مّكابَرة
يَعيش الكبرياء ُ على أشلاء الرُّوحِ
وقد تأجَّجَتْ للشوق بين الضلوعِ نارُ
فيجْترُّ أحزاني في وحدتي قلبٌ به
صُراخٌ وحديثٌ لماضٍ تَوَلَّى , وسعارُ
وأذْكُر أني لامَسْتُ فيه طَيفَ الحبيب
ذاك الذي بيني وبينه أنهر و بحارُ
فكم فتشت في مهجتي , أروم المنى
وكابرت حتى طوى كنه اسراري سِتارُ
فلا الماضي تعود اليوم إليه مواكبي
فأستريح ، ويُرْفَع عن الأحلام حِصارٌ
ولا السلوان يشفيني ويرشف دمعتي
أو ينفع الصٌَبرُ فربما على الصبر أُجارُ
قد كَبَلني الوجد غصْبا حينما عُلِْقْتُه
وزَجَّ بي في جُبٍْ سَحيق، ما له قَرارُ
وكنت أعلم أني أمضي في متاهاتٍ
لا الخروج منها يُجْدي ولا منها فِرارُ .
أُكابرُ ليت الكبرياء يخفض لي جناحا
أطيرُ به أو ليتَه نهرا يَجْرِفُني به التِيارُ
فأرْحل عبْر المسافات ، لألقاه مبتهجا
طليقا لا تثنيه حَواجِزٌ أو يحجبه جدار
أكابر ، وفي جعبتي أحزان تضيق بها
ويكوي النفس لهيب له في الفؤاد أوار
وأظل طريد الحلم الجميل الذي توارى
وشوق أليم , سيان كلاهما صفد و نار
هكذا أيامي تصرفها الاقدار ، فما لي
في اللقاء نصيب ولا على الفراق خيار
فالسلام عليه ، كلما نبض الفؤاد بذكره
فقد ثوى بمهجتي قرارا ليس له قرار !
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق