بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 أغسطس 2017

اِنْصِهَارُ يَوْمِ العِيد /بقلم الشاعر/ معروف صلاح

معروف صلاح    
شاعر الفردوس
يكتب : قصيدة ( اِنْصِهَارُ يَوْمِ العِيد )
من ديوان العيد
.....................................

اِنْصِهَارُ يَوْمِ العِيدِ

كَجُلْمودٍ أَبَى أَنْ يُذَابَ 

فِي مَاءِ القِطْرِ أَوْ فِي الحَدِيد

فِي حُلْمِ الرِّحْلَةِ وَرِحْلَةِ الحُلْمِ الأَكِيد

عِيدُكُمْ سَعِيدٌ بِالجَدِيد

وَعِيدِي مَيِّتٌ وَشَهِيد

فَاخْتَرْ يَافَنَانَ المُوَاعِيد

الابْتِزَالَ أمِ الاِعْتِزَالَ

فَمَا عَادَ شَىْءٌ بَيْنَهُمَا

 يُرْجَى بالتَّحْدِيد

فَالاِعْتِدَالُ مَاتَ بالمَوَاجِيد

وَبِأَىِّ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيد ؟؟

...................................

وَعَلَى كُرْسِيِّ المَوْتِ

أَجْلِسُ وَئِيدًا

 أُبَعْثِرُ الأَوْرَاقَ وَحِيدًا

وَأَطْوِي صَفْحَةَ الشَّرْقِ القَدِيمِ 

المُغَلَّفِ بِالنَّدَى

 وَكَمْ تَهَزُّنِي تَلْكَ الكَلِمَاتُ المجيدة 

فَأَلُفُّ سِجَادَةَ النُّورِ إشْرَاقَاتٍ وهُدَى

 وَأَخْفِضُ البَهْوَ بِالتَّرْتِيل 

وَأَخُوضَ البُحُورَ بالتَّنْزِيل 

وَأُهَاجِرُ لِلزَّمَانِ النَّبِيل

 وَأُوقِظُ الأَزْهَارَ مِنْ مَكْمَنِهَا 

وَأَفْرِشُ الشَّذَى بِالعَبِير 

وَأُطْلِقُ العَنَانَ لِمُخَيِّلَتِي

وَالعِقْدُ الفَرِيدُ فِي رُبُوعِ الظَّلَام

 فَتَخْرَسُ حَنْجَرَةُ الكَلَام

وَيَنْعَقِدُ اللِّسَانَ فِي خُيُوطِ الصَّمْتِ 

بالتَّشَابُكِ والاِنْسِجَام

 وَتَرْتَعِشُ فِي مَخْبَئِهَا ذَاكِرَةُ السُّكَات

وَأُوَاصِلُ الرَّحِيلَ وَصَلَوَاتِ التَّرَاوِيحِ 

 بالعِتَابِ والمَلَام

..................................... 

وَأَرَى جِنَّ سُلَيْمَانَ يُرَاسِلُونَنِي بالسَّلَام 

وَأَذْكَارِ المَحَبَّةِ والوِئَام 

وَالقَلْبُ يَبُوحُ بِمَكْلُومِ الجِرَاحِ

مِنْ عُيونِ الأَنَامِ وَفِي غَطِيطِ السُّبَات

 فَأَرَى الشَّرْقَ القَشِيبِ يُرْخِي الزِّمَام

 فِي دُولَابِ العِصْيَانِ والنَّدَمِ وَالخِيَام

 فَيَسْقُطُ مِنْ ذَاكِرَةِ البَوَاحِ هَديلُ اليَمَام

وكُلُّ أَشْجَارِ التُّفَّاحِ بالتَّجَلَّيَات

  وَبالحُسَامِ وبِالسِّهَام

كَمَا عِمَارَاتِ الغَابَاتِ الأَسْمَنْتِيَّة 

وَتَهِيمُ وُرَيْقَاتُ الغَزَلِ النَّرْجِسِيَّة

 تَشْتَاقُ لِحَرَسِ السَّمَاء 

وَخَرَسُ اللِّقَاءِ دَاءٌ مَا لَهُ دَوَاء 

وانْقِطَاعُ الوَحْيِّ يُجْلِدُ الذَّاتَ بالذَّات 

.......................................

فَهَذِهِ نَبْتَةٌ سُوءٍ سَوْدَاء

مُغَلَّفَةٌ بِالسُّمْعَةِ والرِّيَاء

وَهَذِهِ دَوْحَةٌ خَرِيفِيَّةُ الاِنْتِمَاء 

تَخُونُكَ يَا وَطَنُ وَتَشْتَهِي البَرَاء 

وَتَشْتَكِي الاِنْصِيَاعَ بالصُّدَاعِ والصُّرَاخَ 

 بالصِّيَاحِ والصِرَاعَ بِالصَّرَعِ والسَّأَم

وَتَجْلِبُ الأَعْدَاءَ مِنْ السكَنِ وَإِلَى السَّكَن 

وَتَقْطَعُ التُّفَّاحَةَ وَالمَسَافَةَ وَالأَيْقُونَةَ

وَ الزَّيْتُونَةَ بِالشَّمَم

والوَشْمُ والمَسَامَةُ فِي تُورْتَةِ العَدَم

 وَتَجُزُّ الوَسَامَةَ بالسِّكِّينِ وَالقَطَر

وَمَا أَدْرَاكَ مَا القَسَامَةُ وما قَطَر

لَا تُبْقِي القَسَاوَةُ وَلَا تَذَر

..................................

وَهَذَا النَّفْطُ بِالوَقاحَةِ تَشْتَاقُهُ عَدَن 

وَتَتُوقُهُ كَمَا القَاتُ وكَمَا العَفَن 

بِحَقِّ حَرْقِ حَرْفِ طَاوِلَةِ الشَّجَن

 قَطَعْتُ تَلَاحُمَ غُرْبَةِ الزَّمَن

وَفَتَحْتُ كُتِبِ السِّحْرِ وَالكِهَانَة 

وَبَحَثْتُ عَنِ القَدَاسَةِ والنَّدَامَة 

بِالوَخْزِ فِي مَوْرُوثِ الثَّقَافَةِ بِالعَتَامَة 

واخْتَصَرْتُ ( تَارِيخِ الأُمَمِ ) بالشَّهَامَة

  وامْتَطَيْتُ نَاقتِي العَرْجَاء 

.........................................

وَوَاصَلْتُ الرِّحْلَةَ بِالجَفَاء

والتَحَفْتُ خُطَبَتَيَّ العَصْمَاءَ وَالبَتْرَاء

بالنِّعْمَةِ والنِّقْمَةِ والشَّقَاءِ والرَّجَاء 

وَاحْتَكَّ اشْتِعَالُ العِضَالِ بالوَبَاء

 وَلَا مِحْبَرَةٌ وَلَا رِيشَةٌ وَلَا قَلَم

 تَكْتُبُ مُفْرَدَاتِ الوَهَن

وَتُزَخْرِفُ الحَرِيرَ وَالقَطِيفَ بِالعَهَن 

وَتَنْقُشُ الحِنَّاءَ بِيَدِ الطَّاعَةِ والوَلَاء

وَلَا مَزِيدَ وَلَا اكْتِفَاء ولَا ارْعِوَاء

.......................................

وَأُوَاصِلُ رِحْلَتِي العَرْجَاء

 وَدَعَوْتُ بِالعَطَاءِ رَبَّ السَّمَاء 

فِي لَيْلِ القَهْرِ تُرَاوِدُنِي قَاهِرَتِي بِالزَّهَاء

وَبِالاِنْقِطَاعِ والاِنْطِيَاعِ والاِنْطِبَاعِ 

والاِمْتِعَاضِ وَأَحْرُفِ النَّمَاء

وَقَرَارُالعَسْفِ مَغْمُوسَةٌ فِيهِ أَقْمَارُ الثَّرَاء

وَهَمَسْتُ فِي سِرِّي وَجَهَرْتُ فِي عَلَنِي

انْقِذْنَا يَا اللهُ فَصَعَدَتِ المَلَائِكَةُ بِالدُّعَاء

.......................................

وَوَاصَلْتُ المَسِير

 وَهَؤلَاءِ أُخْوَةُ التَّحْرِير

وَقَابَلْتُ صَفْوَةَ الشَّيَاطِين

 رَئِيسُهُم يَعْشَقُ الفِخَاخَ للنِّمُور

 وَقِنِّينَةَ الخَمْرِ لِلخَنَا والفُجُور

 وَيُسْهِبُ للكَذِبِ بالتَّمْرِير

وَدَخَلْتُ رَبْوَةَ المَيَادِين

 فِي مَلَاعِبِ الغِشِّ والخِدَاعِ

وَجَدْتُهُ يَقْتُلُ العُصْفُورَ فِي العُشِ 

وَيَذْبَحُ زَعِيمَتَهُمِ بالتَّقْبِيلِ وَبالاِلْتِيَاعِ 

 فَعَلَيْكُمُ اللَّعْنَةَ أَجْمَعِين

...............................

 وَصَلْتُ هُنَا للشَّامِ ولِبَرِ الأَمَان

 وَصَوْتُ البُغَامِ يُنَادِينِي بِمَعْسُولِ الكَلَام

عَلَى كُرْسِيِّهِ المَعْرُوشِ واللَّفَّافِ 

 يُقَاضِينِي وَيُتَوِّجُ الظَّليمُ فِي اللِّجَام 

يَرْفُضُ الاِنْصَهَارَ والاِجْتِرَارَ والفُتَات

 وَيَرْفُضُ الاِنْبِهَارَ والتَّوْقِيعَ  للغَرِير

     وَيَرْفُضُ المَمَاتَ وَيُنْعِشُهُ الاِهْتِزَاز

بِرِسَالَةِ التَّهْدِيدِ وَالتَّغْرِيد

.....................................

مِنْ مَالِكِ الحَزِينِ لِزرقَاءِ اليَمَامَة

تُدُاعِبُ الكَنَارِي جَوَانِحُ الزَّقْزَاق

 وَإِذَا تَرَاقَصَ المُوبَيِّلُ الهَزَّاز 

بِمُهَاتَفَةٍ مِنَ السَّيِّدِ البَعِيد

وَقَّعَ بِالتَّنَحِّي وَالاِنْجِبَارِ

 وَأَتَمَّ الأِنْجَازَ والاِنْكِسَار

 وَقَصَدَ السِّكَّةَ بالاِعْتِرَاف

فَجَبِينُهُ يَقْطُبُ بِالرَّنَّات 

وَأَسَاوِرُ العينينِ مَعْصُوبَةٌ لَا تَنَام

يَعْرِفُ الطَّرِيقَ للاِغْتِرَافِ 

والدَّوَرَانَ والاِلتِفَافِ

 وَيُحَقِقُّ الاِنْتِصَارَ بالرَّوَغَان

كَمُحَارِبٍ قَدِيمٍ أدْمَنَ الاِنْضِمَام

لِطَاوِلَةِ الحَيْضِ والتَّعَاسَة

أَلْهَبَهُ القَدِيدُ والجُزَامُ والنَّجَاسَة  

وَيَعْزِفُ المَقْطُوعَاتِ وَيُسَرْبِلُ النَّغَمَات

كَنَاشِزٍ وَمِغْوَارٍ لَا يُلَامُ بِالحَدَاثَة

فَأَيْنَ بَنِي أُمَيَّةَ الكِرَام ؟؟

وَأَينَ بَنِي مَرَوَان ؟؟

.................................

وَاصلْتُ المَسِيرَ والمَسِير 

وَهُنَا العِرَاقُ الأَبِيُّ الحَزِين 

مَلْفُوفٌ بِخِرْقَةِ السَّحَاب 

وَ بِحُرْقَةِ الفُخَارِلَا يلِينُ ولَا يُضَام

وَيَرْضَعُ العُبَابَ بِحِرْفَةِ التَّقْسِيم

وَيُكَرْبِلُ الصُومَالَ البَارِزَ لِكَهَنُوتِ 

تنْدِيدِ السُؤْدُدِ بالسَّوَاد

وَ يُعَرْقِلُ نَاسُوتَ السُّودَانِ القويِّ المتين

مِنْ سِوَارِ الذَهَبِ للمُشِير

وَمِنَ التُّرَابِي للْبَشِير

 وَالقَصْدُ فِي الحِجَازِ بالتَّعْمِيد 

مِنْ مِنَى لِعَرَفَاتٍ تَذَبْذَبَ التَّعْمِير 

وَمِنْ مُبَارَكَ لِآلِ يَاسِين

وَمِنْ أَمْشِيرَ لِنِيسَان 

وَمِنْ فِلسْطِينَ لِعُمَان 

لوادِي عَرَبَةَ لِلجُولَان

وَمِنَ العِبَادِ لِلرُّؤسَاء

شِكَايةَ الدرهَمِ والدِينَار

ومن الوزَرَاءِ للعَبِيد

حكايةِ النَّغَمِ الوَبِيل

لَمْ يَنَمْ الفَتَى الفَقِيرُ مِنْ رَمَضَان

صَائِمٌ قَوَّام

 وَرُوحُهُ تَشْتَهِي المَنَامَ والتَّفْسِير 

وَمُقْبِلٌ عَلَى الاِمْتَحَانِ العَسِير

 بالتَّكْبِيرِ والتَّهْلِيل

والرَّجْمُ فِى الاخْتِبارِالطَّوِيلِ بالتَّعْذِير

.......................................

وَهُنَاكَ ذُبَابَةٌ وَبَرْغُوثٌ وَثُعْبَان

 يَتَقَاتَلُونَ مِنْ أَجْلِ تَفْصِيصِ لُبْنَان 

وَقَتْلِ أَشْجَارِ الأَرْزِ والبَيْلَسَانِ 

وَالبَلُّوطِ  وَالأُقْحُوَان

 والكَافُورِ والسِّنْدِيَانِ

 والصُّنُوبَرِ والخَيْزُرَان 

 وَغُصُونِ البَانِ 

وَبُخُورِ الهِنْدِ والمْرَجَان 

وَضَاعَ القُدْسُ وَتَاهَ الهَيْلَمَان !!

وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنَام 

أَلْهَبَتْهُ عَصَاةُ التَّجْرِيفِ والتَّجْدِيفِ 

وَالتَّحْرِيفِ والتَّبْدِيل

وَالزَّنْدَقَةِ وَالكُفْرِ الصَّرَاحِ

 والاِنْحِرَافِ وَالتَّهْوِيل

..........................................

 وَهُنَاك  حُسَيْنٌ وَسَيْفٌ وَجَلَاد 

ويَاقُوتٌ وَزَبَرْجَدٌ وَعَقِيقٍ وَفَيْرُوزٌ 

وَعَسْجَدٌ وَمُرْجَان

وَأَلْفُ أَلْفِ زَاوِيَةٍ وَمُوسَاد

وَأَلْفُ أَلْفِ رُوبِيَّةٍ وَحِزَامٍ نَاسِفٍ 

وَفَكٍّ وَلِحَامٍ وَبُرْكَان

فَتَنْفَكُ البَصْرَةُ بِالاِنْفِجَار

 وَتَعْشَى الكُوفَةُ بِالقَذَى وَالاِنْهِيَار

 وَلَا تَذُوقُ بَغْدَادُ غَيْرَ الشَّتَاتِ وَالمَرَار 

وَلَا تَعُودُ البَسْمَةُ والقُرُنْفُلَةُ لِلمِيدَان

 وَبَنُوعَبْسٍ وَبَنُو شَيْبَان

 ينْحَرُونَ المَلِكَ النُّعْمَان

..........................................

وَهُنَا فِي العِيدِ جُزَّ رَأْسُ صَدَّام 

وَيَقُولُ تَحْيَا العِرَاقُ لَا مَوْتَ يُفْنِيهَا

 لَا تَخْشَى رَقَبَتِي الإعْدَام

والكَاحِلُ والوَرِيدُ أَلَا يَشْتَاقَانِ

 مَرَّةً لِلحَبْلِ الوَتِين

واليَدَانِ لِلْخَلْفِ مَعْقُودَتَانِ

..............................

وَهُنَا لِيبِيا وَدِكْتَاتُورٌ هُمَام

 يَجْلِسُ عَلَى مِائَتَىِّ مِلْيَار

 يُرِيدُ صَكَّ عُمْلَةِ الدِّينَار

 لِمُوَاجَهَةِ فَوَاحِشِ المَارِدِ العِمْلَاقِ 

وَيَصْفَعُ الدُّولَار

 قَذَفُوهُ فِي فَيَافِي الجِرَار

 وَزَفُّوهُ مَجَارِيرِ المَاءِ العِكَار

 بِالعَفَنِ والشَّنَار

وَتَحَلَّلَ الجَسَدُ وَتَرَاكَمَتْ الأَوَسَاخُ 

بالتَّفْصِيلِ وَالحَسْرَةِ وَالإهَانَةِ 

والبَحْثِ فِي صَنَادِيقِ القُمَامَة

 وَضَاعَ البِتْرُولُ وَالزُّالَالُ 

والبَرْبَخُ والفُرَات

وَلَمْ تَبْقَ إِلَّا القَتَامَة

 وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ زِلْزَالٌ غَيرُ المَوَات.

.....................................

أَتَقَلَّبُ ذَاتَ اليَمِينِ بِالفَوَات 

وَأُوَاصِلُ الرِّحْلَةَ بِالمَسِير

وَأُحَاجِزُ ذَاتَ الشِّمَال بِالعَتَاد

وَأُنَاجِزُ وَأُنَافِحُ وَأُحَاجِي القَتَاد

عَنْكِ بِالأَلْغَازِ يَا تُونُسُ الخَضْرَاء

 أَيْنَ شُرَفَاءُ بَنِي هِلَال ؟؟

وَأَيْنَ الزَّنَاتِي والغِلَال ؟؟

وَأَيْنَ الخَلِيفَةُ وَأَبُو زَيْدٍ وَبَرَكَات ؟؟

أَيْنَ التَّكَايا وَالزَّوَايَا وَالحَوَايَا والحَكَايَا

 والمَرَايَا والشَّظَايَا والشَّكَايَا والمَطَايَا 

والشَّجَايَا والسَّجَايَا والبَغَايَا والنَّوَايَا 

وَنَوَادِرُ الفَأْلِ الحَسَن 

وَهَادِرُ الشَّلَّالُ لِلأَبْطَال ؟؟

....................................

وَتَتَحَرَّكُ الثُّوَارُ لِلجَزَائِر 

وَأَرْبُطُ الجَأْشَ الثَّائِرِ بِالمَشَاعِر

نَحْوَ صُكُوكِ الغُفْرَان

 وَتِجَارَةِ الشَّرَفِ بالكِتْمَان

وَفِي بَوْتَقَةِ الكُثْبَان 

مَالَ بَحْرُ الرِّمَالِ بِالكَتَائِبِ والدَّوَائِر 

وَاتَّجَهَ شَرْقًا لِلقِتَال

وأتَّجِهُ فَوْرًا لِلمِلَال

وَلِلسُّنْبُلَاتِ الخُضْرِ وَللسَّبْعِ العِجَاف

 وَلِتَأْوِيلِ الرَّؤَى وَأْضْغَاثِ الأَحْلَام

وَكَمْ تَقْتُلُنِي هَذِهِ الكَلِمَةُ النَّكْرَاء 

......................................

فَهَذِهِ سَيْنَاءُ وَهَذِهِ كِنَانَةُ اللهِ العَذْرَاء

 وَهَذَا رَجُلٌ فُضُولِىٌّ 

وَالفَتَى عَسْرَان

 تَهْوَاهُ غَمْغَمَةُ السَّؤَال 

وَتِلْكَ اِمْرأَةٌ غَجَرِيَّةٌ مُتَرَجِلَةٌ بالمُحَال

 تَقْعُدُ فِي الطَّرِيقِ يُشَاكِسُهَا مَهْرَان

 تَتَمَنَّى أَنْ تُسَابِقُ الرِّيحَ 

وَعَصَا مُوسَى الكَلِيم

تَلْدَغُ  الأَفْعَى وَتُرَوِّدُ الثُّعْبَان 

وَتَسْتَمْتِعُ بِالسِّبَاقِ

وَتَهْزِمُ سَحَرَةَ الأَرْزَاقِ

 لِتَسْمَعَ قَنَاةَ البَصِيرَة

 وَتَحْرِقُ مَرَاعِي الجِزِيرَة

 وَلَا يَصْطَدِمُ الثَّوْرَان

فَيَسْعَدُ الأَعْدَاءُ بِالفَوَرَان

 وَلَا يَحْزَنُ الفُضَلَاء

 بِتَرَاكُمِ العِلَلِ وَالأَسْبَاب

 عَلَى عَقَارِبِ ثَوَانِي الزَّمَن 
..................................

وَأُوَاصِلُ المَسِير

وَتَعِبْتُ مِنَ المَصِير

وَأَتَسَائَلُ أَيْنَ عَمْرُو بْنِ العَاصِ

وَعُبَادَةُ بْنِ الصَّامِتِ وَمِزْوَلَةُ الوَقْتِ 

وَابْنُ الفَارِضِ يُشْعِرُ فِي الإِحَن ؟؟!!

أَيْنَ أَنْتَ يَا صَلَاحُ الدِّينِ 

فِي المَشَارِقِ والمَشَارِفِ وَفِي المِحَن؟؟ 

لِتُنْقِذُ الأَقْصَى مِنْ بَرَاثِنِ الكِلَابِ 

وَالذِّئَابِ وَمَكْرِالثَّعَالِب

وَمِنْ لَدَغَاتِ الحَيَّاتِ وَالعَقَارِب 

فِي بَاحِة المَغَارِب ؟؟

وَتَصْرُخُ صَرْخَةَ البُطُولَةِ

 فِي أَزْمِنَةِ الكُهُولَةِ 

وَرُخَامِ العَدَم 
.....................................

وَأَيْنَ سَاعَةُ العِبَادَة 

وَلِلكِوَيْتِ وَالإِمَارَاتِ السَّعَادَة ؟

ذَاكَ الرَّجُلُ المَجُوسِيُّ الغَابِر

الذِي يَتَبَخَّرُ بِالهَشَاشَة

وَيُدْرِكُ البُومَ وَالغِرْبَانَ

 عَلَى وَجْهِهِ بِالبَشَاشَة

تَرَكَ حُلْمَهُ عَلَى رَأْسِ 

مِضَخَةِ البَشَاعَة

 يَتَبَخْتَرُ فِي سُوقِ النَّخَاسَة 

يُلَطِّخُ المِلْحَ بِالأَلْمَاسِ

 وَالسُّكَرَ بِالبُطَاس

 وَالكِبْرِيتَ لِهَيْدُرُوجِينَ المَاء

 وَالفُلْفُلُ وَالزَّبَادِي واللُّؤْلُؤُ وَالمَحَار

 لِمَنْ هُوَ آتٍ بالنَّمَارِقِ والغُبَار

تَتْبَعَهُ الرَّادِفَةُ بِقُلُوبٍ وَاجِفَة

فِي نُشُوزِ أُورْكِسْتِرا هُبُوبِ العَاصِفَة 

.......................................

قَشَّةٌ مِنْ شُرُودِ إِيرَانَ وَتُرْكِيَا 

وَأَرْطُغُرْلُ وَعُثْمَان 

وَالجَوْقَةُ التِي تَحِنُّ لِلمُخَيَّمَات 

هُنَا قُتِلَ عُمَرُ وَعَلِىُّ وَعُثْمَان

 فَمَنْ يَقُومُ لِخَوَارِجِ العَصْرِ بِبُهْتَان ؟

مَنْ يَكُونُ ؟

أَبُو بَكْرٍ وَابْنُ الوَلِيدِ

 وَقَشَّةٌ مِنْ قَمْحِ المُرِيدِ 

وَخرْدَلَةٌ مْنْ حِنْطَةٍ وَبَعْضُ زَيت

 وَالحُلُمُ المَطْمُورُ فِي الجَيْب  

يَنْدَّسُ مِنَ الذَّاكِرَةِ فِي الثَّرَي بالعفن

 وَعَسَّسَ عَلَيْهِ العَنْكَبُوتُ بِالشَّجَن 

وَعَشَّشَ فِي التُّرَابِ بالخَرَابِ وَبِاليَبَاب

 وَمَازَالَ البَابُ مُوصَدًا 

وَمَكْسُورًا وَمُوَارِبًا وَمَرْصُودًا

 فِي قَتْلِ الذَّاتِ بالعُرْبِ وَالأَجَانِب

وَقَالتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا 

لِجِنْسِ بَنِي يَهُودٍ وَبَنِي أَمْرِيكَان

 قُلْ لَمْ تُؤمِنُوا يَا مَرضَى أَرْدُوغَان

فَالجِنْسُ مَخْتُومٌ بِقَسْوَةِ الحَيَاة 

وَأَكَلَةُ الضِّبَاعِ تَرْمُقُ الغُزْلَان

 بِثَوْرَةِ التَّوَهَانِ وَفَوْرَةِ الشُّجْعَان

وَقَوْمَةِ النَّوْمَانِ وَصَحْوَةِ النعْسَان

.........................................

وَهُنَاكَ عَلَى الطَّرَفِ المُقَابِلِ البَعِيد 

النَّقِيضُ بِالنَّقِيضِ يُظْهِرُ الحَقَّ لِلعَيَان

ضَاعَ الاِسْتِحْيَاءُ أَمَامَ مُبَارَزَةِ الغَبَاء

ضَاعَ الخَجَلُ أَمَامَ مُحَاكَمَةِ الغَلَاء

وَلِلاِشْتِهَاءِ كُرُوشٌ وَعُرُوشٌ 

وَطَبْلٌ أَخْرَقٌ وَمِزْمَارٌ وَحِيتَان

 وَالجُرْزَانُ تَتَزَاوَجُ بِفَصَائِلِ السِّرْحَان

 وَعِرَسُ الفِئْرَانِ لِفَضَائِلِ القُطْعَان

 فِي مَتَاهَاتِ الوَطَن

وَضَيَاعِ التُّخُومِ وَالنَّارُ جَوْفَاء

وَفِي صَدْرِي جَرسٌ يَدُقُّ لِلخَرْقَاء

وَيَهُزُّ أَرْجَاْءَ الجَسَدِ بِالكِتْمَان

اسْتَفِيقُوا يَا نُبْهَان

..........................

وأَسْتَيْقِظُ مِنَ الحُلْمِ بِالكَابُوسِ

بِالنَّقْرِعَلًى النَّاقُوسِ

 بِفَقْدِ النِّدَاءِ لِلهِمَم

لِلقَوْسِ للوَتَرِ لِلقَادُوسِ 

والحَاءُ لِلبَاءِ لِطَهَارَةِ النَّامُوسِ

يَا نُجُومَ الطَّمْسِ فِي السَّمَاء 

اشْهَدِي بِالغَمْسِ عَلَى العُرْبَان

هَلْ مَاتَتِ الأَسْمَاكُ بِالأَمْسِ ؟؟

هلْ تَحْتَاجُ لِلمْسِ ؟؟ 

وهَلْ تَحْتَاجِيَنَ لِلفَانُوسِ ؟؟

 وَمَتَى يَحِلُّ الرِّعَاعُ عَلَى الدِّيَار

 وَيَتَشَعَّبُ الدَّمَارُ وَيَتَوَسَّدُ البَشَم ؟؟

 فِي ثَنَايَا الزِّمَامِ بِالمرصادِ 

وَمَنْ سَيَمْلَاُ الأَرْكَانَ وَيُرْجِعُ النِّظَام ؟؟

إِلَى مَتَى سَيَتَحَكَّمُ فِي قَهْوَتِنَا الطَّاغُوت

وَنَفْقِدُ العِطْرَ وَالمَهْرَ بِوَصْمَةِ الشَّرِّ 

فِي زَهْزَهَةِ القَضَاء

 وَنَتَقَلَّدُ العُهْرَالذَي تَأجَّجَ فِينَا 

صُبْحَ مَسَاء

 بِأَبْخِرَةٍ مْنْ جَنَازَةِ الشَّرْقِ

 وَرَابِعَةِ النَّهَار ؟؟؟!!!

وَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّار 

وَسَلَامٌ عَلَيْكَ يَا عِيدُ

وَرَحَمَاتٌ عَلَيْكَ يَا مُسْتَهَام

وَبَرَكَاتٌ عَلَيْكُنَّ يَا غِيدُ 

يَوْمَ ضِيَاعِ الأَوْطَان

وَانْفِرَاطِ الأَقْطَارِ وَالبُلْدَان 

مْنْ سِلْكِ مِسْبَحَةِ الصَّلَاة 

وَحَجِّ بَيْتِ اللهِ وَطَهَارَةِ الزَّكَاة 

وَيَلْثُمُنِي الجُوريُّ وَالبَنَفْسَجُ وَالخَمِيل  

وَالدُّمْقُسُ وَالكُحْلُ والخَرِيرُ والخَلِيل 
إِلِيْكِ
فَأَهْفُو إِلِيْكِ يَا جَنَّاتِي

وَأَصْحُو مِنَ الحُلْمِ الطَّوِيل .

مُنْشِدًا بِلَادِي بِلَادِي

لَكِ حُبِّي وَفُؤَادِي .
.............................
بقلمى : معروف صَلاح
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر
من ديوان العيد
 والحقوق محفوظة للمؤلف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق