بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 يوليو 2017

قبل الرحيل بساعتين /بقلم الشاعر/ أحمد آل غبشه

قبل الرحيل بساعتين

شَرِبَتْ معي فنجانَ قهوتها

وقالت لن أكون هنا

وراح الحزن يكتبُ عُذرَها

بالدّمع فوق الوجنتين
               ***

ذهبَتْ وغشَّاها ضبابُ البُعدِ

واتّصلَتْ خيوطُ ظِلالِها

بسواد خصلتها ولفَّهُما الظَّلامْ

وأنا ومن يوم اعتذار الحُسن

عمّا كان يمنحه لعينيْ

لا أنام
                  ***

وطنٌ من الأحزان أسكنه ويسكنني

ويمحوني ويكتبني

 فتندلع القصيدةُ

طعنة في الرّوحْ

وأنا كقلب غرامها المذبوح

أبكي دماً لفراقها وأنوح
                   
                   ***

كانت هنا كالشمس يغسلُ نورُها

حزني ويَلثمُ صُبحُها أوجاعي

وتضمُّني منها ابتسامةُ وردةٍ

تُعطي وتحني روحها وتُراعي

وتقول ما يحلو

وما يحلو

بأمومة من طفلها تدنو

                   ***

شرِبَ المساءُ جمالَها

وتعلَّمَتْ منها الكثيرَ الأْمسيهْ

هي من إذا قالتْ

 تفتَّحتِ الشفاه بـ أُغنيهْ

                  ***

علّقتُ في يدِها مفاتيحَ الطفولةِ

مُذ كبُرتُ بِحبِّها

وتركتُ وجهي تحت إمرَتِها

تُضيفُ له ملامح

كانت تؤبجدني كما تهوى

وأخسر عالمي بحضورها

وأقول رابح

                  ***

من قال ان العشقَ تبرُدُ نارُه

وتنامُ عنه الأمنياتُ ضُحاها

العشق كالطوفانِ كلَّ مدينةٍ

خضَعتْ لسُلطَتِهِ طغى ومحاها

ما زلت اقرأ كل ثانية

 واكتبها

واحمل كوب شاي حبيبتي

وأقول هاكِ

يا اجمل امرأةٍ بذاكرتي

ولا امراة سواكِ

هل ممكنٌ أن لا أكون أنا أنا

وكأنني وَهمٌ فما عادت مياهُ البحر

تعرفني

ولا عادت شباكي

                    ***

كوني كما اختارَ المساءُ جميلةً

فأنا الّذي عشِقَ الجمالَ طويلا

وأنا المُحبُّ وبعض ما في أضلُعي

يَكفي ويروي بالقصائدِ جيلا

انا شاعر جداً

وانت جميلة جداً

ولكن أين أنتِ

يا بعدَ بيتكِ والسّماءُ حدودُه

وأنا الذي ما زال فوق الأرض بيتي

                   ***

خوفٌ يلوحُ على الوسادة

حيث لا حلُمٌ به تأتينَ

لا أملٌ لموعِدنا المُؤجَّل

لا اتِّصال ولا رسائل

صعبٌ أكونُ ولا تكونُ حبيبتي

صعبٌ أحاول ضحكتي

والدمع سائل
                  ***

خافي على قلبي الصَّغير فإنّهُ

لا يستريحُ سِوى على كتفيكِ

فأذا اشتكى منكِ الغيابَ فأنَّها

ستكون منكِ شكاتُه وإليكِ

أنا لم أزل ارمي لكِ الحلوى

على شبَّاكِ طيفكِ

حيث كنتِ هناك

أيّامَ كنتِ إذا حزنتُ

تتمتمين بحرقةٍ

يا شاعري هيّا ابتسم لأراك

                   ***

كان الغرامُ بنا كما لو لم تكُن

قِصصُ الغرامِ جميعها لتكونَه

نحن الّذين على رسائلِ حُبِّنا

دَرَسَ المساءُ علومَه وفنونَهْ

واليومَ أين انا وأنت ؟

واين أين ..

لا شي مما كان

يا حلماً تراه ولا تكاد تراهُ عينْ.

                      أحمد آل غبشه
                        ٢٩ يناير ٢٠١٦


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق