بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 مارس 2017

رجل من زجاج /بقلم الشاعره/فيحاء القطيشات

رجل من زجاج 
................
هذا العقل الذي يحمله الإنسان في رأسه بين كتفيه , هل هو مجرد الدماغ أم الأهم أن يكون راجحاً , فالعقل إن لم يكن راجحاً اصبح من زجاج براقاً لامعاً من الخارج لكنه من الداخل مجرد قوقعة جوفاء ويمكن وصفه بالأحمق إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق .......................
فنرى هنا كما كان حكيماً الامام الشافعي لأنه يضرب في أي أمر مثال في هذا الحياة وحياة تلك العقول التي من زجاج ونستبعد من تلك العقول التي تركض خلف لا شيء أبداً انما يردونا أن يصبح عقول تلمع فقط من غير وجهة نظر بل مجرد آلة محاكاة فقط يحاول ويحاول ولكن من غير نتيجة أبداً فيصبح هذا العقل من الزجاج هش من الداخل والخارج وما أكثر هذا النوع من العقول التي تكون لا نافع ولا ضار في نفس الوقت . وعلى علم من هذا نجد البعض من الرجال الذين يلهثون خلف أي أمر لمجرد الظهور ولكن يبقى السؤال ؟ هنا ما نفع الركض خلف السراب في رمال الصحراء ... ماذا يجنون هل هو حب الظهور بلمعان الزجاج ذاته أو الركض الى تلك الرمال المبعثرة من حولهم ؟ 
وهنا نجد ايضا قول الشاعر الفذ ... الامام الشافعي 
..................... 
عندما قال عن النفس في تلك العقول من زجاج صن النفس واحملها على ما يزينهـا تعش سالمـاً والقـول فيـك جميـل ولا تـريـن الـنـاس إلا تجـمـلاً نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ عسى نكبات الدهـر عنـك تـزول ولا خير فـي ود امـرئ متلـونٍ إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل 
................
يصف لنا تلك النفوس التي تشبه العقول من الزجاج عندما يجد من يقف وراءها يطعنها من الخلف عسى هنا ماذا يريد هذا الانسان من زجاج الذي لا يحب ان يرى غير نفسه وعندما يجد من هو احسن منه تعلماً فيحاول جاهداً من تقليص هذا الأنسان المثابر لكي يخرج من القوقعة الزجاجية يحسب أنه ملك له ولكن تلك النية التي تصدر من عمق عقل الزجاج تُبقى هذا رجل من زجاج فكما لا يريد أن يقتنع في تغير أسلوب الحياة من الاسوأ إلى الأحسن إلى متى سوف يبقى هذا العقل محصن في تلك القوقعة الفارغة والمملوءة بالوهم الذي يتلاشى في مهب الريح .؟ 
نرجع إلى خلف قليلاً سنجد في أبيات الشافعي كيف وصف لنا قلوب هؤلاء الناس وتفكيرهم وتعمقهم في هذا الحياة على الرغم من إصرار بأنهم الاحسن لأنهم لا ينظرون أبداً إلى التغير الذي يحدث أمامهم من التطور فيطورا من عقليته بالخروج من الزوابع المتلاشية هنا وهناك فالواجب أن ينظر الرجل من زجاج ماذا اصبح عليه حال من حاول للوصول إلى النجاح وهو في مكانه كما هو ينظر الى تلك القوقعة التي أحاط نفسه به 
........................
بقلمي
ملكة الرومانسية فيحاء القطيشات 
حقوق النشر محفوظة
10 / 2 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق