بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 نوفمبر 2017

*فجْرٌ برَائحَةِ العَدَمْ*/ بقلم الشاعر عبد الفتاح

*فجْرٌ برَائحَةِ العَدَمْ*

أنَا في المَطْبَخْ 

و بَعْدَ قَليلٍ

سأُشْعِلُ المَوْقدَ علَى آخِرهِ

رُبَّمَا لنْ تَصلَ النارُ 
إلى الخَاتمَةِ

رُبَّمَا لنْ يَحْرِقني المدى السَاهِر
مع  حبَّات القَهْوَة

و لن أَكُونَ ضَحيَةُ الندى 
في الصباحْ 

أنا لا أحْتَمِلُ العِنادَ
مع النَارْ 

و لا طُغْيانَ الفَرَحِ
 بعْد البُكاءْ

لذلك تخْرُجُ الريحُ منْ قُمْقُمِ النبَضَات
كالسديمِ

المُسْتَعّدِ لحَفْلةِ تنَكُرٍ
مع الرُوحْ

و ينتهي وميضُ الشايِ 
على لساني  

مُرًّا  بالولادَة، حُلْوًا بفِطْرة المُشْتَهى

مع زخّات الآذان الأولى 

و كسلِ الفجْر  في معانقة القادمين 

ينهض البيت  الفارغُ
منْ كلّ شيءٍ 
إلا من لغتي 

و جسدي المتَكوّر
كالدمى القديمة 

و يستعدون

أبي يحْلِقُ ذقنه ليذهب للمقبرة 
و أختي تلبس خمارها على عجَلٍ 

كي لا تغضب رئيستها في ورشة الخياطة 

أما أنا فباقٍ

لأسْتَمعَ وحدي لحزن فيروز 
في المدينة 

لطالما تمنَيْتُ لو تشْدُو أكثر 

هذه السنابل 
في الحقلِ 

و ترفع للسماء 
دعاءها 

كي يستجيب القدر للأمهات 

و يدخلهن  الجنة  

من دون وساطات  
الإثم
 و الحسنات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق