بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

كم سنة ؟..بقلم الشاعر/ كمال مسرت

همسات مراكشية
========= 
قصيدة بقلم
====== 
كمال مسرت
====== 
كم سنة ؟..
====== 
كم سنة ؟..
و قلب لنا جريح ..
 يحبو ..
على صراط الملح ..
إليكَ أيها الوطن الشهيد ..
ينثر الأحزان على شرفات العشاق ..
من البدو  و أهل البحر ليستريح ..
في ظل زنزانتي هذه و سجاني ..
يحمل أوزار التاريخ و أطماع الزعماء ..
على كاهل الريح ..
ينسج من زفرتي أرقى المعاني ليصير حكاية أو قصيدة ..
ترتلها نايات الصمت و تحويها حكايات المساء .. 
كَمْ سنة انقلابية ؟..
و أياد الخفاء ترسم لنا الطريق ..
إلى ضفاف الجنة ..
إلى الشتات ..
بين سراب الأبدية و بنفسج الغباء ..
كم سنة ؟..
و سادتنا الأذلاء يبيعون التراب و الرفيق ..
لكِ أيتها السيدة العجماء ..
كم سنة ؟..
و أنامل الموت الأثيرية تمَشِّط الحي العتيق ..
من حيفا إلى يافا ..
 من الخليل إلى الجليل ..
و من القدس إلى أبي الهيجاء ..
تغتال في أحلامي الصلاة و الطفولة ..
ترتب نعوش العابرين إلى الأقصى و الشهداء ..
حسب الجنسيات و حروف الهجاء ..
كم سنة غبراء ؟..
و اليهود يشقون للطوفان فينا الطريق ..
بين الخليج و الصحراء ..
و بين الصحراء و الخليج ..
و إلى المغرب يصبو ..
قل وداعا أيها القلب لجسدك الشفاف العتيق ..
قل وداعا ..
و ارحل مع غيمة الأنبياء ..
الأخيرة ..
ميتا أو سيدا حرا ..
قبل حلول المساء ..
قل وداعا ..
فقد تخر القبة في حِجْر الهيكل لتربو ..
كم سنة ؟..
و نحن نبيع الوطن و العرض لكل زنديق ..
حجرا حجرا ..
جسدا جسدا ..
حرفا حرفا ..
تملقا و تزلفا ..
لأمريكا .. فهي الصديق ..
تبا لنا ..
سحقا لنا ..
الويل لنا ..
فلنا الفناء و لليهود البقاء ..
كم سنة ؟..
سنبقى يا أمة السلام سُجّدا لعجل السامري الحريق ..
و الألواح في ظاهرها جهاد و ابتلاء ..
كم سنة ؟..
و الحاكم العربي يرتشف من صمتكَ الرحيق ..
يغويكَ بأنوثة لغتي العفراء ، و تبرج العنقاء ..
قبل موتها ..
في أحضان الصباح ..
يسرق من كفكَ الحجارة و الدقيق .. 
و بقية الوصايا العشر والهواء ..
بريق الفجر بين الشام و الحجاز كسهمي يكبو ..
كم سنة ليلية ؟..
سأقول لكِ يا أم الشهداء و الأنبياء ..
يا أم العذراء و  المسيح ..
و يا صاحبة الجرح السحيق ..
لا أحبك سيدتي ..
حين يتصاعد عطر دمعتك من خبزنا الصباحي ..
ليعطر أرواح الشهداء ..
في ذاكرة الشتاء ..
بل كم أعشقكِ و أنتِ في حلة البكاء ..
عروسا .. 
يا صغيرتي ..
و لعرش الجنس فوق نهديكِ و بين فخديك أصبو ..
و أصبو ..
 و أصبو ..
ككل الغرباء ..
كم سنة ؟..
و عشقي لكِ يموت و يحيى ، يغفو فيك و لا يفيق ..
أعانق فيك أوراق الشعر و دفء الدعاء ..
و أرحل روحا في صرخة الشهباء و العراق ..
حين تناديني ..
و كل الملائكة الذين أحبهم من السماء ..
من ثقوب الظلام ..
بحثا عن أطفال لي أخفيتهم في دمعة بغداد و دمشق .. 
و آخرون نسيتهم تحت أطلال حلب و السويداء ..
في الموصل و كربلاء ..
سأبعثر نفسي بنفسي على الخريطة .. لأبحث عن شظايا وطن ..
عن زهرة على شرفة حلمي ..
تحمل جسدي نعشا غريبا .. تلقيه في غيابة الاغتراب .. 
وراء البحر .. ثمة المنفى ..
و تركض مع أول حروف قصائدي حتى نهاية الشتاء ..
كان الربيع الخريفي تذكرة عبورنا دون تذكرة من بقايا أرضنا ..
إلى تخوم السماء ..
كمْ سنة ؟..
و نحن صامتون ..
 خائفون .. 
راكعون .. 
ساجدون ..
كم سنة ؟..

بقلم : كمال مسرت
المغرب الاقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق