آلوشاح الأسود
آدْلَفْتُ ابّحثُ عَن بَريقٍ ..
كانَ أمْسِ يشِعُّ في مْقْلَتيكِ،
فلَفَّهُما السٌَوادُ ، بعد الفراق ...
وغَشَّى ناظِري .
فيَا فَلدَةَ الروحِ ...
مَا الذي جَرى ،
وقَدْ كنتِ يَوْمًا كالشَّحْرورِ،
تَنُطِّينَ بِخَاطِري ؟.
أَحَقًّا مَضَى زَمَنُ الوَداعَةِ،
والأفْراحِ جِمِيعِها ،
وحَانَ للْأحْلامِ مَوعِدُها،
مَعَ الزَّمانِ الغادِرِ ؟
أَلَمْ نَكُنْ رُوحًا ضَمٌَها جَسَدانِ...
فَهَل أفناهما البعاد ...
أمْ تُراهَا الرُّوحُ
تَلاشَتْ ، كالّهَشيمِ الّمُتَناثِرِ ؟
كَيْفَ ضاعَتْ رُؤانَا ،
بعد الذي كان بيننا ..
وَتَلعْثَمَتْ خُطانَا ...
علَى شَطِّ الهَوى ،
وغَدَوْنا بَقايا جُرْحٍ غائَِرِ ؟
نَجُرًّ ذُيولَ الْحُزْنِ ...
والْحٌزْنُ يَشٌجُّنا،
فيَا لَشٌؤْمِ خُطانَا...
وَيَا لَحَظِّنا اليَؤُوسِ العَاثِرِ !
قَبْلَ عَهدٍ يَسيرٍ ...
كُنا حَبيِبَينِ ، فمَا لِي...
اَراكِ ، يَا رُوحِي وَدَّعْتِ وَكْرَنا
كالطَّيْرِ الجَريحِ ، الْمُهاجِرِ ؟
حَزينَةٌ ارَاكِ ، يا عُمْري ،
تَكْويكِ نَارًٌ تَلظَّى ...
عبَثاً أَسْألُ في عَينيكِ عَنِّي ،
فَلاَ ارَى جَوابًا لِسُؤالِي الْحائِِرِ .
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق