إهداء
إلى تلك الروح الوفية الغالية التي ،
حين عشقتها ، عشقت السراب ...
ماتت اليومَ .
يا وَيْحِي حَبيبتي،
فاخْتَرْ لروحِها يا قَلبِي
في ثَناياكَ ، أطيبَ مَرْقَدِ .
أطْعِمْها ، إذا جاعت ،...
بالرِّطابِ الجَنِيَّاتِ ...واسْقِها .
واكْسِها ثَوبَ الحِسانِ ،
منْ خَزٍّ ومِنْ حَرِيرٍ ، وَزَبَرْجَدِ .
قد كانتْ أمْسِ هًُنا ، يا قلْبُ ...
بالحنان ، تلُفُّ مَضْجَعي وتَضُمُّني ..
وها قَدْ أقْفرَ دونَها مَرْقَدي.
خَيَّرْتُها ، فاخْتارتْ مَوَدَّتي ،
قالتْ ،فارْتَجَّتْ دَواخِلي :
"هيهاتَ يَرِفُّ قلبي دونَكَ ...
يا أحْمِدي ! "
فسَقَتْني من الغرامِ نَخْبَ خّدودِها ...
أسكرتني بِه ِ فَطابَ المُقامُ ،
واحْلَولَى كلَّ مَساءٍ مَوْرِدي .
ألاَمِسُ وجْهَها الصَّبوحَ ،عِندْ لُقانا .
وتُلْقي اللٌِحاظ عَلَيَّ رُموشَها ...
فأقولُ اغْنَمي السٌُويعاتِ مَعي ،
يا حَبيبتي واسْعَدي !
فيَنْشَقُّ كالبَدرِ ثَغْرُها مُتَبَسِّمًا ،
وتَلْهثُ أضْلُعُها خلْفَ أنامِلي ،
آهٍ ، ثمَّ آهٍ ..ثمَّ آهٍ ...
مِن نَبْضِ قَلبِها ....
المَعلُولِ المُجْهَدِ !!!
وَاليومَ راحَتْ ...
وأضْحَتْ عنِّي غريبةً ،
فهَلْ يحْلو البَقاءُ لي بَعْدَها ، وَكَمْ ،
أمْتعَتْني باللقاءِ في كُلِّ مَوْعدِ !؟
سَمراءُ ، هَيفاءُ ، حَسْناءُ ،
فارِعٌ قَدُّها...
خجول ، عطوف ،حنون ،
رحيم قلبها ....
آهٍ ، كَمْ ودِدْتُ ضَمَّ كَِّفها بِاليَد !
جاءَها لِصٌّ غَريبٌ ،
فاجتز حَبلَ وِصالهَا عَنِّي،
فما اَضْيَعَ حُلْمي الذي ...
باتَ بِلاَ غَدِ !
وما أصْعبَ الأيامَ القادماتِ ...
كيْفَ أحْيَىُ بِدونِها ،
فيا ليتَ يُجْدي الفِداءُ ،
بالرُّوحِ ، لِروحِها أفْتَدِي .!
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق