بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 26 أغسطس 2017

التُّفاحَـــــــة / سليمـــان دَغَش

التُّفاحَـــــــة / سليمـــان دَغَش

أعرِفُ أنَّ التُّفاحَةَ في يَدِكِ اليُسرى
لا تُشبِهُ أبَداً تُفّاحَةَ حواءْ
سَقَطَتْ تُفّاحَتُها ذاتَ سَماءٍ عَنْ غُصنِ الشَّهوةِ
كَيْ يَقضِمَها آدَمُ في فِردَوسِ الحوريّاتِ وَخَمرٍ لا يُسْكِرُ أبَداً
فَيَراها عارِيَةً كَيفَ خَلَقَها الله
لا أوراقُ التّينِ بما يَتَقَطَّرُ مِنْ لَبَنِ النَّشوةِ حولَ رخامِ الساقَينِ
ولا أوراقُ الكَرمَةِ فَوقَ مَهَبِّ الرّيحِ وحَرفِ النونِ
ستوقِفُ في آدَم نَبضَ المَوجِ وَمَدَّ الآهِ على شاطئِ سُرَّتِها البِكرِ
كَبُرعُمِ لوزٍ لمْ يَتَفَتَّحْ بَعدُ ولم يستأنِسْ دِفءَ الشَّمسِ الأولى
ورَذاذا يملأ تاءَ التأنيثِ فتندى
وَيَئنُّ على شَفَةِ النَّبعَةِ عَطَشُ الماءِ لِرِيِّ الماءْ

التُّفاحَةُ في يَدِكِ اليُسرى لا تُشبِهُ تُفّاحَةَ حواءْ
لمْ يَقْضِمْها أحَدٌ مِنْ قَبلُ ولَمْ يُسقِطْها نيوتُنُ،
 بَلْ أسقَطَتِ الشّمسَ على سُرَّتِها لؤلُؤَةً مِنْ بلورِ النّورِ
فَهَلْ أحَدٌ أنزَلَ قُرصَ الشَّمسِ مِنَ العَلياءِ 
وَأربَكَ  كُلَّ موازينِ الكَونِ سواها؟

التُّفاحَةُ يا سَيِّدَتي لا تُشبِهُ إلّا نَهدَيكِ المَذعورَينِ كَقُبَّرَتَينِ 
على سجّادَةِ كِسرى
لمْ يَقضِمْها أحَدٌ يَوماً فَدَعيها تَقْضِمُ قَلبي
نَبضاً نَبضاً
كَيْ تَبقى أشهى مِنْ تُفّاحةِ حوّاء الأولى
أشهـــــى،
لكـــــــنْ عَـــــــذراءْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق