حواء
حَوَّاءُ نَبْضٌ للقلوبِ وَرِقَّةٌ
وَلِحُسنِها تَهفو النفوسُ وَتَعْشَقُ
***
والعَيْنُ طيفٌ للسَّعادَةِ والمُنَى
لُغَةُ العيونِ وَسَهْمُها لا يَرْفِقُ
***
فالأمُّ منها جَنَّةٌ بِجَمالِها
نَبْعُ الحنانِ بِقلبِها يتَدَفَّقُ
***
وَبِحْضِنِهَا يأوي الخَلِيُّ بِبَوْحِهِ
وَحَنانُها للطائعين مُوافِقُ
***
هِيَ كلُّ روحي لا أناجي غَيرَها
إن حَلَّ خَطْبٌ وادْلهَمَّ يُرافِقُ
***
لا الشمس تُشْرقُ للخليقةِ تَزْدَهِي
لا الزَّهرُ يُسحِرُ ناظريهِ وَيَعْبِقُ
***
إنْ ضَاعَ عَهْدٌ للوِدادِ لأُمِّنَا
إنَّ الحياةَ بدونِها لا تُشْرِقُ
***
فالبيتُ من دونِ الأمومةِ يَصْطَلِيْ
نارَ الشَّقاءِ وَشَرُّها لا يشفِقٌ
***
والأخْتُ نَبْعٌ للعطاءِ بِرُوحِهَا
والطَّيرُ تَشْدو للودادِ تُصَفِّقُ
***
فالَبْيتُ راحٌ لا يليق بغيرها
والرُّوح ُتَنْبِضُ بالودادِ وتَعْشَقُ
***
هِيَ أُنْسُ عَانٍ والدُّموعٌ غَزيرَةٌ
هيَ بلسمُ القلبِ الُمعَنَّى تَرْفِقُ
***
منها الطَّبِيْبَةُ كالنَّسيمِ وَداعَةً
والصَّمْتُ في عَين العِظامِ يُوافِقُ
***
ما إنْ تَراها في البياضِ تَظُنُّهَا
هذا الَملاكُ بُحُسْنِةِ يَتَأَلَّقُ
***
كُلُّ الدَّواءِ بِلَمْسَةٍ من كَفِّهَا
أوْ نَظْرَةٍ بالعَيْنِ مِنْها تُسْرَقُ
***
حَوَّاءُ لا أَبْغِيْ الجِنَانَ وإنما
أبْغِيْ وِصَالاً في جِنَانِكِ مُورِقُ
***
هِيَ جَنَّةٌ للشَّوْقِ طَابَ لِقاؤُها
وَحَنانُها والرُّوحُ مِنها تَسْمِقُ
***
لا يَأْنَسُ المرءُ المُتَيَّمُ عاشِقَاً
مالم تَكُن نَظَراتُها تتسابَقُ
***
لا تعجبوا إنْ طارَ عَقْلي يَكتَوِيْ
نار البِعَادِ غَرامُها لا يَشْفِقُ
***
فالقَلبُ مني في لقاكِ لناظِرٌ
يرجو وِصالاً في السماء يحلِّقُ
***
لا تَظْلِمُوا رِفقاً بها وَبِحُبِّها
ما الحبُّ الا في عُلاهَا مُحَقَّقُ
***
إني وان كُنْتُ المُتَيَّمُ عِشْقَها
روحي أُقَدِّمُها ونفسي تُزْهَقُ
***
وَجَليلُ عِلْمِيْ لا يعادلُ دَقَّةً
من قلبِ أمي بالرجاء وَيَخْفِقُ
***
الشاعر : محمد العصافرة
فلسطين – الخليل –بيت كاحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق