بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 أكتوبر 2017

مأساة إمرأة( ١٧ ) بقلم الشاعره/ أمال مصطفي الشامي

فى هذه الأيام كان العيد الكبير على وصول .. ولكنى تفاجئت بالعادات الغريبة التى لم أعلمها وهى إننى منذ هذه السنة لم تعد أمى تشترى لى ملابس العيد كما تعودت .. بل أصبح شرف هو المسؤل عن شراء تلك الملابس .. تغيرت عادتى التى اعتدت عليها منذ صغرى وأنا أضع يدى فى يد أمى ونشترى ملابس العيد سويا .. أصبحت الأن أمسك بيد أخرى . وهى يد شرف .. فقبل العيد بأيام أخذني شرف إلى وسط البلد ليشترى لى ملابس العيد ولأول مرة أشعر بسعادتى فى شرائها كالطفلة التى لأول مرة تشعر بالحرية فى إختيار ملابسها بنفسها دون مشاركة أمها التى تخاف عليها من عيون الناس ولكن هذه الحرية تحولت إلى خجل عندما أوقفني شرف أمام فاترنية الملابس وطلب منى أن أختار كنت أخشى أن يكون اختيارى غالى الثمن وكنت أخشى أيضا أن أختار شيئا رخيصا حتى لا يكون زوقى رديئا .. فلذلك قررت أن أتخلى عن حريتى وأترك لشرف الإختيار وأنا أعلم جيدا إنه سوف يأخذ عنى فكرة التردد أو انعدام الشخصية ولكنى لا أهتم إلا بشيئا واحدا هو إننى لا أريد أن أكون عبئآ عليه فلذلك تركت له إختيار ملابسى وأنا على ثقة باختياره .. وبالفعل أختار لى شرف ( ديريل) متناسق اللون تحمل معظمها اللون الوردى . طلب منى شرف أن ارتديه داخل المحل حتى يراه إذا كان مناسبآ أم لا .. وبالفعل ارتديته وظهرت به أمام شرف وكنت أرى جمالى فى عينيه .. كان يوما طويلا جميلا ممتعا .. حيث أننا بعد أن اشترينا طقم العيد ذهبنا إلى( الحسين) ثم إلى ( ماسبيرو) ثم إلى (النيل) وكانت المسافات بينهم بعيده ..كنت أشعر فى كل مكان منهم بشعور مختلف عن الأخر حيث إننى ولأول مرة أذهب إلى الحسين وأزور هذه الأماكن الرائعة وأرى هذه المناظر المدهشة وكأننى فى عالم آخر بعيدا عن عالمى المعتاد .. انهينا اليوم بعشوة لذيذة فى مطعم بسيط فى حى متواضع .. ونحن فى طريقنا إلى المنزل ذهبنا إلى محل المصوراتى لنستلم صور الخطوبة وكانت هى فرحتى الحقيقية وأنا أرى نفسى بجواره فى ألبوم واحد يسمى ألبوم الخطوبة .. كما إننى تفاجئت ببوستر كبير الحجم مع ألبوم الخطوبة يحمل صورتنا بالحجم الكبير .. حملتها  بيدى والفرحة تملأ قلبى . وذهبنا إلى منزلى . كنت طوال الطريق أنظر له وأنا ابتسم وأقول مش قادرة أصدق إنى شايلة صور خطوبتنا ..صور أجمل يوم فى حياتى . وصلنا إلى المنزل جلس معى شرف قليلا ثم حان وقت رحيله وقمت معه لتوصيله كالعادة .. وعندما خرجنا بره الشقة اتفاجئت به يعطينى ٥٠ جنيه قائلا : دى العديه بتاعتك .. سحبت يدى من يده وقلتله : مينفعش .. لقيته بيقولى إيه اللى مينفعش يا عبيطه  ده إنتى هتبقى مراتى .. فرحت بهذه الجملة التى أسمعها منه للمرة الأولى والتى جعلتنى أشعر إننى ملك له .. أخذت منه العيدية وقررت فى نفسى أن أحتفظ بها ولم اصرفها مهما مرت الأيام .. ذهب شرف وقبل الفجر بساعتين أرسلت له رسالة قلت فيها ( اعطينى وعد انك معى طوال الأيام وأعطيك عهد إنك حياتى وذاتى أخاف تتعبنى معك وارسم أحلام والقاك بكره صرت من ذكرياتى ياحلم  عمرى خايف تصبح أوهام أنت الحياة وكيف بعدك حياتى ) وبعد يومين كان هو صباح يوم العيد .. إنه الصباح الذى يذكرني باليوم الذى رأيت فيه شرف من شرفتى حينما كان يبحث عنى .. نعم إنه نفس الصباح .. نفس الشمس التى كانت تطل علينا ولكن لم يكن شرف واقفا بالأسفل كما كان المشهد فى العيد السابق بل إنه اليوم جالسا فى قلبى متربعا بين ضلوعى .. وبعد لحظات .. تفاجئت برسالة من شرف يقول فيها ( عاجل : الخرفان تدعو غدا مليونية سموها خليك نباتى وانقذ حياتى " عيد سعيد" ) ضحكت كثيرا على هذه الرسالة ثم رديت عليه برسالة وقلت( اهديك عطر الورد بألوانه وأرسل جواب أنت عنوانه واهنيك بقدوم العيد وأيامه كل سنة وأنت طيب يا حبيبى والعيد الجاى إن شاء الله أكون فى بيتك مراتك وحبيبتك بحبك أوى ) .. وفى المساء حضر شرف لنخرج معا فى أول عيد يمر عليا وأنا معه .بل أول عيد اتزوق لذته وأشعر بفرحته .. كانت الشوارع مزدحمة ولكنى كنت أشعر بسعادة كبيرة وأنا أتجول معه فى إحدى الشوارع .. دخلنا محل بيتزا .. أكلنا سويا ثم خرجنا لنكمل جولتنا . كنا نتحدث طوال الطريق عن المستقبل والحياة الزوجية كنت أرسم معه أحلامي و أمالى التى ولدت على يده وكان هو الذى يلونها ويجملها . كان يساعدنى كثيرا أن أخطو داخل هذا العالم إلى الأمام بشجاعة وجراءة . كان يعلمنى أن أفتح قلبى للحياه . وكانت جملته المعتادة لى هى ( اعملى كل اللى إنتى عايزاه لكن فى حدود الصح ) ولكنى للأسف كنت دائما أشعر إننى أفعل الخطأ وهو استسلامى لأحضانه كلما أشتاق إليه .. الخطأ الذى بالنسبة لى هو المكان المقدس الذى أشعر فيه بالأمان والراحة . المكان الذى اختبئ فيه من نفسى ومن العالم بأكمله .. إننى حقا لا أعرف هل أحضانه بالنسبة لى مصدر الأمان فعلا أم خطأ  ارتكبه دون أن أشعر . أم إنه الحب .. الحب الذى يجعلنى لا أستطيع أن اسيطر على لهفتى عندما أراه .. كانت تمر الأيام ونتقابل أنا وشرف حيث كان اشياقى له يطاردنى فى كل مقابلة تتم بيننا وفى كل مرة اشتاق له فيها ألقى نفسى فى أحضانه بكل براءة ففى أحضانه تسكن روحى التى ترد لى عند لقائنا .. أحيانا كنت أراقب نفسى حين أشتاق له .. حين أحتاج لاحضانه كنت اتعجب من ذالك الشعور الغامض الذى يتحرك تجاه شرف دون إرادتي فأنا  لا أفهم نفسى حين اتلهف لرؤيته لا أفهم نفسى حين يأتى اشتياقه بداخلى فجأة . لا أفهم نفسى حين أحتاج أن أسمع صوته . لا أفهم نفسى حين القى بنفسى داخل هذا الحضن الذى يشعرنى بالأمان والاطمئنان الذى لم أشعر به منذ طفولتى .  كنت أخاف من تلك المشاعر التى أعيشها مع حبيبى لأول مرة مشاعر الحب والاشتياق واللهفه كنت أقول بداخلى  كيف أحب رجل واشتاق إليه واتلهف لرؤيته ؟ كيف لى أن أفعل ذالك ؟ وكيف اجرؤ ؟ ولكنى مازلت أسأل نفسى هل مشاعرى تجاه شرف هى مشاعر طبيعية تحدث بين كل الحبيبة كما قال لى شرف من قبل ؟وبمرور الأيام اكتشفت إن خوفى فى محله وإن احتياجى لأحضانه جعله يتكبر .. نعم تغير وبدأ ينشغل عنى تبدلت لهفته.. وقل اهتمامه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق