بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 18 يوليو 2017

ماتت اليومَ /بقلم الشاعر/ رسام الشرود

إهداء

إلى تلك الروح الوفية الغالية  التي ، 
حين عشقتها ، عشقت  السراب ...

ماتت اليومَ . 
يا وَيْحِي حَبيبتي،
فاخْتَرْ  لروحِها   يا  قَلبِي
في ثَناياكَ  ، أطيبَ مَرْقَدِ .
أطْعِمْها ، إذا جاعت ،...
 بالرِّطابِ  الجَنِيَّاتِ ...واسْقِها .
واكْسِها  ثَوبَ الحِسانِ ،
 منْ خَزٍّ  ومِنْ حَرِيرٍ ، وَزَبَرْجَدِ .
قد كانتْ أمْسِ  هًُنا ، يا قلْبُ ...
بالحنان ، تلُفُّ  مَضْجَعي وتَضُمُّني ..
وها قَدْ أقْفرَ دونَها  مَرْقَدي.
خَيَّرْتُها ، فاخْتارتْ مَوَدَّتي ،
قالتْ ،فارْتَجَّتْ دَواخِلي  : 
"هيهاتَ  يَرِفُّ قلبي دونَكَ  ...
  يا أحْمِدي  ! "
فسَقَتْني من الغرامِ  نَخْبَ خّدودِها ...
 أسكرتني  بِه ِ فَطابَ  المُقامُ ،
واحْلَولَى  كلَّ مَساءٍ  مَوْرِدي .
 ألاَمِسُ وجْهَها الصَّبوحَ ،عِندْ لُقانا .
وتُلْقي اللٌِحاظ عَلَيَّ رُموشَها ...
فأقولُ اغْنَمي  السٌُويعاتِ  مَعي ،
يا حَبيبتي واسْعَدي !
فيَنْشَقُّ كالبَدرِ ثَغْرُها مُتَبَسِّمًا  ،
وتَلْهثُ أضْلُعُها خلْفَ أنامِلي  ،
آهٍ  ، ثمَّ آهٍ ..ثمَّ آهٍ ...
مِن نَبْضِ قَلبِها ....
المَعلُولِ المُجْهَدِ !!!
وَاليومَ راحَتْ ... 
وأضْحَتْ عنِّي غريبةً  ،
 فهَلْ يحْلو البَقاءُ لي بَعْدَها ، وَكَمْ ،
أمْتعَتْني باللقاءِ في كُلِّ مَوْعدِ  !؟ 
سَمراءُ  ، هَيفاءُ ، حَسْناءُ ،
فارِعٌ قَدُّها...
خجول ، عطوف ،حنون ، 
رحيم قلبها ....
آهٍ ، كَمْ ودِدْتُ ضَمَّ كَِّفها  بِاليَد  ! 
جاءَها  لِصٌّ  غَريبٌ ،
 فاجتز  حَبلَ وِصالهَا  عَنِّي،
فما اَضْيَعَ حُلْمي الذي ...
باتَ  بِلاَ   غَدِ  !  
وما أصْعبَ الأيامَ القادماتِ ...
كيْفَ أحْيَىُ بِدونِها  ، 
فيا ليتَ يُجْدي الفِداءُ ،
بالرُّوحِ ، لِروحِها أفْتَدِي .!

للشاعر المغربي 
رسام الشرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق