءُ مِـنْهــا رَشاشــا

وتَـضـيقُ الحَــيــاةُ شـيْئاً فَـشيْـئا
وَيزيدُ العُـمْــرُ القَصـيـرُ انْكِماشا

إنَّمــا لا يَحْـنـي الأبِـيُّّ جَـبـيــنـاً
ويَزيدُ الإصْــرارُ فـيــهِ انْتِـعاشـا

وهْــوَ يَدْري بأنَّــهُ سوْفَ يَفْــنى
وبِأنَّ الخُـــلــودَ لـيـسَ مَــعــاشـا

وبـأنَّ الـحَــيـاةَ شَـيْءٌ رَخـيـصٌ
ليسَ فـيهـا مـا يَسْـتَحِــقُّ نِـقــاشا

إِذْ تُـذِلُّ الكَـريـمَ قَـهْـراً وَرُغْـمـاً
وَتُــعِـــزُّ الـلّــئــيــمَ والـغَـشّـاشـا

تَرْفَـعُ السّاقِـطاتِ وَالمُسْــتَـبِـدّيــــــنَ 
وَمَــنْ كانَ فـاسِــقــاً حَــشّاشــا

ويكـونُ العَـفـيــفُ فيهـا غَـريـباً
لا يُـدانـي الـــرِّعـاعَ والأَوْبــاشا

ويَـرى أنْ يَعــيشَ عـنْها بَعـيـدا
بِضَـمــيرٍ عَـنِ القـبـيــحِ تَحـاشى

وَيَـمــــوتُ الأَبِـيُّ وهْــــوَ أبِــيٌّ
لـمْ يَكُــنْ قَـمّـــامــاً ولا قَــشّاشـا

نخْـلَــةٌ جَـفَّـتْ وهْيَ باسِـقَــةٌ لـمْ
تَحْـنِ رَأساً وَلــمْ تَـهُــنْ إعْـراشا
********
هذه الدّنْيا مــومِـسٌ ذاتُ عُـهْــرٍ
عَـفَّـنَـتْ وهْـيَ ترْتَـدي الأرْياشا

هكذا شأنُها، وَحَسْـبُكَ مِنْ دنْــــــــــيا
لِـئـامٍ تَجَـــمَّــعـــوا أحْــــباشـا

فَـأَجِــرْنا يا رَبِّ مـنهـا ومِـنْـهُـم
لا تَـدَعْ في حَــيـاتِـنــا إِفْـحـاشــا
****************************************************
الشاعر حسن منصور
[من المجموعة الثانية عشرة، ديوان (عندما تنكسر الدائرة)]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق