إلى الزمن البعيد
عرفتكِ في رُبى صغري
بأنّكِ لذّة التقطيعِ والإبداع في الشعرِ
عرفتكِ منذُ أن أطعمتني لبّ النجاحٍ وأنّ ذي الدنيا لنا تُغري
عرفتُ عليكِ أشياءً
تُداوي الجرحَ بالعسلِ
ونيلُ الفوزِ بالمُــــــــرِّ
عرفتُ عليكِ أشيــامًا
تحلّي اليومَ بالأدبِ
تُصلّحُ لكنــــــــةَ الثغرِ
كلامُكِ كالصدى العالي
يُدوّي عالمًا خـــــالي
يُفجّرُ كــــلَّ أغلالــي
زمانُ الأمس يدفعني إلى التعبير يا أملي
كأنّـــــكِ نبعُ أبطالِ
مضى فوق النوى زمـــنٌ
ورغمَ طوالهِ أبقى مُذكّرةً على الغالي
سواكِ الشعرُ في كمــدٍ
وليستْ محضُ إيجازٍ و أقوالِ
فلا يحتلّ عرشكِ زائفٌ حتى
ولو بممالك التيجان قد فازا
وليس لديّ ممدوحٌ سواكِ وليس لي خلٌّ
ولو بمشاعري حازَا
أتجهلني؟
أيا ذهبًا... أيا... عسلًا...أيا مطرًا
أيا ثلجًا...أيا برَدًا...أيا بحـــــرًا
ستنطقُ كــــلُّ أشعاري
هياجَ الريحِ والنـــــــارِ
تزلزلُ كلَّ أفكــــــاري
سأُظهرُ بندَ إشعــــاري
طريقُ الموتِ للغـــــارِ
فأفشي بيتَ أسراري
بأن...الشكَّ إذنابٌ
وأنّ الحــدسَ إخرابٌ
خصامُ الناسِ أحبــابٌ
أيصلحُ فيهِ إعــــرابٌ؟
عزيزُ القلــبِ مِقلابٌ
إذا الحيّــــــاتُ تنسابُ
كثيـــــرُ اللّغزِ ثرثارُ
على الأوزانِ معيــارُ
...فتقليلٌ وإكــثارُ
جياعُ القومِ حُضّـــارُ
جميلُ الوجهِ مشـــرارُ
طريقُ الشّر سيّارُ
تعلّمتُ الكثيرَ بكِ
فكانَ الطفلُ في البِركِ
صبايَ يكونُ أتعبكِ
سواكِ الشعرُ في لُججٍ
فيغرقُ كلّ مُندرجٍ
إلى العصيانِ بالحرجِ
عرفتكِ كم تساوي يا أساسي أنك الآسي
تلينُ الجندلَ القاسي
فيا أنتِ الهوا الصافي الذي مسّ الجوى الخافي
أقولُ لهُ...وأُعْلمهُ:
تراكَ طفولتي ناسِي
ذنوبًا فوق عُكّازي
أيا ناسي ذكا الناسي
بلونِ الماءِ والماسِ
سأحيي كلَّ إحساسي
أغذّي فروةَ الراسِ
أيا أيْكي..
أيا بنكًا لإفلاسي
تسيلُ عباءة الناسِ
فترقصُ كلّ أجراسي
سمعتُ النصّ في الدرسِ
يقولُ الطفلُ يا فأسي
أريني ثمرةَ الغرسِ
عرفتكِ يــــا مُعلّمــــتي
بأنّكِ مُهجةُ النّاسِ
بأنّكِ حكمةُ النّـــاسِ
تُليني الجندلَ القاسي
من الزمنِ البعيدِ أعيدُ أفكاري
أعيد...جمالَ أشعاري و أنفاسي
فشعرُ الحرِّ يا شاعــــــرْ
يُنادي مُهجةَ الناسِ
ببحرِ الهزجِ والوافـــــرْ
يُنادي فوقَ أبياتِ
يُنادي دونَ أصواتِ
إلى زمنٍ بحبرٍ أسودٍ عاتِ
يُنادي فوق أبياتِ
إلى الزمنِ البعيدِ وكيف حالهُ للنوى الآتي
أصيـــــــــل الشعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق