ضجيج الصمت
تداعت من جحيم الحزن دمعاتى
و أجَّت من لهيب القهر أناتى
وحطَّم قصرى المعمور من زمن
براكين الأسى المسجون فى ذاتى
واُطفئ من لظاها البدر وانكدرت
بأفقى فى ظلام الليل نجماتى
وسارت شمس أحلامى بلا وهجٍ
بلا دفءٍ يذيب صقيع خيباتى
فلا يومى لدرب الحلم يأخذنى
ولا أرتاح فى حضن المساءات
كأن العمر أحلام مؤجلة
و ويلات تسافر بي لويلات
وما قد كنت أحسبه نجاحاتٍ
سرابٌ خلته يوماً نجاحاتى
وهزاتٌ مزلزلةٌ مدمرةٌ
تقوض من ضراوتها ولاءاتى
ومَنْ حولى خيالاتٌ مراوغة
وكم طعموا بكف الحب خيراتى
وكم شربوا سلافاً من ينابيعي
وما خبّأت يوماً عذب كاساتي
حيائي واحتراف الحب فى شممٍ
وزهدي سرُّ أوجاعى ومأساتي
ونبلُ القصد في قولي وفي عملي
بلا مللٍ يعانق طُهرَ غاياتى
و لولا أنَّ في قلبي وفي دمعى
وبين جوانحي تأوي بَقِيَّاتِي
لما قاومت في حزمٍ وفي جلدٍ
بإيماني صنوفاً من بليات
ففى قلبي محاريبُ الرضا نُصبت
وكانت قبلتي دوماً قناعاتي
متى يأتي غدي بالشمس في ألقٍ
يضئُ سنا توهجها مجراتي
تُهَدْهِدُ في ربيع العمر أوديتي
وتُوقِظ أعيناً وسْنَى لزهراتي
ويزهو البدر في ليلي بطلَّته
ويملأُ ضوؤه الحاني فضاءاتي
سئمت العيش فى شكٍّ وفى جدل
يسير بنا إلى جبِّ الصراعات
إلي تِيهٍ تضيع به ملامحنا
يضلّلُ خطونا نحو المرادات
ويأخذنا إلي المجهول فى زمنٍ
تَرَدَّى في سراديب الخرافات
سيبقى الحبُّ بَوْصلتي وخارطتي
لأقهر كل أسباب الحماقات
لعلَّ الله يرحمني ويعصمني
وَ يَحْطِمُ دائماً أغلال زلاتي
دكتور/أحمد مدحت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق