بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

حواء / بقلم الشاعر / محمد العصافرة

حواء 
حَوَّاءُ نَبْضٌ للقلوبِ وَرِقَّةٌ
 وَلِحُسنِها تَهفو النفوسُ وَتَعْشَقُ 
***
والعَيْنُ طيفٌ للسَّعادَةِ والمُنَى
 لُغَةُ العيونِ وَسَهْمُها لا يَرْفِقُ  
***
فالأمُّ منها جَنَّةٌ  بِجَمالِها 
 نَبْعُ  الحنانِ بِقلبِها يتَدَفَّقُ 
***
وَبِحْضِنِهَا يأوي الخَلِيُّ بِبَوْحِهِ 
 وَحَنانُها للطائعين مُوافِقُ  
***
هِيَ كلُّ روحي لا أناجي غَيرَها
 إن حَلَّ خَطْبٌ وادْلهَمَّ يُرافِقُ 
***
لا الشمس تُشْرقُ للخليقةِ تَزْدَهِي 
 لا الزَّهرُ يُسحِرُ ناظريهِ وَيَعْبِقُ  
***
إنْ ضَاعَ عَهْدٌ للوِدادِ لأُمِّنَا 
 إنَّ الحياةَ بدونِها لا تُشْرِقُ
***
فالبيتُ من دونِ الأمومةِ يَصْطَلِيْ
 نارَ الشَّقاءِ وَشَرُّها لا يشفِقٌ 
***
والأخْتُ نَبْعٌ للعطاءِ بِرُوحِهَا 
 والطَّيرُ تَشْدو للودادِ تُصَفِّقُ 
***
فالَبْيتُ راحٌ لا يليق  بغيرها
والرُّوح ُتَنْبِضُ بالودادِ وتَعْشَقُ
***
هِيَ أُنْسُ عَانٍ والدُّموعٌ غَزيرَةٌ 
 هيَ بلسمُ القلبِ الُمعَنَّى تَرْفِقُ 
***
منها الطَّبِيْبَةُ كالنَّسيمِ وَداعَةً 
 والصَّمْتُ في عَين العِظامِ يُوافِقُ  
***
ما إنْ تَراها في البياضِ تَظُنُّهَا 
هذا الَملاكُ بُحُسْنِةِ يَتَأَلَّقُ  
***
كُلُّ الدَّواءِ بِلَمْسَةٍ من كَفِّهَا
 أوْ نَظْرَةٍ بالعَيْنِ مِنْها تُسْرَقُ
***
حَوَّاءُ لا أَبْغِيْ الجِنَانَ وإنما
 أبْغِيْ وِصَالاً في جِنَانِكِ مُورِقُ
***
هِيَ جَنَّةٌ للشَّوْقِ طَابَ لِقاؤُها
 وَحَنانُها والرُّوحُ مِنها تَسْمِقُ 
*** 
لا يَأْنَسُ المرءُ المُتَيَّمُ عاشِقَاً 
 مالم تَكُن نَظَراتُها تتسابَقُ 
***
لا تعجبوا إنْ طارَ عَقْلي يَكتَوِيْ
 نار البِعَادِ غَرامُها لا يَشْفِقُ
***
فالقَلبُ مني في لقاكِ لناظِرٌ  
يرجو وِصالاً  في السماء يحلِّقُ
***
لا تَظْلِمُوا رِفقاً بها وَبِحُبِّها
 ما الحبُّ الا في عُلاهَا مُحَقَّقُ 
***
إني وان كُنْتُ المُتَيَّمُ عِشْقَها
روحي أُقَدِّمُها ونفسي تُزْهَقُ 
***
وَجَليلُ عِلْمِيْ لا يعادلُ دَقَّةً 
 من قلبِ أمي بالرجاء وَيَخْفِقُ 
***
الشاعر : محمد العصافرة 
فلسطين – الخليل –بيت كاحل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق