*فجْرٌ برَائحَةِ العَدَمْ*
أنَا في المَطْبَخْ
و بَعْدَ قَليلٍ
سأُشْعِلُ المَوْقدَ علَى آخِرهِ
رُبَّمَا لنْ تَصلَ النارُ
إلى الخَاتمَةِ
رُبَّمَا لنْ يَحْرِقني المدى السَاهِر
مع حبَّات القَهْوَة
و لن أَكُونَ ضَحيَةُ الندى
في الصباحْ
أنا لا أحْتَمِلُ العِنادَ
مع النَارْ
و لا طُغْيانَ الفَرَحِ
بعْد البُكاءْ
لذلك تخْرُجُ الريحُ منْ قُمْقُمِ النبَضَات
كالسديمِ
المُسْتَعّدِ لحَفْلةِ تنَكُرٍ
مع الرُوحْ
و ينتهي وميضُ الشايِ
على لساني
مُرًّا بالولادَة، حُلْوًا بفِطْرة المُشْتَهى
مع زخّات الآذان الأولى
و كسلِ الفجْر في معانقة القادمين
ينهض البيت الفارغُ
منْ كلّ شيءٍ
إلا من لغتي
و جسدي المتَكوّر
كالدمى القديمة
و يستعدون
أبي يحْلِقُ ذقنه ليذهب للمقبرة
و أختي تلبس خمارها على عجَلٍ
كي لا تغضب رئيستها في ورشة الخياطة
أما أنا فباقٍ
لأسْتَمعَ وحدي لحزن فيروز
في المدينة
لطالما تمنَيْتُ لو تشْدُو أكثر
هذه السنابل
في الحقلِ
و ترفع للسماء
دعاءها
كي يستجيب القدر للأمهات
و يدخلهن الجنة
من دون وساطات
الإثم
و الحسنات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق