اِحّتِضارُ الذِّكْريات ِ
لا تَسْأليني عَنْ هَوانا،
و عنْ ماضٍ تَوَّلَى ...
قدْ ماتَ الحَنينُ إلَيهِ ،
يا فتاتيً ، في دمِي .
إنِّي أغلَقتُ الآنَ نَوافِذي ،
أَوْصَدتُ بابي ،
وأسْدَلتُ السِّتارَ ،
ألَمْ تَفْهَمي ؟.
أْوهامٌ وأوهامٌ ، أفْنتْ هَوانا ،
ووَشْمُ ذِكْراكِ تَلاشَى ...
في ذاكِرَتي ، لَوْ تَعلَمي .
كانتْ رَسائلي ، إذا أرْسَلتُها
يَشتاقُ فيكِ الحنينُ إليَّ ...
وتَبحَثينَ عَنِّي...
بيْنَ أُلوفِ الأَنْجُمِ .
فَترْكُضين خلف الفراش ..
وتنشدين مِثلَ الطيورِ ،
وتبْسَمينَ مثلَ الزهورِ ،
وتَحلُمينَ بمَقْدَمي .
وعِندَ المَساءِ ...
إذا جَنَّ الظلامُ ،
وسادَ السُّكونُ ،
يَزورُ الهَوى مُقْلَتَيكِ ،
ويَرْسمُ فَوقَ الشِّفاهِ ،
أنْشودةً ، بعَزْفٍ جَميلٍ مُنَغَّمِ .
فَيَحْكي السُّهادُ لعَيْنيكِ...
حِكاياتٍ ، لا تَنْتَهي ..
عَنْ فتًى حالِمٍ ، عاشِقٍ ...
مَفْتونٍ و مُغْرَمِ .
فَتَهْفو رُؤاكِ لرَعْشةٍ ،
تَرْويكِ منَ الظَّمَا ،
مِثلَما تَشْتاقُ الرُّبى
لقَطْرِ النَّدَى الْمُفْعَمِ .
أَواهُ مِنْ غَدْرِ الزَّمانِ ،
كَيفَ ذاكَ العَهدُ تَوَلَّى يا حُلْوَتي ،
وكُنْتِ فيهِ دَائِي ، وكُنتِ فيهِ...
دَوائي وَبَلْسَمي .
ما كُنتُ يَومًا أَظُنٌُّها ،
على جِسْرِ الجِراحِ ،
تَصيرُ خَواتِمي ،
ومَا كانَ يُنْبِينِي بهَا ،
فَرْطُ تَوَهُّمِي .
فها أَنتِ قَتلتِ هَوانا ..
وكانَ لدَيكِ طِفلاً غَرِيرًا ،
وماَ تَقَمَّصْتُ أنَا فيهِ...،
دَوْرً الجَلاَّدِ المُعْدِمِ .
شَاءَتْ أَقْدارُنا ، فافْتَرَقْنا ،
ومَضَى كُلُّ الذِي بَيْنَنا ..
هَيهاتَ يَعودُ فَلاَ تَحْلُمِي أَبَدًا،
ولاَ تتَوَهَّمِي ..
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق