همسات مراكشية
=========
قصيدة بقلم
======
كمال مسرت
=======
شيعت عروبتي ..
==========
الآن فقط أقول ..
و ما عادتْ تجدي الأقوال ..
يا عربي .. يا ابن أمي ..
بعدما شيعتُ عروبتي ..
و شقائق النعمان الثلاث ..
دون كلمات و لا عبرات ..
اشتاق لي الموتى ..
و عابر السبيل نحو جرحي ..
فتخليتُ عن لذة و طعم قهوة الصباح ..
المستوردة من آهات الطفولة ..
لأقول لك ..
حللتَ أهلا و نزلتَ سهلا ..
بين سراب أرواح البقيع و رماد الموتى ..
يا قائد جند الدجال ..
يا حارس مهدي السرداب ..
الأخير ..
قد منحناه الخلد دون آل البيت ..
و نسينا الفرق بين الكرامات و الخيال ..
في ظلمات المعتقل ..
الثلاث ..
الشهداء على حق ..
قالوا توج الخريف إله جديدا للكون ..
فسجدنا لإله خوفنا ..
حين آمنا به .. و آمن بذلنا ..
فخلقناه تمثالا ..
في ابتهالاتنا الموسمية ..
بعدما خلقنا عبيدا له ..
فكان من خوفنا الحميم ..
يشبه خريطة الموت ..
لما تبتسم لنا ..
في حلب ..
أو ربما يشبه تنور الفناء ..
حين يضحك الطوفان الأعشى ..
المنبجس من فراغه اللامتناهي ..
من نتانة الزعماء ..
الأدعياء ..
و من شتات أعراقنا ..
لحدودنا الشرعية ..
فأيها القادم إلى الشرق النائم في أحضان ..
الليل و الخيلاء ..
منذ خريف زهرة اللوز و البرتقال ..
برجل متسللة عرجاء ..
و عين عمشاء عجماء ..
و حرب على العروبة عشواء ..
تمهل ..
تمهل ..
يا ابن حواء ..
فلست مَلَكا أو قديسا ..
أحاوره ..
كما الأنبياء ..
أو الشعراء ..
فالحروف أجنحة المعاني السابحة ..
في متاهة الإنسانية ..
أيها الزنجي المبلس .. الآبق ..
من عشق الوحي الخبز و الدماء ..
و من وصايا الرسالة الأخيرة ..
فلا توزعها بين خريطتين ..
أو رصاصتين ..
قد يثور رذاذ البحر و السماء ..
و بارِكْ يا باراكُ بلعنتك الأبدية ..
القديمة السرمدية ..
الصفراء البنفسجية ..
أو السوداء الذهبية ..
يا أبى مُرة ..
ظلال أطلال الحفاة العراة ..
باركهم في جزيرتهم ..
في فراغ أرواحهم ..
فهم إرث العِشار المعطلة ..
الأطفال و نحن انسلخنا عن العروبة ..
و تلك التبعية ..
بأمركم ..
بعد رحيلنا .. بعد موتنا ..
فاحكموا الفراغ يا زعماء الأشباح ..
عودوا فلا شيء يعجبني اليوم ..
لا سياسة الإغريق ، ولا حكمة البوم ..
لا فلسفة السلام ،و لا خطب الروم ..
عودوا حتى أبني الأنهار بيننا ..
ردما عميقا ..
فنار الفرس المقدسة تدنوا من واد النمل ..
كذلك يأجوج و مأجوج ..
و سليمان الملك مع الريح يطوف بالبيت والخليج ..
بحثا عن حكمة الهدهد المفقودة ..
و عن سبأ بلقيس ..
كجنتي .. كهويتي .. ككرامتي ..
بين آبار النفط و الهوان العربي ..
ليكتب رسالة جديدة لكل مماليك ..
الخليج الإسرائيلي الأمريكي ..
يا عربي ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
و باسمك اللهم ..
لا تعلوا علي أيها اليهود الجبناء ..
و ارحلوا عنها صاغرين ..
فالهيكل لي ..
و القدس لي ..
و فلسطين أمي ..
و سورية عشيقتي ..
فعودوا إلى مغارة الأمم المتحدة ..
و اكتبوا وصيتكم الأخيرة ..
على أوراق الكنيف و قبلوها ..
قبل تقبيل أدبار السلام العالمي ..
فجندكم من الأعراب ..
يهود يثرب ..
نعرفهم ..
و من العرب .. زعماء ..
كالنِساء ..
كالنساء ..
بل هم نسوة ..
و نسوء ..
كنا نعرفهن بالأمس ..
مَيامِس ..
حطمن كل الحدود بالأمس ..
لتدخلوها آمنين ..
ألِهوا إليكم يا سادة الكون الجديد ..
ليغتلن حارس السلام الاخير بالأمس ..
و لتقتلوا ابتسامة البراءة ..
في دمشق .. في حلب .. في كل مكان ..
و في مجزرة الغندورة .. فضحكوا ..
و لم يبكوا .. أسفا ..
على أطفالنا ..
و لمَ يتألمن .. زعيماتنا ..
فهم نساء و نسوة و نسوء ..
موئبات ..
و حتى النساء العربيات ..
مجاهدات ..
شهيدات ..
أسيرات ..
كأمي الشهيدة ..
و أختي المغتصبة الأسيرة ..
و بنيتي الموؤودة في مهدها ..
سأقول لك يا قائد الدمار ..
أيها الطوفان العابر من جسدي ..
نارا و دخانا ..
نفطنا العربي يشتاق لعطرك ..
الأمريكي ..
حين يتذكر حسن جويرياتك ..
و لذة الدماء السورية و العراقية ..
تسقى لنا شرابا معتقا ..
كل ليلة ليلاء تغادرنا تحل أخرى ..
تشيعها الشموع بالدموع ..
و اللحود تسابق الرصاص إلينا ..
لتختار منا أول شهيد ..
يبتسم لآخر ملوك الدنيا ..
و أراذلنا أو زعماؤنا كما شئت ..
ادعوهم ..
قد سئِمتْ عروبتهم سيدة ..
النهايات ..
عروس ..
البدايات ..
معجزة السماء ..
فليست لهم أسماء شرعية ..
سمعتهم كما كاتب التاريخ ..
يكتبون الغزل شعرا و نثرا ..
و خوفا ..
في ثناء الزنجي المبلس ..
أو الأمريكي الرئيس ..
كما تشاءون لقبوه ..
فليس له اسم سامي ..
قبلوه أو احضنوه فعرشه في زوال ..
ابن مريم الناصري يستعد ليمسح ..
الأرض من جديد ..
ليحطم قدسية الصليب ..
و محمد يبتسم لي ..
يلوح لي ..
من الشام ..
فيا فرحتاه بخاتم الأمراء ..
فافرح أيها البحر و البر ..
و أنت أيها الغريب في وطنك ..
افرح يا ابن الشهيد و أب الشهيد ..
فالنصر آت .. آت .. آت ..
من حدود ضفائر الشهباء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق