بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

صهوة السماء / بقلم الشاعر / وليد العايش

( يوميات رمضان ) 16 
_ صهوة السماء _
---------
مازالت الرحلةُ مستمرة ، ومازالَ القِطارُ لم يصلْ محطته الأخيرة ، بعضُ طيورٍ تمتطي صهوةَ السماء ، رُبما كانتْ تُحاولُ الوصولُ إلى سقفِ القِطار ، شجرةُ الصفصافِ تَمُدُّ عُنُقها لعلّها تجدُ متسعاً منْ النسائمِ على قارعةِ الانتظار ، الصبيُّ يقِفُ حِائراً بينَ زحمةٍ لم يرها منْ قبل ، اِعتادَ على حضنِ أُمّه ، ولمساتُ أبيهِ الصباحية ، الذاكرةُ كانتْ هُناك ، ( مَنْ دعاها لِهذا الحفل ) ، يتساءلُ قائدُ القطار ، يتشدّقُ رجلٌ بكلماتٍ مُملّة ، منظرهُ يُثيرُ غضبَ المارة ، السماءُ تستقبلَ الطيورَ المُهاجرة ، الرحلةُ مازالتْ تُعانِدُ القدر ، على ضفافِ ساقيةٍ تتربّصُ تِلكَ الأُنثى ، تنتظِرُ اِنبثاقَ وجهِ القمر الذي فرَّ ذاتَ صباحٍ قرمزي ، شهورٌ مرتْ وهي ترقدُ على الضِفّةِ الصفراءَ الكئيبة ، وجوهٌ تتعاقبُ على عينيها الخضراوين ، السكونُ الإلهيُّ يقطنُ على ثغرِ التاريخ ، الأشباحُ تزورُ ثُمَّ تُغادِرُ مُتشِحَةً بألوانِ الحُزْن ، تكشِفُ عنْ ساقيها بهدوء ، المياهُ المُنزلِقةُ تُداعبها بِاشتهاء ، أنينُ العيونِ كهديرِ موجٍ ، شجرةُ الصفصافِ تَذْرِفُ بعضَ دموع ...
________
وليد.ع.العايش 
21 / 6 / 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق