بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 أغسطس 2017

هتاف يحمله البحر /بقلم الشاعر/ محمد الأنصاري

الى طنجة (هتاف يحمله البحر)
.............................................
لَمْ تَعُد الكلمات تَشفي غَليلَ الوَرَق
والدواة تَنزِفَ التُرَّهات
غائِرَةٌ في اعماقِ الجُرحِ آهات الاشتياق
والنَزفُ يُمطِرُ البَحرَ رَسائلَ من وَلَه
مَوشومَةٌ بالجوعِ بَعدُ شِفاهُ قَصائدي
إذْ يَركَب البَحر خيول الاغتراب
يا صَهَوات المَراكب هَلْ مِنْ خبر
اما مِن صدفةٍ تَحملُ هِمسةٌ مِن بعيد
فَتَضرِم نارَ الحياة في مواسمِ البَرد
كي يَذوبَ عن جَسدي الجِليد
غافية لا تَدري ما خَطَّ النَوى
إذ يَرسُم على وجهي خَرائط
ويَمُدُّ بالأخضر المُزرَقِ أوردتي قَصائد
قُدّي قَميصَ الليل
فيوسف في السجنِ يُجادل سَيلَ الأُمنيات
من بعيد
احاورُ وَجهَكِ
من بَعيد
فما بينَ بَغداد و طَنجة حُلُم أو يَزيد
من بَعيد
تنادي عَليكِ قصائدي كما السياب 
حينِ أعياهُ البُعد فنادى عَبرَ الخَليج
لكنهُ البَحر يَسرِقُ صَوتي فيَخورُ النَشيد
قُدّي قَميص الليل
اثلمي سماءَ القَصدير ولو بحلم
عَلمي لَيلي نَشيدَ العاشقين
زوري عَتبات عُيوني حينَ إِغماضة
كي أبني لكِ وسط العين مقام
وكلما هزني الشَوق ازور
وأنثرُ عِندَ صورَتكِ النُذور
مازالت بِعيدة دياركِ
و طَنجةَ بثوبِها الأبيض تُخفيكِ عني
فألبسُ السواد
وأُعلنُ الحداد
وأنزفُ قَصائدَ مقطوعةَ الرؤوس
من بعيد
مَدَّ طيفك أكفانَ الغَسق
فنامَت الحروف بحزنِها
وسَقَطت عن شجرةِ الشعرِ القصيدة
لكن عُكازا هناك 
مازالَ ينتظرُ المَراكبَ ان تَعود 
من بعيد
كي يُطلِقِ البِشارات نَشيد
محمد الانصاري
بغداد آب 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق