بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 يوليو 2017

اِحّتِضارُ الذِّكْريات ِ /بقلم الشاعر/ رسام الشرود

اِحّتِضارُ الذِّكْريات ِ

لا تَسْأليني عَنْ هَوانا، 
و عنْ ماضٍ تَوَّلَى  ...
قدْ ماتَ الحَنينُ  إلَيهِ ،
يا فتاتيً ، في دمِي .
إنِّي أغلَقتُ الآنَ  نَوافِذي ،
أَوْصَدتُ بابي ، 
وأسْدَلتُ السِّتارَ ، 
ألَمْ  تَفْهَمي  ؟.
أْوهامٌ وأوهامٌ ، أفْنتْ هَوانا ،
ووَشْمُ ذِكْراكِ تَلاشَى ...
في ذاكِرَتي ، لَوْ تَعلَمي .
كانتْ رَسائلي ، إذا أرْسَلتُها 
يَشتاقُ فيكِ الحنينُ إليَّ ...
وتَبحَثينَ عَنِّي...
بيْنَ أُلوفِ الأَنْجُمِ .
فَترْكُضين خلف الفراش ..
وتنشدين مِثلَ الطيورِ ،
وتبْسَمينَ مثلَ الزهورِ ،
وتَحلُمينَ بمَقْدَمي .
وعِندَ المَساءِ ...
إذا جَنَّ الظلامُ ، 
وسادَ السُّكونُ ،
يَزورُ الهَوى مُقْلَتَيكِ ، 
ويَرْسمُ فَوقَ الشِّفاهِ ،
أنْشودةً ، بعَزْفٍ جَميلٍ مُنَغَّمِ .
فَيَحْكي السُّهادُ لعَيْنيكِ...
حِكاياتٍ ، لا تَنْتَهي ..
عَنْ فتًى حالِمٍ ، عاشِقٍ ...
مَفْتونٍ  و مُغْرَمِ .
فَتَهْفو رُؤاكِ لرَعْشةٍ ،
تَرْويكِ  منَ الظَّمَا ، 
مِثلَما تَشْتاقُ الرُّبى 
لقَطْرِ النَّدَى الْمُفْعَمِ   .
أَواهُ  مِنْ غَدْرِ الزَّمانِ ،
كَيفَ ذاكَ العَهدُ تَوَلَّى يا حُلْوَتي   ،
وكُنْتِ فيهِ دَائِي ، وكُنتِ فيهِ...
دَوائي وَبَلْسَمي .
ما كُنتُ يَومًا أَظُنٌُّها ، 
على جِسْرِ الجِراحِ ،
تَصيرُ خَواتِمي ،
ومَا كانَ يُنْبِينِي بهَا  ،
فَرْطُ تَوَهُّمِي .
فها أَنتِ قَتلتِ هَوانا ..
وكانَ  لدَيكِ طِفلاً غَرِيرًا ،
وماَ تَقَمَّصْتُ أنَا فيهِ...، 
دَوْرً الجَلاَّدِ المُعْدِمِ .
شَاءَتْ أَقْدارُنا ، فافْتَرَقْنا ،
ومَضَى كُلُّ الذِي بَيْنَنا ..
هَيهاتَ يَعودُ فَلاَ تَحْلُمِي  أَبَدًا،
ولاَ تتَوَهَّمِي ..

للشاعر المغربي
رسام الشرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق