رمينا في تخلّفنا الشّبابا
أرى التّعليم في وطني عقيما
وفي تدريســـــــــنا فاق الذّميـما
مناهجه استبدّ بها انحطاط
فأنجـــب عندنا بشرا عقــــــــــيما
وإنّ الغشّ في التّدريس جرم
سيترك بيننا ضــررا أليــــــــما
ألم تر كيف حوّلنا التّدنّي
إلى قوم غدوا بشـــــرا قديـــــــــما؟
نلوم ظروفنا والعيب فينا
وشرّ الخبث أن نبقى هشــــــــــــيما
////
نراوغ بالنّفاق وبالحيل
ونخدع في مـــــــــــمارسة العــــــــمل
نبيع الدّين بالدّنيا كأنّا
سنــــــــخلد فـــــــــــي الحـــياة بلا أجل
وكيف سنهتدي وشعوب قومي
تعظّم في ثقافتها الحـــــــــــيل
تعلّم نسلها ما ليس علما
وتنــــــسى أنّــــــــــها ترعى الدّجــل
وهذا الوضع أصبح في بلادي
يهدّدنا بصاعقة الشّـــــــــــــلل
////
رمينا في تخلّفنا الشّبابا
وكان الدّين في وطــني حــــــــــــجابا
نغالط في الحقائق ليس إلاّ
ونتّــــــــخذ الخداع لنا كـــــــــــتابا
وما التّدريس للأطفال إلاّ
ليصبح في السّلوك لهـــــــــــم متابا
وحمل رسالة التّدريس صعب
ومن سلك الهدى وجد الصّوابا
ومن طلب الهدى من غير علم
سيلقى في عواقبه الخـــــرابا
////
سكنّا كالقوارض في الجحور
وبدّلنا المودّة بالنّفــــــــــــــور
تصدّعت القرابة فاستبدّت
بنا الأحقاد في نفـــــــــق الغـرور
وشاع الشّرّ بين النّاس كرها
فعربدت الضّمائر في الشّرور
كأنّ شعوبنا من قوم لوط
تجاوز شرّها كلّ العــــــــــصور
متى ندرك تعاستنا سسنصحو
ونوم النّاس أشبه بالقـــــــبور
////
علينا أن نخاف وأن نطــيعا
لنبقى في مدارسنا قـــــــــطيعا
ألفنا القحط في التّفكير لمّا
طردنا من ثقافــــــــــتنا الرّبيعا
وشئنا أن نعيش بلا مصير
ولا أمل يكون لنا شفـــــــــــيعا
وهذا أسوأ الأوضاع نحسا
بمجتمع أصرّ بأن يطـــــــــــيعا
وإنّ الغشّ في التّأهيل يعدي
كعدوى الدّاء يستشري سريعا
////
سيدرك ثورتي البشر اللّبيب
ويفـــــــقه ما أسطّره النّجيب
سئمت العيش في وسط لئيم
أحسّ بأنّني بشــــــــر غريب
يحاصرني النّفاق حصار داء
بمجتمع تخلّفه عـــــــــجيب
تفشّى الدّاء بالعدوى سريعا
فما نفع الدّواء ولا الطّــبيب
وتلك مصيبة نزلت علينا
وفوق رؤسنا اشتعل المشــيب
////
أساتذة المدارس في الوطن
أماتوا الفقه في رحم الزّمن
يعلّم جلّــــهم علما هراء
وعند الجني تكتشف المـــحن
كأنّ الغشّ في التّدريس فنّ
وهذا ما سيعــصف بالوطن
سيترك في شبيبتنا عيوبا
مساوئها التّورّط في الفــــتن
وإنّ وزارة التّعليم أدرى
بما طال المدارس من وهن
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق