بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 يوليو 2017

الحسناء والشيخ الوقور /بقلم الشاعر/ رسام الشرود

الحسناء والشيخ الوقور

ناداها، وحَشْرجَةُ الرُّوحِ ،
تنُوءُ بِحمْلها شَظايا الفؤادِ ،كَمَنْ،
  بِطولِ المسيرِ ،أتْعَبَهُ السَّفَرْ : 
لَكَمْ بحَثتُ فيكِ عنكِ ،فَما ...
وجدتُ سِوايَ ، أجْتَرُّ جنوني ،
وينآى بي ثِقْلُ السِّنينِ...
وَعِبْءُ الْكِبَرْ .
 سافَرْتُ في مَداكِ...
تَشُجُّني أُنَّاتُ  هَواكِ ...
فَخِلْتُني ،كأيامِ الصِّبا ...
تُدغْدغُ أحلامي أُلوفُ الْفِكَرْ .
أنا  يا طفلتي ،في خريفِ العُمْرِ ...
يَقتاتُ مِنْ  أنَّاتي أزيزُ فُؤادي ،
 وَيصْحَبني ،إذا خَلَوتُ ...
وَحْشُ الضَّجَرْ .
أبِيت أئنُ وصدري يفور ،
أُداري جروحي ،
ويَعصر قلبي من فرط حنيني...
سُكونُ الليلِ، وطول السهَرْ .
وأنتِ يا  طِفلتي...
في عُمرِ الزهورِ ، 
 صَحا فيكِ الهوى...
فَدَمِّرَ غَصْباً، بُروجَ الْخَيال ِ،
وَلَمْلَمَ  بالوَهمِ الْكبيرِ،
بَديعَ الصُّورْ .
وأنتِ يا طِفلتي ...
إذا عَدوتِ ، يَهِيمُ الفراشُ ،
 وَتَشْدو الطيورُ ،
ويَلهث ، شَوقاً  إليكِ...
أريجُ الزَّهَرْ.
فها أنا ،  حِين أراكِ..
أراني يُحلِّقُ بي ضميرِي  بَعيدًا  ، 
ويُخْزيني بيْنَ الأنامِ ...
شِيبُ الْكِبَرْ .
لِأني في الفصولِ خَريفٌ ..
تلاشَى الجمالُ فيهِ ،
وفيكِ يا ربيعَ الحَياةِ..
أوْرَقَ غُصْنُ الشَّجَرْ !
فٱملئي الدنيا نشيدًا...
وٱنثُري  العطرَ وُروداً ، رُبما
أسْتَعيدُ رُؤايَ ...ويَحلو ،
عن الماضي صَرْفُ النَّظَرْ  .

صاحَتْ ،بعْدما شَدَّ الرِّحالَ،
وصار بعيداً... يجر الخطى ،
وكادَ يَغِيبُ عن مد البصَرْ :
أنا ...يا شَيْخي الْوَقور،
رُغْمَ الصِّبا ،أهْوَى المَشِيبَ ،
وأهْوى فيكَ ..
الفُؤادَ الرَّحِيبَ المُنكسِرْ .
خُذْني إليكَ  وَضُمَّنِي ،
 فَمَا همني طَيْشُ الشَّبابِ ،
وفَرْقُ السِّنين ِ، 
ولَوْمُ العُذَّالِ ،
وقول البشر ...

للشاعر المغربي 
رسام الشرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق