نظرية المؤامرة
المؤامره هي تدبير او تخطيط بالخفاء يقوم به شخص او جماعه او تنظيم او دوله ضد شخص او مجموعة اشخاص او ضد دولة او ضد العالم كله من اجل هدف معين ؟؟ اما نظرية المؤامره فهي اعتقاد شخص او مجموعه او نظام او دوله بان كل ما يجري في العالم هو امر مدبر ومخطط له سلفا من قبل اخرين ويجري تنفيذه دون معوقات ، وكل الاحداث الكبيره التي تجري انما نجمت عن مؤامره تدبرها قوى عالميه خفيه -----
ما يهمنا كمسلمين ان هناك مؤامرات ذكرت في القران الكريم ، ( وقد سميت بالمكر ) ، او ذكرت في السيرة النبويه او في التاريخ الاسلامي ، منها تلك المؤامره التي خططت لها قبائل المشركين في مكه لقتل الرسول عليه الصلاة والسلام ليلة هجرته الى المدينه ، وتفرق دمه بين القبائل ؟ ومنها تآمر يهود بني النضير في المدينه لاغتياله عليه السلام بالقاء صخرة عليه من فوق جدار مرتفع ؟ ومنها مؤامرت المنافقين عند انسحابهم من المعارك الاسلاميه قبل بدئها مباشرة ، او بتحريض مشركي مكه وبعض قبائل الجزيره العربيه من قبل زعماء اليهود لاجتثاث الاسلام كما في غزوة الاحزاب ؟؟؟ ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) – صدق الله العظيم
اما في التاريخ الاسلامي فهناك الكثير من المؤامرات التي جرت من قبل مختلف الحكام والانظمة والطوائف لا يمكن حصرها في مقال واحد ؟؟ جرت في كل العصور الاسلاميه بدءا من وفاة الرسول عليه السلام ، ومقتل عثمان رضي الله عنه ، والفتن الاخرى ايام الامويين والعباسيين والمماليك والفاطميين والاتراك العثمانيين والى يومنا هذا ------ ومؤامرات الأعداء ، مرورا باتفاقية " سايكس بيكو" الى " وعد بلفور" ومؤتمر " سان ريمو" واحتلال فلسطين ، وما يجري من مؤامرت تحاك من قبل الاعداء ولن تتوقف ، وما سبقتها من حملات الصليبيين والتتار والغزو الفكر والثقافي --- الخ ----- والمؤامرات ليست على العرب او على المسلمين فقط بل ربما الكل يتآمر على الكل ؟؟؟؟
من اكبر الاخطاء التي يقع فيها نظام او مجتمع او دولة هو المبالغه في قوة المؤامره ، وجعل شخص او اشخاص يملكون القوة الساحره لتغيير مجرى حياة دولة او امه ، وكأنه يمسك التاريخ بيديه ، كما قيل عن " عبد الله بن سبأ " ، ذاك اليهودي اليمني ابن الام الحبشيه الذي قيل انه كان سبب الفتنة الكبرى في مقتل عثمان وما تبعها من احداث حتى يومنا هذا ؟؟؟ ان بعض المؤرخين الباحثين قد انكروا وجود " ابن سبأ " بالمطلق – وبالعقل والمنطق لا يمكن لشخص ان يحرك الجيوش ما بين مصر والكوفة والبصره والشام لتلتقي على اشعال فتنة امتدت اثارها الى اليوم ؟؟ خاصه في عالم يخلو من وسائل الاتصالات والمواصلات السهله ، فهو ليس بساحر ولا خارج عن قدرة البشر ان كان له وجود اصلا ؟؟ هذه مجرد تبريرات واوهام ----
تقوم نظرية المؤامره على ان كل ما يجري في العالم من احداث انما هو من تخطيط جماعات او تنظيمات لها من القوة والسيطره بحيث تحرك الاحداث كما تشاء وكأنها القدر ؟؟؟ فمن المرويات والاشاعات عن الماسونيه والصهيونيه وما سموا بالنورانيين ، واهدافها كما يشاع هو السيطرة على العالم وتوجيه الاحداث حسب رغبتهم وتخطيطهم ، وما على الغير الا الانقياد والتبعيه والاستسلام كما جاء في كتاب : ( حجارة على رقعة الشطرنج ) ؟؟ او كتاب ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ، او نظرية ( الفوضى الخلاقه ) – او ( القوة العالميه الخفيه ) ، والمكونه من مجموعه من اىشخاص متنفذين اصحاب الامبراطوريات الماليه والفكر الثاقب والنفوذ السياسي – او حلقات ( القادمون - ارايفالز ) ، وهي خمسون حلقه للتضليل والكذب والافتراء وهدفها الخضوع للاحداث دون مقاومه او حتى اعتراض ، وخاصه العالم العربي والاسلامي ؟؟ وهي بلا دليل علمي او فكري او منطقي او تاريخي ----
لا بد ان نعترف ان كل دولة تخطط ولديها اجهزة استخبارات ومراكز ابحاث ، وخاصه الدول الكبرى لكي تحافظ على امنها وترسم استراتيجاتها بدقه ، بحيث تحاول الحصول على اكبر قدر من الهيمنة ومراكز النفوذ والاستئثار بالقوة السياسيه والاقتصاديه والعسكريه ؟ وهي قد تستغل الاحداث التي تحدث عرضيا لتحقيق اهدافها كما حدث في استغلال الربيع العربي وحرفه عن مساره لصالحها ؟ لكن لا يرقى تخطيطها مهما بلغ لكي يوجه العالم كما يريدون ؟؟؟ ربما تلتقي مصالحها مع اطراف اخرى ليست بالضروره صديقه كما حدث في لفغانستان ايام الغزو السوفييتي حين اتفقت مصالح امريكا مع الجهاديين المسلمين ، وما فعلته من تزويدهم بالسلاح ومصادر القوه ؟؟؟ او قد يتواطئ نظام معين او حزب اوجهة ضد مصلحة بلده مع عدو من اجل الحفاظ على الكرسي او الوصول اليها ؟؟
لكن ما موقفنا نحن كعرب ومسلمين من المؤامرات ونظرية المؤامره ؟؟
اولا : علينا الثقة بالله عز وجل ثم بانفسنا ، فان لهذا الكون رب عظيم يسيره بنظام دقيق وتدبير محكم له سننه وقوانينه التي لا تتغير ولا تتبدل ، وليس هناك قوة مهما بلغت تستطيع التدخل بارادة الله عز وجل --
ثانيا : علينا عدم تضخيم الاحداث او الاستسلام للشائعات والاوهام والعواطف ، وكل الاخبار التي نسمعها او تفبرك كي نسمعها ونصدقها ؟؟ فلا ناخذ الا الحقائق التي مرت بعدة دراسات ونقحت تماما ، فنعرضها على عقولنا ونحاكمها بالعقل والمنطق والتحليل . لا نأخذ بالشائعات والاوهام والخيالات التي تاتي من عقول مريضه او من اصحاب اجندات خاصه ---
ثالثا : رفض التعميم بالمطلق : كان يقال مثلا ان الاسلاميين بيد امريكا تحركهم كما تشاء . او ان جميع الحكام العرب عبيد لامريكا وللصهاينه ، او ان الفساد مستشري في بلد معين ولا يمكن وقفه ؟؟
رابعا : معرفة نقاط الضعف عند الخصوم وهم الصهاينه في الاساس – ان لأعدائنا نقاط ضعف كثيره ، فهو بشر ولهم اخطاؤهم وضعفهم ، ولهم اخلاقهم الوضيعه التي صورها لنا كتابنا ادق تصوير ، وأنبأنا عن احوالهم ؟؟ ( والقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامه – كلما اوقدوا نارا للحرب اطفئها الله – ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين ) –( لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنه او من وراء جدر - بأسهم بينهم شديد - تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون ) – ( وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ) - علينا الا نبرر ضعفنا بقوة اعدائنا --- نحن اقوى منهم بكل المعايير الاخلاقيه والحضاريه والثقافية والماديه لكن تنقصنا الثقة بالنفس والارادة والشجاعه وحسن التخطيط واستغلال ما لدينا من امكانيات و قوة ؟؟
خامسا : تاسيس مراكز البحوث والدراسات التي تقوم على العلم والمعرفه من قبل اختصاصيين في كافة المجالات العلميه والمعرفيه ، ثم التخطيط المحكم ، كي نواجه الخطط بالخطط الاشد احكاما، فنحن اصحاب عقيدة ، وبشائر من الله عز وجل بالنصر ، ويجب ان نملأ قلوبنا وافكارنا بالثقة والعزه ، وبأننا اصحاب تاريخ وحضارة وقيم ؟؟ علينا الا نبرر عجزنا بقوة اعدائنا ؟؟ بل كل ذلك يجب ان يكون دافعا لتحفيز الاجيال نحو الاخذ باسباب القوة والمنعه --- ؟؟ فليس هناك مؤامرة كونيه تحرف مسار التاريخ – والتاريج ليس مؤامرة كبرى كما يظن بعض ضعاف النفوس ؟؟؟
نحن ندرك اننا نمر في مرحلة ضعف ، وان الامم كلها تتداعى علينا كما تتداعى الاكلة على قصعتها ( كما اخبر الرسول عليه السلام ) – ندرك ان امتنا مريضه ولكن علينا ان نثق تماما بان امتنا لن تموت لاننا اصحاب رساله ربانيه : ( لكي تكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ؟؟ فان ماتت هذه الامه فمن يكون شهيدا على الناس ؟؟ لن تموت هذه الامه الا اذا سبقها موت العالم باسره – نحن بالايمان بالله عز وجل وثم بانفسنا وقدراتنا ، وباتباع طرق العلم والمعرفه وتسخير الامكانيات بالطرق السليمه لا بد ان نقود العالم باذن الله – ( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ونور الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) – وان غدا لناظره قريب ----
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق